نظمت حركة «بنت النيل» في البحيرة مجموعة من مدارس التوعية للفتيات عن العنف ضد الإناث وخاصة زواج القاصرات، وذلك في أربعة قطاعات في محافظة البحيرة، مستهدفة 80 فتاة، وشرحت عضوات الحركة مفاهيم العنف وأنواعه وأشكاله، لينطلقن إلى موضوعهن الرئيس وهو زواج القاصرات، وخاصة المشكلات النفسية والصحية والجسدية التي تصاحبه، واَليات الحماية القانونية من الإكراه على الزواج والتعريف بالجهات التي تقدم الدعم والحماية النفسية والقانونية في حال الإجبار على الزواج.

ومن جانبها تقول «أسماء دعبيس»  مؤسسة حركة «بنت النيل» في البحيرة، إن هذه المدارس  استهدفت الفتيات في المرحلة العمرية (9-17) سنة، في ريف المحافظة، وتحديدًا في أربعة مراكز ، وهي: أبو حمص وإدكو والدلنجات وأبو المطامير.

وتتابع «دعبيس» في تصريحات لــ«ولها وجوه أخرى» قائلة «أقيمت المحاضرات في كل مدرسة على مدار  يومين متتالين؛ حيث يشمل اليوم الأول التعريف بالعنف وأشكاله وفقًا للمواثيق الدولية، ويتبع ذلك جلسة مطوّلة عن العنف الجنسي وأنواعه ومفهوم التضامن النسوي، بينما يركز اليوم الثاني على الأضرار الصحية الناتجة عن تزويج القاصرات من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية وتأثيره على التعليم، انتهاءً بالحماية  القانونية لهن وكيفية اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال الإجبار  على الزواج.

وتشير «دعبيس» إلى أن «بنت النيل» وفرت كتيب بعنوان  «دليل توعية الفتيات بزواج القاصرات»، يحتوي على المادة التدريبية التي قدمتها الحركة للفتيات، حتى يلجأن إليه إذا ما احتجن إليه، للتعرف على طرق الحماية.

علاوة على ذلك، فقد أرفقت الحركة مع الكتاب، بيانات التواصل الخاصة بمجموعة من المؤسسات التي تقدم الدعم النفسى والحماية القانونية للناجيات من العنف.

وبشأن تركيز الحركة على زواج القاصرات أكثر من غيره من صور العنف ضد الإناث، توضح «دعبيس» أن هذا الشكل من العنف يخفي بين طياته العديد من صور العنف، كما أنه أحد أكثر  أشكال العنف انتشارًا فى ريف محافظة البحيرة، ويجري التعتيم عليه بل ومباركته في هذه المجتمعات، حيث يمارس الاَباء جميع أشكال العنف، بداية من انتزاع حق الفتاة في التعليم وانتهاك حقها القانوني وحقها الأصيل في الاختيار ، وصولًا إلى المصير المظلم الذي تواجهه بعد الزواج.

بحسب «دعبيس»، فقد كان التفاعل والاستجابة من جانب الفتيات جيدين، وتقول «لقد أظهرت الفتيات استياءهن مما تعرضت له فتيات عرفنهن عن قرب، من جيرانهن وأقاربهن أرغمتهن أسرهن وعائلاتهن على الزواج المبكر، كما عبرن عن أملهن في مستقبل يصنعه بأنفسهن.»