وصلنا إلى الحلقة الرابعة والأخيرة من قرائتنا للكتاب النادر “المرأة المصرية  من الفراعنة إلى اليوم” للدكتورة درية شفيق، الذي صدر في عام 1955.

وفي هذه الحلقة نستعرض الفصول التي تناولت خلالها الكاتبة جهودها التي أضافت إلى مسيرة النضال النسائي في مصر، بعد أن أسست مجلة بنت النيل في عام 1945، ومن بعدها الاتحاد الذي اختارت له الاسم نفسه.

  • بعد الحرب لأجل التعليم والعمل.. معارك متلاحقة لانتزاع الحقوق السياسية
  • نساء دخلن المعترك الانتخابي قبل إقرار حقهن في الترشح
  • عندما وقف الملك في وجه حقوق النساء
  • تفاصيل الإضراب الأشهر في تاريخ الحركة النسائية

اتحاد بنت النيل يطالب بحقوق المرأة السياسية

في الحلقة السابقة، تعرضنا إلى الأسلحة الثلاثة التي حددتها “درية شفيق” سبيلًا لتحرير المرأة وهي؛ العلم، والعمل، والخدمة العامة، وقد سردت مراحل انتزاع النساء المصريات لها، لتأتي في هذا الفصل وتؤكد أنه بعد أن استكملت المرأة كل الأسلحة اللازمة للنضال، يتعين عليها أن تنزل بكل قوتها إلى الميدان السياسي.

وتبدأ هذا الفصل بسرد بعض التفاصيل عن مجلة “بنت النيل” التي أصدرتها في ديسمبر من العام 1945، وتقول عنها «كنت أهدف بمجلتي إلى تحديد المعالم في شخصية “بنت النيل” وتكوين نماذج مشرفة للمصرية الجديدة. »

وتضيف «وقد نجحت مجلة «بنت النيل» واكتسحت السوق اكتساحًا، لسبب وجيه، هو أنها كانت تمثل احتياج النهضة النسائية إلى مجلة من هذا الطراز فملأت فراغًا ظل شاغرًا مدى سنوات طويلة. »

درية شفيق في مقدمة إحدى مظاهرات إتحاد بنت النيل

وتكشف “شفيق” أن تأليف إتحاد «بنت النيل» راودتها فكرته في أحد أيام سنة 1948، بعد أن فاض بها الكيل من الأوضاع الظالمة التي تعيشها النساء المصريات، وتعتبر الكاتبة أن الاتحاد الذي أسسته كان بمثابة القيادة الجديدة للحركة النسائية.

«لقد تمخضت الأحداث عن ميلاد «بنت النيل» لتُؤلف لأول مرة حركة نسائية لا تقتصر على سيدات كبار الملاك وفتياتهم بل تشمل نساء مصر من جميع الطبقات. » تقول “شفيق”

وتضيف «وقد جاءت حركة بنت النيل بالتالي لتعبر عن مطالب المرأة المصرية ككل .. لم تقم لتعطف على الفقيرات منهن أو تشملهن برعايتها، ولم تقم لتطالب لهن ببعض الكماليات بل قامت لتبحث أساس العبودية لترفع عنهن هذا الظلم وذلك الظلام. »

الطريقة التي صاغت بها الكاتبة كلماتها عن المجلة والاتحاد الذين أسستهما قد تُرى كشكل من أشكال الإعتزاز والفخر، وقد تُرى من قبل اَخرين انتقاصًا من دور مشروعات صحافية نسائية بدأت منذ 1892م وتكتلات نسائية سابقة أولها كان في 1923م.

وتورد “شفيق” أسماء اللجنة التأسيسية لاتحاد «بنت النيل » التي ضمت أكثر من 35 سيدة، أغلبهن لم تذكر أسماءهن صراحة ولكن استبدلتها بـحرم فلان.

وتتوجه بالشكر لزميلاتها اللواتي أسسن معها الاتحاد، وأخذن على عاتقهن بذل الجهود في سبيل استخلاص حقوق المرأة المصري، وهن؛ وصفية شكري أول من انضم للإتحاد، والمحامية زينت لبيب التي شاركت في تأسيس الإتحاد، ووكيلتي الإتحاد، سنية عنان وأسماء فهمي، والأمينة العامة للإتحاد، نادرة صبور، وأمينة صندوق الإتحاد، زينب نور، وأمنية الصندوق المساعدة، عزيزة رضوان، والأمينة العامة المساعدة لإتحاد بنت النيل، سميحة ماهر.

وعن الأهداف التي سعى الإتحاد إلى تحقيقها، تخصص “شفيق” في ختام هذا الفصل مساحة لتعددها وهي؛ السعي لتقرير حقوق المرأة الدستورية والدعوة إلى نشر الخدمات الثقافية والصحية والاجتماعية بين الأسر المصرية الفقيرة والمحرومة والمساهمة فيها ونشر الصناعات الصغيرة بين الأسر الفقيرة لزيادة دخلها، والدعوة عن طريق المجلات والصحف والمحاضرات والإذاعة إلى العناية بشؤون الأسرة وعلى الأخص الأمومة والطفولة.”

مطالب المرأة على كل لسان

تكشف “درية شفيق” أن اتحاد «بنت النيل » تمكن خلال سنة واحدة أن يصبح قوة شعبية يُعمل لها ألف حساب على حد قولها، وشهد عام 1949 أكبر حملة للمناداة بحقوق المرأة السياسية.

وتتحدث مؤسسة «بنت النيل » عن الحملة التي خاضها الإتحاد لتصبح حقوق المرأة قضية الساعة، وكيف تواصل مع كبار الكتاب الذين ينصارون المرأة، وأخذت أخبار الحملة مساحات واسعة في الصحف والمجلات، حتى تردد صدى الحملة في خارج مصر.

اقتحمنا البرلمان ولم نعبأ بالرصاص

في هذا الفصل تروي “درية شفيق” تفاصيل واحدة من أهم الوقائع التي سجلها تاريخ الحركة النسائية، لإجبار السلطة على الاعتراف بحقوق المرأة السياسية، وهي واقعة اقتحام البرلمان من قبل وفد نسائي من اتحاد «بنت النيل »، للمطالبة بحقهن في الاشتراك في البرلمان حتى يكون ممثلًا للشعب تمثيلًا حقيقيًا.

وتتطرق “شفيق” إلى تفاصيل الخطة السرية التي وضعتها مع مجلس إدارة الإتحاد، بعد أن قرر المجلس أن يعلن فقط عن انعقاد مؤتمر نسائي في يوم 19 فبراير من العام 1951 بقاعة ايورت التي تتواجد بالقرب من مقر البرلمان، ليتحول إلى نقطة تجمع لبدء التحرك النسائي إليه.

وفي هذا المؤتمر قالت “شفيق” قولها الشهير “نحن نصف الأمة.. نصف القوة.. نصف الحياة.. ولقد بلغنا من الوعي القومي ما يجعلنا نعتبر إقصاءنا عن الاشتراك في السلطات الثلاث حرمانًا لبلادنا من نصف طاقتها الحيوية الانتاجية.”

تحت عنوان فرعي «الأمر بإطلاق النار »، تصف مشهد تقدم النساء بقوة وحماسة لاقتحام البرلمان، ومواجهتهن لبنادق الحرس التي وجهت إلى صدورهن، والمفاوضات التي جرت بينهن وبين رئيس الحرس حتى يُسمَح بدخول وفد منهن، فدخلت هي ومعها سيزا نبراوي وزينب لبيب، ودخولها إلى غرفة رئيس المجلس، واتصالها به بعد أن تبين غيابه، لإبلاغها باعتصام ألف سيدة داخل البرلمان.

وتتحدث “شفيق” عما أعدته انتصارًا، عندما أخبرها رئيس المجلس أنه سيبذل المستحيل في سبيل تحقيق المطالب، لكنها فوجئت في اليوم التالي بإخطار من نيابة عابدين تدعوها لحضور التحقيق الذي سيجري معها.

وكيل النيابة يشيد بالمتهمة

في هذا الفصل، تروي “شفيق” وقائع استجوابها إثر اقتحام مقر البرلمان، موضحةً أنها قد فوجئت بتوجيه عدد من التهم على رأسها تنظيم مظاهرة بدون إخطار.

وقد أحيلت مؤسسة اتحاد «بنت النيل» إلى محكمة جنح عابدين بتهمتي التظاهر وعقد اجتماع بدون ترخيص، وتضامن معها وقتذاك العديد من المحامين الذي تتطوعوا للدفاع عنها،  من بينهم؛ مفيدة عبد الرحمن، وليلى تكلا، وكوكب إلياس، ونرجس نصيف.

تطور جديد توثقه “شفيق”، يتمثل في طلب النيابة أثناء جلسة المحاكمة تأجيل الدعوى إلى أجل غير مسمى، وهو ما استجابت له المحكمة، لتنتهي القضية ويحسب ذلك انتصارًا لــ”درية شفيق” والاتحاد ككل.

المصريات يحملن البنادق

تتحدث الكاتبة عن إنجاز اَخر لإتحاد «بنت النيل » في سبتمبر من العام 1951، وهو تشكيل كتائب من النساء ليشاركن في الكفاح المسلح والمقاومة في منطقة القنال، على الرغم من أن القانون القائم حينذاك يحرم النساء من ذلك الحق.

وقد تألفت الكتيبة الأولى باسم كتيبة «بنت النيل »  من مائتي متطوعة أكثرهن من فتيات الاتحاد، وقد تدربن في معكسر خاص أقيم بمنطقة العباسية، وبحسب “شفيق” فقد تكون جيش احتياطي من بنات النيل خلال شهور قليلة، تصدرن المظاهرات الوطنية، وحركات المقاطعة الاقتصادية، وسافرن إلى القتال حتى لا ينفرد الرجال بشرف الكفاح وفخر الاستشهاد.

عشرة اَلاف مصرية في جنازة الشهداء

في شهر نوفمبر من العام 1951، تأهبت الهيئات السياسية للاحتشاد في مظاهرة صامتة للاحتجاج على الاعتداءات البريطانية في منطقة القنال، وقد وجدت “درية شفيق” فيما يجري الإعداد له تجاهلًا للمرأة من جديد، فقررت دعوة المصريات للاحتشاد في مظاهرة تمثلهن.

وفي هذا الحدث أيضًا تلفت “شفيق” إلى أن من تقدمن المظاهرة هي فرقة من كتائب بنت النيل بثيابهن الخاصة وأعلامهن.

المرأة والتحرر الاقتصادي

هذا الفصل، أفردته الكاتبة للحديث عن واقعة مهمة في مسيرتها ومسيرة إتحاد «بنت النيل »، وهي محاصرة بنك «باركليز» ومنع التعامل معه لمدة 24 ساعة، في إطار الدعوة إلى مقاطعة الإنجليز اقتصاديًا.

وقد تمكنت الفدائيات المتطوعات في كتائب بنت النيل، من منع دخول العملاء إلى البنك الكائن بشارع قصر النيل في يوم 22 يناير من العام 1952، حتى جاء مأمور قسم عابدين  وحاول أن يقتحم الحصار، ولم يستطع في بادئ الأمر، حتى أرسلت له الحكمدارية لوريات بعدد مضاعف من الجنود، عندها أصدر أوامره بالقبض عليهن ومعهم 25 شابًا من المتجمهرين الذين حاولوا منع اعتقالهن.

تتذكر “شفيق” الساعات التي قضتها وزميلاتها محتجزات في قسم عابدين، حتى جاء الأمر بإطلاق سراحهن.

نزلنا إلى الميدان الانتخابي

في هذا الفصل تتحدث “شفيق” عن تحدٍ كبير خاضته وزميلات لها في اتحاد «بنت النيل »، بغية مجابهة التمييز الذي فرضه قانون مباشرة الحقوق السياسية.

وتتذكر في النصف الأول من عام 1952، دعت حكومة نجيب الهلالي، لإجراء الانتخابات وفتحت جداول القيد، ثم باب الترشيح، وقد أهملت المرأة، فقررت “شفيق” أن تترشح هي و10 من عضوات اتحاد «بنت النيل»، وبالفعل ذهبن لدفع التأمينات في خزائن المديريات التي قررن الترشح فيها، إلا أن الموظفين المختصين رفضوا إتمام الإجراءات بحجة أن قانون الانتخاب لا يسمح بالترشيح لغير الرجال.

في هذا الفصل تورد “شفيق” نصوص وثيقتين ترتبطان بهذا الحدث، الأولى خطاب أرسلته إلى رئيس الوزراء ونشرته في جريدة أخبار اليوم بعنوان “من مرشحة دائرة عابدين إلى رئيس الوزراء”، والثانية هي نص الخطاب الذي أرسله إليها محافظ القاهرة  اَنذاك محمد كامل القاويش، بنفس الحوالة البريدية التي أرسلتها إليه بقيمة التأمين، وحجته أن حق الانتخاب والترشح لعضوية مجلس النواب، يقتصران على الذكور دون الإناث عملًا بقانون الانتخاب.

الملك يقاوم الحركة النسائية

توثق الكاتبة موقفًا نسبته إلى الملك فاروق، عطل حصول المرأة على حقها في الانتخاب والترشح، وتقول «ونشرت جريدة النداء خبرًا خطيرًا  – بل هو بالغ الخطورة – ففي يوم 22 من ذلك الشهر نفسه – إبريل – قالت في مكان بارز وبطريقة واضحة هذه السطور القليلة التالية: – أبدى إحدى الشخصيات الكبيرة رأيا خاصًا في موضوع منح المرأة حق الانتخاب ويدرس هذا الرأي الاَن بعناية كبيرة. وقرأ الأحرار مما بين السطور، وفهموا كل شيء وأدركوا أن الرجعية قد وجدت حليفًا للاتحاد معها في جبهة واحدة ضد قضية المرأة .. قضية نصف الشعب الذي يناصبهم ويناصبوه العداء! ولم يكن ذلك الحلف  – كما أدرك الأذكياء جميعًا – سوى فاروق. »

وتضيف “شفيق” أن شخصًا معروفًا من بطانة الملك اتصل بها يطالبها بحل الاتحاد أو تحويله إلى جمعية خيرية  لأن المرأة لن تصل إلى حقوقها الاَن، مؤكدًا لها أن هذه سياسة وُضِعت نهائيًا.

عندها ردت عليه بأن هذه لم تكن أبدًا سياسة البرلمان، وسألته من الذي وضعها، فأجابها وهو يضع السماعة “أنتِ تعرفين كل شيء”

بنت النيل مع بنات العرب

في هذا الفصل الذي لم تتعد أوراقه الثلاث، تمر رئيسة إتحاد «بنت النيل »، سريعًا على مساعيها لربط الكفاح النسائي العربي والتحرر من المركزية داخل مصر، من خلال رحلاتها إلى لبنان والأردن وفلسطين، حيث لمست إيمان الكثيرين بأن قضية الحرية واحدة لا تنفصل ولا تتجزأ، وينظرون إلى حرية المرأة العربية باعتبارها جزء لا يتجزأ من حرية العالم العربي.

ثمانية أيام بلا طعام

هذا الفصل يتناول الحدث الأهم في مسيرة “درية شفيق”، الذي نالت على إثره النساء حق الانتخاب والترشيح.

في عام 1954، انتخبت الجمعية التأسيسية المنوط بها الإعداد لمشروع الدستور الجديد للبلاد وقتذاك، إلا أن الجمعية خضعت لقانون الانتخاب القديم، الذي يجعل التصويت والترشيح حكرًا على الرجال وحدهم، وهو ما أثار حفظيتها، فأرسلت برقية رسمية تعلن احتجاجها، لكنها وجدت الاكتفاء بها موقفًا سلبيًا، فقررت التصعيد، الذي ارتأت أن يكون الإضراب، وأقدمت عليه وحدها، دون أن تُعلِم أحد سوى سكرتير إدارة مجلة «بنت النيل » الذي عهدت إليه بنشر نسخ من بيان إعلان قرارها، ليوزعه على الصحف والوكالات في الدقيقة التي تبدأ فيها الإضراب، وفي صباح الجمعة 12 مارس، توجهت إلى نقابة الصحافيين، ودخلت مكتب النقيب الذي لم يكن متواجدًا يومها وأعلمته بإضرابها.

جانب من اعتصام “درية شفيق” داخل نقابة الصحافيين

سرعان ما هرعت إلى النقابة 8 سيدات من المشتغلات بالحركة النسائية ليشاركنها الإضراب وهن؛ بهيجة بكري، ومنيرة ثابت، وراجية حمزة، ومنيرة حسني، وفتحية الفلكي وإلهام عبد العزيز،  وسعاد فهمي وأماني فريد.

وتتناول “شفيق” بالتفاصيل تطورات الأحداث، ومحاولات المسؤولين وقف الإضراب، فضلًا عن التضامن النسائي من مختلف أنحاء العالم، ثم تشير إلى انتقال الإضراب إلى المستشفى بعد أن ساءت حالة عدد من المضربات، حتى تحصلن على وعد رسمي بتضمين حقوقهن في الدستور.

وفي ختام هذا الفصل تنشر “شفيق” أسماء شخصيات وهيئات دولية أرسلت برقيات تأييد للمضربات ومطالبهن، ومنهن رئيسة الاتحاد النسائي الدولي، والملجس النسائي الدولي، ورئيسة الاتحاد النسائي الأندونيسي، ورئيسة الحركة النسائية في لبنان، ووكارولين هوسيلت رئيسة الجبهة النسائية للسيدات العاملات في لندن.

رجال في تاريخ المرأة

تعدد “درية شفيق” أسماء أعلام من الرجال الذين كان لهم نصيب عظيم في تاريخ الحركة النسائية مثل طه حسين، وكامل مرسي، ولطفي السيد واستطاعوا أن يُدخِلوا الفتاة إلى الجامعة رغم معارضة الملك فؤاد.

وذكرت أيضًا اسم الدكتور محمد حسين هيكل، الذي نقلت عنه مقاله في جريدة الأهرام في 16 مارس 1954 دعمًا للإضراب الذي قامت به ومعها عدد من الناشطات في نقابة الصحافيين، وظفرن بسببه بحق الانتخاب والترشيح.

الجندية المجهولة

تعتبر “شفيق” أن كفاحًا من لون اَخر جدير بالتسجيل والتقدير وبأن تحنى له الهامات وأن يذكر بكل فخر وافتخار، وهو كفاح النساء الريفيات، وقد قدرت عددهن بنحو 8 ملايين امرأة تتحمل أعباء الحياة مثل الرجل، بل قالت أنهن يتحملن أعباء أكثر ومشقتهن أشد وأصعب، لأن الرجل يعمل في الحقل وحده، لكن المرأة تعمل معه في الحقل، وفوق ذلك ترعى منزلها ومطالب بيتها.

وتشبه “شفيق” المرأة الريفية بالجندي في ميدان الحرب، وميدان الدفاع عن بلاده ومجدها.

كلمتنا الأخيرة

في ثلاث صفحات ليس أكثر، تؤكد “درية شفيق” أن ما استعرضته من كفاح المرأة المصرية على مر العصور والأجيال، هو جمع للحقائق وليس مناقشة من وجهة نظر محددة أو طرح لرأي.

وقد خصصت مساحة للحديث عن “قاسم أمين” مشددة على أن مهمته في مناصرة المرأة والدعوة لتحريرها كانت صعبة في ذلك الحين، حتى ثبت بالتجربة وبعد خمسين سنة على دعواه أن كل ما دعى إليه كان محقًا فيه وأصبح حقيقة واقعة.

في الصفحات الأخيرة من الكتاب، قدمت الكاتبة بعضًا من الإحصائيات التي ترصد الزيادة السكانية في الفترة من 1882 وحتى 1947، ونسب الزواج والطلاق، وأعداد المشتغلين بالمهن الطبية، والطلبة والخريجين، إلى جانب حصر للمواليد والوفيات بين الأطفال.

 

للإطلاع على الحلقات السابقة: 

قراءة في الكتاب النادر «المرأة المصرية.. من الفراعنة إلى اليوم» لــ «درية شفيق» – الحلقة (1)

قراءة في الكتاب النادر «المرأة المصرية.. من الفراعنة إلى اليوم» لــ «درية شفيق» – الحلقة (2) 

قراءة في الكتاب النادر «المرأة المصرية.. من الفراعنة إلى اليوم» لــ «درية شفيق» – الحلقة (3)