تصرف جنسي يتم فرضه على الطفلة من خلال شخص مراهق أو بالغ لإشباع رغباته الجنسية، وليس بالضرورة أن يكون الدافع جنسي بحت بل في الأغلب يتعلق بممارسة للسيطرة ويتم ذلك من خلال إستخدام العنف أو الترغيب وتختلف أشكاله بين الإيذاء باللمس أو الإيذاء بالنظر ومعناه أن تتعرض الطفلة أو الطفل بالإجبار لمشاهدة مشاهد إباحية سواء عن طريق الأفلام الإباحية أو عن طريق مشاهدة الشخص المعتدي نفسه في أوضاع جنسية وأيضاً الإيذاء بالسمع بمعنى سماع عبارات جنسية أو قصص جنسية وأخطرهم الإيذاء بالفعل وهو ممارسة الجنس كاملًا وهذا النوع يشمل جميع الأنواع السابقة من الإيذاء باللمس والنظر والسمع .
هذا هو التعريف الوافى لمصطلح ” الاعتداء الجنسي ضد الطفلة” وينجم عن ذلك الإعتداء عواقب وخيمة سواء على المستوى الجسدى أو النفسي.

ودائماً ما تكون الاَثار النفسية أعمق ومن الصعب مداواة اَثارها لإنها باطنة ليست ظاهرة لا تراها العين وكثيراً ما يصعب على لسان الضحية التعبير عنها لذا الأفضل لنا أن يكون لدينا علم بهذه الاَثار حتى يتم التعامل معها فى حال وقوعها بوعى يحتوى الألم النفسي ولا يعمقه.

ومن بين تلك الاَثار النفسية:

الاكتئاب المزمن وفقدان الحماس للحياة وربما احتقار وكراهية النفس و كراهية الآخرين

الرغبة في الانتقام من كل الرجال أو المجتمع كله

الشك وعدم الثقة في الآخرين

وصعوبة إقامة علاقات وتحديداً الحميمة منها مثل الزواج

القلق بأنواعه المختلفة مثل الرهاب (الفوبيا) أي الخوف من أماكن أو أشياء معينة

الإحساس بالعار والخجل مما يؤدي إلى الإنعزال عن الناس وتزايد الاضطرابات النفسية

الإفراط في استخدام دفاعات نفسية مثل إنشقاق الوعي أو إنكار حدوث اضطرابات في الشخصية {مثال الشخصية الهستيرية أو التجنبية}

على مستوى السلوك لابد من متابعة سلوك المجنى عليها بعد الحادثة وخاصة لو ظهرت مثل تلك الأعراض السلوكية المتضطربة:

التأُثير السلوكي للإعتداء الجنسي: رد فعل مبالغ فيه تجاه الفزع في صورة رجفة أو صراخ أو شلل عند الإحساس بلمس شخص اخر

التدهور الأخلاقي متمثلًا فى الكذب والسرقة والإهمال والتهرب  من المدرسة/ الجامعة ،الميل للتصرف بطريقة طفولية ، ربما يحدث العكس ويكون هناك نفور من كل ما هو متعلق بالأطفال، تعذيب وتشويه النفس.

التعرض للعنف وبالأخص في الطفولة يسهل على الفتاة أن تعتدي هي بنفسها على نفسها، وتستخدم جسدها للتنفيس عن الحزن و”الخنقة” كأن تجرح نفسها بموسى أو مشرط في الأماكن غير الظاهرة، محاولات متكررة للإنتحار،  تعاطي المخدرات للهروب من الألم.

من ناحية أخرى يتبع واقعة الإعتداء الجنسي تغيرات على سلوكها الجنسي وإن لم يُلتَفت لها مبكراً قد تدهور الأمور وتعمق سلبيتها داخل التركيبة النفسية للفتاة

وأبرز تلك التغيرات:

النفور من الجنس “صعوبة إقامة علاقة جنسية في الزواج”

الشذوذ الجنسي أو السادية الجنسية  (التلذذ بالاَلم والإهانة في الجنس)

المثلية الجنسية “الميل لنفس الجنس” بعض ضحايا الاعتداء الجنسي من الإناث يرفضون جنسهم كإناث، وكأن ارتباطاً ما يحدث بين الاعتداء الجنسي وبين الدور الأنثوي في الجنس، قد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى رفض الجنس الغيري (مع الرجال) ونشوء الجنسية المثلية، وربما يؤدي ذلك إلى الرغبة في تغيير الجنس تمامًا من خلال عمليات جراحية وتعاطي هورمونات.

  • كيفية التعاطى مع الفتاة “التى تعرضت لإعتداء الجنسي” 

أول وأهم خطوة في طريق العلاج هي أن تتاح الفرصة للفتاة المعتدى عليها أن تعبر عن مشاعرها بحرية وبدون خوف من خلال الإستماع الجيد دون مقاطعة ودون إبداء الاستياء
الأسئله الموجهه للفتاة يجب ألا تأخذ شكل التحقيق أو الاستجواب مع مراعاة عدم إستخدام كلمات اللوم، لإنه إذا شعرت الفتاة بالذنب لن تستطيع التعبير عما بداخلها بصدق
كما يجب أن ترى الفتاة عقاب المعتدى ، مسألة الذهاب الى طبيب نفسي أو أحد المتخصصين في هذا المجال ضرورة لمساعدة الفتاة على عبور الأزمة من الناحية النفسية.

وتتحدث فى هذا الصدد، الدكتورة “هناء الطاهر عباس” طبيب بشري باثولوجي اكلينيكي، وتقول: بحكم موقعي كطبيب تحاليل طبية أتعرض لهذه الحالات حينما تأتي الأم لتشتكي من وجود افرازات لدي فتاتها وتطلب عمل تحاليل لمعرفة سبب هذه الإفرازات المهبلية أو ظهور بعض التقرحات في الجلد ونأخذ عينة منها لتحليلها تظهر الأمراض التي تحدث نتيجة لممارسة مثل هذه الاعتداءات علي الفتاة وأشهر هذه الأمراض هو الزهري.

وعن كيفية حماية الفتيات من خطر الإعتداء الجنسي، تجيب “الطاهر”، وتقول: بعض الخطوات يجب علي الآباء والأمهات إتباعها منها : اعطاء المعلومات الكافية للطفلة خاصة من سن صغير مع بداية الإدراك لدى الطفلة مثل أنه غير مسموح لأحد بالتعرض لجسدها أو لمسها أو الكشف عن ملابسها حتي ولو كان من الأقارب أو من نفس الجنسي (أنثى مثلها)

كما على الأم أن تتابع طفلتها دائمًا وتتابع جسدها وملابسها وسؤالها دائمًا عما إذا تعرض أحد لها بأي شكل وتطمئنها أنها لن تضربها أو تؤذيها مما يجعلها تحكي لأمها عن كل شئ دون تفكير أو تخوف. ثم يأتي الدور على الأباء والأمهات معاً بضرورة التأكد من أمان المكان الذى تتواجد فيها الفتاة .