دشنت وزارة الدولة للسكان مؤتمر “اطلاق الاستراتيجية القومية لمناهضة ختان الإناث 2016- 2020 ” بالتزامن مع الاحتفال باليوم الوطنى لمناهضة لختان الإناث الموافق 14 يونيو من كل عام، والذى اتخذته الدولة المصرية يومًا للتوعية بمخاطر الجريمة التى ترتكب ضد الفتيات بعد واقعة مقتل الطفلة “بدور” ضحية عملية الختان بمركز مغاغا بمحافظة المنيا.
شملت الاحتفالية الخاصة بتدشين الاستراتيجية القومية معرضًا للفنون ضم لوحات من انتاج رسامى الجمعية المصرية للكاريكاتير ولوحات بصرية لمجموعة شابة ومبدعة من طالبات قسم الإعلان بكلية الفنون التطبيقية، ناقشت اللوحات كافة أشكال ومظاهر العنف التى تواجه المرأة والفتاة المصرية، وبينها الختان والزواج المبكر والضرب والعنف الأسرى وزواج الصفقة.
وصرح الدكتور عبد الواحد النبوى – وزير الثقافة – لمجلة ” ولها وجوه أخرى” – أن الوزارة على استعداد كامل لانجاح الاستراتيجية ومدها بكافة الوسائل من أجل نشر الوعى، وأن الوزارة تخصص جزء من ميزانيتها لتنفيذها على أرض الواقع، وقال: “قصور الثقافة تفتح أبوابها لعرض المسرحيات والأمسيات الشعرية والثقافية لطرح النقاش حول تجريم ختان الإناث، ومطابع الوزارة تستعد لنشر المطبوعات التوعوية الخاصة بالظاهرة.”
وأضاف “النبوى”: “مصر فى مرحلة مفصلية خطيرة وانطلاقها لايقتصر فقط على المستويات السياسية والاقتصادية بل والاجتماعية والتثقيفية أيضًا، وهو مايعيد دور مصر الريادى فى المنطقة من جديد، مؤكدًا أن كل مثقف ومبدع وفنان وشاعر تقع على عاتقه مسؤولية محاربة الجهل والتطرف والخرافة والأمية، والختان الذى يشكل جريمة فى حق الفتاة المصرية تنتقص من كيانها وتحتقرها، من أجل بناء مجتمع صحى يشارك النساء فيه الرجال على قدم مساواة .
من جانبها قالت الدكتورة نسرين عزت جمال الدين – أستاذ مساعد كلية الفنون التطبيقية “قسم الإعلان”: “التعاون بين الكلية ووزارة الدولة للسكان جاء فى النصف الثانى من العام الدراسى لطلاب الفرقة الثانية كلية فنون تطبيقية بقسم تصميم المصلقات والإعلان، من أجل مساهمة الطلاب فى نشر أفكار تناهض العنف ضد المرأة عبر هذه الملصقات البصرية المعبرة عن المشكلات المختلفة، مؤكدة أن الكلية تستهدف تأهيل طلابها من أجل انتاج مشروعات فنية وعلمية تتوافق مع سوق العمل وترتبط به وتخدم المجتمع فى الوقت ذاته.”
وأضافت “عزت” فى تصريحات خاصة لـــــــ”ولها وجوه أخرى” أن طلاب الفرقة الثانية أبدعوا فى انتاج أعمال فنية مختلفة مستخدمين الرمز والرسم والكاركاتير والفوتوغرافيا لتوصيل رسالة سريعة عن مناهضة شكل من أشكال العنف سواء ختان أو زواج مبكر، مشيرة أن الصورة البصرية أصبحت تغنى عن ألف كلمة وتعتبر وسيلة مهمة تتخطى الحواجز الثقافية والفكرية وتتمكن من توصيل أكبر كم كم المعلومات بأسرع وقت وبطريقة غير مباشرة وليست انشائية.
فى سياق متصل، أشارت “نسرين عزت” إلى أنه جارى الاتفاق بين المجلس والكلية من أجل تقديم ورش عمل فى محافظات مختلفة بمصر وخاصة مع الأطفال لمساعدتهم فى التعبير عن المشكلات التى يتعرضون لها سواء من عنف أو ضرب أو تهميش، عبر رسومات بسيطة وسهلة، مؤكدة أن اعتماد الاستراتيجية القومية على الفنون كوسيلة لتغيير المفاهيم سوف يكون له نتائج ايجابية وسريعة فى مسألة التـأثير فى الجماهير وتغيير أفكارهم التقليدية النمطية.
تجدر الاشارة إلى أن الجمعية المصرية للكاريكاتير حصلت على درع الوزارة كتكريم لجهود فنانيها فى تبنى قضايا العنف ضد المرأة عبر رسوماتهم.
من جانبه اعتبر عماد عبد المقصود – فنان الكاريكاتير بمجلة روز اليوسف وعضو الجمعية المصرية للكاريكاتير – أن الكاركاتير هو فن الاعتراض والنقد بشكل متحضر، وهو وسيلة هامة لتمرير رسائل سريعة للجمهور وتعريفهم بحقوقهم وتوعيتهم بكيفية الاعتراض والمطالبة باسترداد الحقوق، مؤكدًا أن هذا ما عبرت عنه لوحات الكاريكاتير التى ناقشت ظاهرة العنف ضد المرأة والختان بطريقة غير تقليدية.
وأشار”عبد المقصود” إلى أنه من المقرر عرض هذه اللوحات الكاريكاتيرية فى محافظات مصر وبدأت بأسوان والمنيا ، لافتًا إلى وجود إقبال كبير على المعارض من شباب الجامعات والأطفال الذين لديهم شغف شديد برسوم الكاركاتير .
أخيرًا أكد “عبد المقصود” أنه يتفاءل بما ستحققه الاستراتيجية من نتائج إيجابية وذلك لاعتمادها على وسائل تثقيفية جديدة ومتنوعة فى نشر الوعى وتغيير المفاهيم التى ترسخت فى الأذهان عبر عقود.