الاكتفاء بالنساء نائبات لثلاثة محافظين.. مابين تثمين واستهجان.. والقومى للمرأة يمسك العصا من الوسط
بعد أكثر من 5 أشهر من الإعلان مراراً عن قرب الانتهاء منها، أعُلِنَت أخيراً حركة المحافظين الجدد، وحلف اليمين يوم السبت الماضى 17 محافظاً ليس من بينهم أى سيدة.
خواء الحركة من أى امرأة، أتى رغم احتجاج واستهجان من قبل المنظمات النسوية ضد النوايا التى أعلنت سلفاً قبل عدة شهور من الاَن على لسان، وزير التنمية المحلية”عادل لبيب”، مما يفصح عن تعنت واضح ضد المرأة لأسباب “غير واقعية” كثيراً ما اعتُمِد عليها فى تبرير تنحية النساء عن المشهد السياسي وعنوانها العريض “لا يوجد خبرة” إلا أن الدولة هذه المرة سلكت طريقاً جديداً فى تسكين الغضب والمعارضة لهذا القرار العنصرى، باتخاذها القرار بتعيين 3 نائبات لمحافظين من بين أربعة نواب تم الإعلان عنهم ضمن الحركة.
واختيرت النساء نائبات لمنصب المحافظ فى ثلاث محافظات رئيسية وهم، القاهرة والجيزة والإسكندرية وهن:
· جيهان عبدالرحمن، نائب محافظ القاهرة
· الدكتورة منال عوض ميخائيل، نائب محافظ الجيزة
· الدكتورة سعاد عبدالرحيم الخولي، نائب محافظ الإسكندرية
استقبلت هذه الخطوة برفض من قبل قطاع من المنظمات المعنية بقضية تمكين المرأة، ومن ناحية أخرى استقبلها اَخرون بحالة من الارتياح كخطوة على طريق تعيين النساء فيما هو مقبل فى منصب “المحافظ”.
نائبات محافظي أكبر ثلاث محافظات .. من هن؟
· جيهان عبد الرحمن .. نائب محافظ القاهرة (55 عامًا)
حاصلة على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وعملت كباحث خدمة مدنية بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، منذ عام 1981.
وتولت منصب رئيس شؤون العاملين، ورئيس قطاع ذوي الاحتياجات الخاصة، ورئيس القطاع التدريبي، والأمين العام للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وأخيراً تولت فى 2013 منصب القائم بأعمال الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.
يذكر أنها أول سيدة شغلت منصب مدير إدارة المشتريات بالإدارة المركزية للخدمة المدنية بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وبمجرد تسلمها المنصب، كلفها محافظ القاهرة”جلال السعيد” بملفات التنمية البشرية والإدارية والتشغيل والتدريب إلى جانب التفتيش والمراقبة علي الأعمال التي تتم في الأحياء وقضايا المرأة وحماية الطفل .
· منال عوض ميخائيل .. نائب محافظ الجيزة (48 عامًا)
حصلت على بكالوريوس العلوم البيطرية جامعة بنها عام 1989 وفيما بعد حصلت على درجتى الماجيستير والدكتوراة من جامعة الإسكندرية.
وحصدت “مخائيل” على جوائز الدولة التشجيعية فى العلوم الدراسية عن أبحاث تأثير العدوى والتحصين بفيروس ولقاح جدرى الأغنام على مناعة وكيمياء دم الأغنام المختبرة، فضلاً عن دراسات واستبيانات مختلفة فى مجالات تحضير اللقاحات وكشف الفيروسات.
“منال ميخائيل” عضو فى الجمعية الطبية المصرية للدواجن والجمعية العالمية البيطرية للدواجن و الجمعية المصرية للمناعة والجمعية الفيرولوجية البيطرية.
· الدكتورة سعاد عبد الرحيم الخولي .. نائب محافظ الإسكندرية (61 عامًا)
“الخولي” حاصلة على بكالوريوس العلوم الطبية البيطرية من جامعة القاهرة بالإضافة لدبلومة في جودة وسلامة الغذاء بجامعة عين شمس.
وشغلت عدد من الوظائف آخرها مدير مديرية الطب البيطري بالقاهرة، كما شغلت سابقاً منصب مدير عام الطب البيطري وأيضًا منصب مدير مديرية الطب البيطري بالقاهرة ندباً، ثم بالتعيين.
أحزاب سياسية وشخصيات عامة تثمن الخطوة
علقت الشاعرة والكاتبة “فاطمة ناعوت” على مسألة تعيين 3 سيدات لمنصب نائب المحافظ، معربة عن رضاها عن الخطوة وتفاؤلها بها.
أيضاً أبدى “شهاب وجيه” المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، تفاؤله بتعيين 3 نائبات لمحافظين، معرباً عن أمله فى أن تشمل الحركة المقبلة سيدات فى مناصب “المحافظين”.
كما اعتبر المحلل السياسي والكاتب الصحفى “معتز بالله عبد الفتاح” الخطوة مهمة لتصعيد النساء لمنصب المحافظ مستقبلًا.
استهجان ورفض نسوى واسع لتغييب المرأة المتعمد
بالمقابل، كانت ردود الأفعال الغاضبة والرافضة أعلى صوتًا ودائرتها أكثر اتساعًا، فسرعان ما أعلنت “سكينة فؤاد” الكاتبة الصحفية ومستشارة الرئيس السابق عدلي منصور لشؤون المرأة استنكارها لعدم تولي المرأة منصب محافظ رغم توليها مناصب وزارية ورئاسة حكومات.
وأكدت فى تصريح تلفزيونى، أن الدولة كان لديها هذه لعقيدة منذ فترة ومازالت متمسكة بها، لافتة إلى قيامها بطلب عدة أسماء لقيادات نسائية لدفعهن في حركة المحافظين، وقتما كانت مستشارة للرئيس السابق، إلا أن الفكرة لم يستسيغها صناع القرار اَنذاك.
من جانبها، أكدت “هدى بدران” رئيس الاتحاد النوعي لنساء مصر، أن حركة المحافظين الجديدة أحدثت شعوراً كبيراً بالاستياء بين نساء مصر بعد أن خلت تماماً من أى امرأة فى منصب “المحافظ”
وأضافت “بدران” خلال مؤتمر اتحاد نساء مصر، حول عدم تعيين أي امرأة في حركة المحافظين الأخيرة أن الدستور أكد على ضرورة المساواة وأن المعيار الوحيد للاختيار هو الكفاءة والقدرة وليس الجنس.
وفى السياق ذاته، دعت كريمة الحفناوي، الأمين العام لحزب التحالف الاشتراكي، الرئيس عبدالفتاح السيسي بتنفيذ تعهداته السابقة بدعم المرأة والدفع بها في المراكز القيادية، لافتة إلى أن تعيين 3 نائبات لمحافظين أمر غير كافي، مؤكدة على تواجد نماذج نسائية مؤهلة على شغل منصب المحافظ.
أما المركز المصرى لحقوق المرأة لم يرفض عدم تعيين المرأة “محافظ” فحسب وإنما رفض تعيين 3 سيدات فقط كنائبات للمحافظين بنسبة (17,6% ) من مجمل الحركة وعلى المستوى العام للمحافظات بنسبة لا تزيد عن 11% معتبراً ذلك إجحافاً بحق المرأة
القومى للمرأة .. موقف مضطرب
على نحو مغاير ولكنه ليس غريباً على المجلس القومى للمرأة، امسك العصا من الوسط، إذ أعربت السفيرة “مرفت التلاوي” رئيس المجلس أن القرار لم يفاجئها لأن القيادة السياسية والمسؤولين لم يقدموا لها وعداً بذلك فى المرحلة الحالية، مضيفة في بيان لها: مع هذا رشحت أكثر من سيدة في عدد من المحافظات بناءً على ما يتمتعن به من كفاءة وانضباط، لكن لم يؤخذ بأى من هذه الترشيحات، متمنية أن يستعين المحافظون الجدد والقدامي، بالسيدات في مناصب مساعدي المحافظ باعتباره نوعا من التدريب العملي الجيد والتأهيل لهن لشغل منصب محافظ مستقبلًا.
لبيب: الكفاءة ما سيحدد امكانية تعيين نساء “محافظات”
بعد حلف اليمين، عاد وزير التنمية المحلية اللواء “عادل لبيب”، ليواجه حالة الغضب النسوي، بالتأكيد أن الثلاث نائبات اللواتى تم اختيارهن في حركة المحافظين سيتم تأهيلهن ليتم تصعيدهن الحركة المقبلة كمحافظات حال ثبوت كفائتهن.
ليتوقف كثيرون أمام جملة “حال ثبوت كفائتهن” والتى تحمل الكثير من الشكوك بشأن جدية الدولة فى الإيفاء وانفاذ حق المرأة فى تولى منصب”المحافظ”.