ألقت الهاتف بعنف على الطاولة، وصبَّت القهوة في الفنجال، ثم جلست تحتسيها، بعد أن أشعلت السيجارة. أخذت تنفث دخانها وتُسائل نفسها، لماذا لا تتطاير الذكريات كما الدخان في الهواء؟

رغم أن مكالمات أمها، لا تتجاوز في كل مرة بضع دقائق، تظل عبئًا يجثم على صدرها، وكلما هاتفتها، تذكرت الليلة المشؤومة.

قبل سنتين، زوجوها قسرًا، وأصر العريس على «الدخلة البلدي»، متعللًا بسنوات عاشتها في القاهرة، والشك إن لم يساوره، فإنه يساور غيره، فقَبِل أهلها للتأكيد على سلامة شرف العائلة، وامتهنوا كرامتها بفخر.

مات الزوج بعد ستة أشهر، ولم يُحزِنها فقده، فكيف يؤلمها رحيل من تلذذ بإيلامها جسديًا، وانتشت ذكورته بانتهاك اَدميتها؟!

عن قصة واقعية