ينطلق هذا الأسبوع الحدث الثقافي والفني الأهم في مصر، الذي ينتظره محبي السينما المنتقاة من العام للعام، وهو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تبدأ دورته الــ38 يوم الثلاثاء، ومن المزمع أن يعرض خلال أيام المهرجان التسعة، أفلامًا من مختلف دول العالم إلى جانب مصر، مثل؛ الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا واليابان، وألمانيا وبولندا والمجر وإيطاليا والهند والصين والتشيك وجورجيا والبرتغال والجزائر، وتونس والمغرب والسعودية، ويصل عددها إلى 204 فيلمًا.

وتواصل الناقدة “ماجدة واصف” مهامها هذه الدورة كرئيسة للمهرجان للعام الثاني على التوالي، حاملة معها إنجازًا ارتبط باسمها منذ الدورة السابقة، بعد أن أضحت أول رئيسة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ انطلاقه في عام 1976.

وتعرف “واصف” بثقلها في المحافل السينمائية الدولية فهي رئيسة مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية (2012- 2014)، ولها اهتمام خاص بالمرأة في السينما، حيث اختارت «صورة المرأة الريفية في السينما المصرية»  ليكون موضوع رسالة الدكتوراة الخاصة بها، علاوة على ترجمتها لمسرحية « 12 امرأة في سجن القناطر» في سنة 1984، وكتاب «مذكراتي في سجن النساء» للدكتورة نوال السعداوي في 2002، إلى الفرنسية.

المشاركة النسائية الأوسع في المهرجان، تأتي من خلال الأفلام المشاركة في مسابقاته، وعلى رأسها “يوم للستات” الذي اختير ليكون فيلم الافتتاح، وهو الفيلم الذي يمكن إدراجه تحت تيار السينما المناصرة للمرأة، والذي تنتمي له بدون شك مخرجة الفيلم “كاملة أبو ذكري”، التي سبق وقدمت عددًا من الأعمال الدرامية تتسق مع هذه الرؤية، مثل؛ فيلم واحد صفر، ومسلسلي سجن النسا وذات.

الفيلم يضم مشاركة نسائية واسعة؛ فنص العمل للكاتبة “هناء عطية”، وأغلب الشخصيات الرئيسة في العمل نسائية، يؤدي أدوارها كل من “إلهام شاهين”، و”نيللي كريم”، و”ناهد السباعي” و”هالة صدقي”، و”شيماء سيف” و”رجاء حسين”، واللافت في الفيلم هو الأدوار التي احتلتها النساء خلف الكاميرا، وهي مساحات قلما شغلنها، مثل؛ الإنتاج للفنانة إلهام شاهين، وإدارة التصوير لنانسي عبد الفتاح، واحتلت “مي ممدوح” موقع المخرج المنفذ، بالإضافة إلى شغل إيناس شاهين لموقع ستايليست، لينتصر الفيلم للنساء على صعيد الدراما والصناعة.

الممثلة “نيللي كريم” لا تقتصر مشاركتها على هذا الفيلم فحسب، وإنما تشارك بفيلم اَخر يحمل اسم “على هامش تاريخ الباليه المصري” وهو فيلم تسجيلي تدور أحداثه حول أول جيل من راقصات الباليه في مصر.

بين المشاركات أيضًا، يلمع اسم المخرجة الشابة إيمان النجار، التي تشارك بأول تجاربها الروائية الطويلة في قسم اَفاق السينما، وتقدم فيلمها بعنوان “لحظات انتحارية”، والذي يناقش فكرة إعادة النظر في القرارات، والاصطدام بالحقائق متأخرًا.

للكاتبات المصريات نصيب من المشاركة، فإلى جانب السيناريست “هناء عطية”، تشارك السيناريست “زينب عزيز” بفيلم “البر الثاني” الذي يعرض ضمن أفلام المسابقة الرسمية، ويُناقش قصة مجموعة من الشباب المصريين خرجوا من القرى المصرية الفقيرة، بغية الهجرة إلى إيطاليا بدون وثائق رسمية.

فيما يتعلق بلجان التحكيم، والحضور النسائي المصري فيها؛ في المسابقة الرسمية اختيرت “أروى جودة” للمشاركة كعضوة بلجنة تحكيم، وتشارك الممثلة “إلهام شاهين” كرئيس للجنة تحكيم مسابقة اَفاق السينما العربية، أما لجنة مسابقة أفلام سينما الغد، فتضم السيناريست “وسام سليمان” عضوةً، التي تعد إحدى أبرز الكاتبات اللاتي أجدن التعبير عن مشكلات المرأة بواقعية شديدة، من خلال أفلام؛ أحلى الأوقات مع المخرجة “هالة خليل”، وبنات وسط البلد، وفي شقة مصر الجديدة، وفتاة المصنع مع زوجها المخرج الراحل “محمد خان”.