انعقد مساء الخميس الموافق 21 ديسمبر الجاري، حفل توزيع جوائز الدورة الثانية لمهرجان «سينما الموبايل لمناهضة العنف ضد المرأة»، الذي نظمه مركز «وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية – ACT»، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة لتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين «UN Women»، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وقد احتضن الحفل دار سينما «زاوية»، في وسط البلد.

وقد شهد الحفل حضورًا كثيفًا، من قبل مهتمين بالشأن النسوي، وسينمائيين، فضلًا عن صناع الأفلام المشاركة في المهرجان، وجمهور حرص على الحضور لمشاهدتها.

بدأ الحفل بكلمة للدكتورة «عزة كامل» مديرة مركز «ACT» ومؤسسة المهرجان، ورحبت خلالها بالحضور، وتوجهت بالشكر لكل الجهات التي تعاونت من أجل أن تخرج هذه الدورة إلى النور، وفي هذه الصورة، كما عبرت «جيلان المسيري» ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة «UN Women»، عن سعادتها بالحفل الذي وصفته بالرائع، ولما يحققه المهرجان من طرح ومعالجة لقضية العنف ضد المرأة بطريقة غير تقليدية، مؤكدةً أن الهيئة تهتم بدعم هذه النشاطات، لما لها من تأثير في مناهضة العنف ضد النساء.

من جانبها، أعربت المخرجة «ماريان خوري»، رئيسة المهرجان عن سعادتها، باختيارها لرئاسته، ولاستضافة دار عرض زاوية لحفل دورته الثانية، اَملة أن تستمر دوراته ويحقق المبتغى منه.

أعقب الكلمات الثلاث، الإعلان الرسمي عن جوائز الدورة الثانية للمهرجان، وقد أعلن المخرج «أحمد رشوان» رئيس لجنة تحكيم مسابقة المهرجان، أسماء الأفلام الفائزة بالجوائز، وهي: فيلم «أحمر» للمخرج «مازن لطفي» الفائز بالجائزة الذهبية، وقيمتها 10 اَلاف جنيه، بينما ذهبت الجائزة الثانية إلى فيلم «نور مطفي»، من إخراج «خالد خطاب» وقيمتها 8 اَلاف جنيه، أما الجائزة البرونزية فكانت من نصيب فيلم «غريبة عن المدينة»، من إخراج «عمرو موسى»، وقيمتها المادية 5 اَلاف جنيه.

كما خصص المهرجان، خمس جوائز تشجيعية، قيمة كل منها، ألفي جنيه، وقد ذهبت إلى أفلام؛ «حلم مفقود» من إخراج «إسراء أشرف» ، و«الخوف» من إخراج «ممدوح صبري» ، وفيلم «5 من 25» من إخراج «مروان مصطفى»، و«متراقبة» من إخراج «سالي سعيد» ، وأخيرًا «الفيلم» من إخراج «ناهد نصر».

تبع تسليم الجوائز، عرض لجميع الأفلام التي شاركت في مسابقة المهرجان، وعددها 26 فيلمًا. وقد تفاعل الجمهور مع الأفلام، التي تناولت أشكالًا مختلفة من العنف الذي تتعرض له الفتيات والسيدات، ويأتي فيلم «نور مطفي» ليقدم واحدةً من المشكلات المسكوت عنها، وهي مقاساة الفتيات اللاتي يعانين من انسداد غشاء البكارة، مما يؤدي إلى احتباس دماء الحيض داخل الرحم، فيكابدن اَلمًا جسديًا ونفسيًا، لا سيما أن الحل الوحيد هو إجراء عملية جراحية لثقب الغشاء، وهو ما ترفضه بعض الأسر، نتيجة ما ترسخ في عقولهم من مفاهيم الشرف والعذرية، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية قد تودي بحياة الفتاة، وعلى الرغم من علم الأهل بأن بديل العملية قد يكون الموت، يبقى ذلك أهون بالنسبة لهم من المساس بغشاء البكارة.

ويتناول فيلم «أحمر» العنف الذي يمارسه الذكر ضد الأنثى، بشكل اعتيادي، لتتحول العلاقة بينهما إلى علاقة مرضية، بعد أن تجذرت السادية في الطرف الأول، وأضحى يستمتع  بممارسة العنف ضد الطرف الاَخر، لما يحققه له من نشوة نفسية.

كما قدم فيلم «5 من 25»، فكرة سلب الأنثى حريتها، بمجرد أن تبرح مرحلة الطفولة، وتنتقل إلى المراهقة ومن ثم الشباب، فتعيش سجينة جسد في عمر العشرينات، والروح معلقة بسنواته العشر الأولى.

فيلم “متراقبة”، يبدو للوهلة الأولى أنه يناقش العنف والتسلط على يد الزوج، ثم يتضح تباعًا، أنه يناقش كيف يحيط العنف بالمرأة من كل اتجاه وتتعدد مصادره، فيصبح مرتكبه هو نفسه من تحتمي به. وتشتد وطأة الخوف، عندما تجد نفسها قد لجأت إلى من قمع حريتها وخلق ذلك الخوف بداخلها.

يتناول فيلم «غريبة على المدينة»  معاناة المصريات مع التحرش الجنسي المستشري في الشوارع، الذي ينتزع منهن حرية الحركة والتنقل. تتحدث فتاة عشرينية بصورة مباشرة أمام الكاميرا، داخل سيارة، حيث يخيم الظلام من حولها، وتكشف بكلمات بسيطة وغير متكلفة، كيف أصبحت النساء محرومات من أبسط حقوقهن، وهو التجول في الطرقات.