تلاعبت بعض التيارات التى يطلقون عليها “اسلامية” بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وطوعوها لأهوائهم التى تحط من قدر المرأة ، و تحتقرها  فهم يظنون ان المرأة لم يكن ولن يكون لها وجود اجتماعى سوى كونها وعاء لإفراغ الشهوة الجنسية تحت مظلة الزواج.
و من بين الأحاديث التى تلاعب بها هؤلاء الرجعيين ، هو الحديث المختصر والذى لا نسمع منه سوى “النساء ناقصات عقل ودين”
وبسبب هذا الحديث عاثوا فساداً وإنتهكوا الكثير من حقوق المرأة و إنتقصوا من قدرها وبات كل إنتهاك بحقها يرتكب مرجعه ” هن ناقصات عقل ودين ”
رغم أنه بالعودة لأصل الحديث  سنجد ما يدحر كل هذه الإفتراءات التى وضعها المتأسلمون والسلفيون الجدد “الوهابيون” لإن هؤلاء أصروا على عزل الأربع كلمات تلك عن الكلمات الأخرى التى سبقتها وعن السياق الذى ذكر فيه الحديث.
نص الحديث:
خرج الرسول فى أحد العيدين، الأضحى أو الفطر فمر بطريقه على عدد من النساء.. فقال: “يا معشر النساء ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن” أو فى رواية أخرى “وما رأيتُ من ناقصاتِ عقلٍ ودين أغلبَ لذي لبٍّ مِنْكُن” 

قلن: وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله ؟
قال: “أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟
قلن: بلى 
قال: “فذلك من نقصان عقلها . أليس إذا حاضت لم تُصل ولم تصم؟” 

  • الحجة الأولى للرد على هؤلاء : مزحة .. العيد
    الحديث ذكر أنه كان فى يوم العيد – الأضحى أو الفطر – والرسول إعتاد فى يوم العيد ممازحة من يلاقيه
    ولم يقصد بهذا الحديث سوى ملاطفة النساء والتفكه معهن فى يوم العيد
    فاذا أخذنا الحديث على معناه فستكون جملة ” أذهب للب الرجل “‏إذا فسرنا الجملة تفسيراً حرفيا بدون أن نتفكر سنجدها تعنى أن الرجل الذى يحب إمرأته صار مجنوناً تملك المرأة عقله .
    فلما لم ينظر هؤلاء لهذا الجزء من الحديث وتجاهلوه فإن كان جدياً كما يدعو ينطبق هذا الكلام على الرجل أيضاً

  • ولو كان جديًا … الرد هو

البعض افترض جدية الحديث فعلاً ولكنها رمى إلى أن “ناقصة عقل” المقصود بها ان المرأة تتفوق على الرجل فى العاطفة ، فإن العلماء اكتشفوا أن مخ المرأة يتميز بقدرته على إثارة مشاعر الرجل والتقاط الرسائل العاطفية أكثر من قدرة الرجل مما يجعلها أكثر قدرة على تحمل الإرهاق و الاَلم من الرجل فالمرأة لا تقل أهمية عن الرجل فهي قد تتفوق عليه بالعمل أيضاً.
و كيف تعتبر المرأة ناقصة دين؟ بعض المدعين قالوا بسبب تعرضها للحيض و عدم صلاتها او صومها فى هذة الفترة، لكنهم تغافلوا عن قدرتها على فعل عشرات الفرائض الدينية والسنن و هى حائض، وحتى إن توقفن عند الصلاة و الصيام فما ذنبها فيما خُلِقَت به ؟ بالاضافة إلى انها ترجع للصلاة بعد الانتهاء من الحيض وهى تقضى ما لم تصمه بعد الحيض .. فهى لا تفعل كل ذلك بدافع منها بل انها تنفذ تعاليم الاسلام فمعنى ذلك أنها تعفى من أشياء لا يعفى منها الرجل أبدًا، فالرجل لايعفى من الصلاة، وهي تعفى منها في فترات شهرية،والرجل لا يعفى من الصيام بينما هي تعفى كذلك عدة أيام في الشهر . . والرجل لا يعفى
وبذلك فإن مطلوبات المرأة الدينية أقل من المطلوب من الرجل و هذا ليس لنقص فيها بل تقدير لها فالنقص هو المطلوب ولم يتم لكن الله هو من خلقها على ذلك الحال فهى المأمورة بالتوقف عن تلك الفروض.

فكيف يخلق الله المرأة ناقصة عقل بالمعنى السيء الذى يقصده البعض ثم يحاسبها على أفعالها فى الدنيا؟

وكيف “هن ناقصات عقل ودين” والرسول يوصى بهن ويكرمهن فى أحاديثه وأفعاله

كما أن من يوصموها بناقصة عقل ودين ، لما لا ينظروا لما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم “النساء شقائق الرجال” أى نظائرهم وأمثالهم في الخلق والطباع، فكأنهنّ شُققن
وأيضا قوله عن عائشة” خذوا نصف دينكم عنها” فكيف يأمرنا النبى ان نأخذ نصف ديننا من امرأة و هى ناقصة عقل ودين ؟ أليست عائشة من النساء اللاتى ينطبق عليهن حديث نقص العقل والدين؟
و يوجد العديد من القصص فى الاسلام التى تدل على تكريم الاسلام للمرأة وتأتي على رأسهن مريم العذراء – التي سُميت سورة من سور القرآن الكريم باسمها.
(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بعض)
لقد أعطى الرسول الحق للمرأة للخروج فى غزواته

وكان الغالب على دور النساء فى الغزوات مُداواة الجرحى ومناولة الطعام والشراب وأعطى الاسلام المرأة حقوقها فى الميراث فكما قال الله تعالى: “ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين”.