فى اليوم الدولي الـ10 لرفض «ختان الإناث»: مصر الأسوأ عالميًا بعد تصدرها القائمة السوداء للدول الأكثر ممارسة له
“أوقفوا ختان الإناث” هذا النداء الذى يتكرر كل عام فى نفس التوقيت، منذ عشرة أعوام بعد إقرار الأمم المتحدة ليوم ال6 من فبراير يوماً دولياً لعدم التسامح مطلقاً مع ختان الإناث
ورغم أن النداء تصحبه تحذيرات وحملات توعية ومناشدات للحكومات وقوائم بأرقام مخيفة عن تلك الممارسة إلا أن “ختان الإناث” يبقى على حاله ونسبه المرتفعة تصعد دول وتهبط دول إلا أن القارة الأفريقية تظل هى الحاضن لهذه الممارسة بعكس بقية القارات التى لا تشمل دولًا تتبنى هذا التشويه المتعمد للأعضاء التناسلية للأنثى باعتباره”عادة” أو “سنة” من سنن الحياة، وإنما يظهر فى دول القارة الأسيوية والأوروبية فى حيز ضيق، وتثبت ذلك الأرقام التى تفيد بأن ختان الإناث يتركز فى 29 دولة، أغلبهن فى أفريقيا، هذا إلى جانب أن نصف من خضعن لممارسة الختان يتركزن فى ثلاث دول هم: مصر وأثيوبيا ونيجيريا (الثلاث دول أفريقية)
“المعترف به دولياً أن “ختان الإناث” يشكل إنتهاكاً لحقوق الإنسان الخاصة بالفتاة والمرأة. وهو يعكس إنعدام المساواة المتأصل بين الجنسين، ويشكل صورة مفرطة للتمييز ضد المرأة. وتنتهك هذه الممارسة حق الشخص في التمتع بالصحة والأمن والسلامة البدنية، وحقه في عدم التعرض للتعذيب والمعاملة القاسية أو اللإنسانية أو المهينة، وحقه في الحياة حين تفضي هذه العملية إلى الموت” – منظمة الصحة العالمية
مصر تقفز من المركز الرابع إلى المركز الأول .. وتتصدر القائمة السوداء فى “ختان الإناث”
فى تقرير أصدرته منظمة يونسيف فى يوليو 2013، أظهرت الإحصاءات أن مصر تحتل المركز الرابع عالمياً فى معدلات ختان الإناث أو تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى (كما يجب أن يوصف)، بعد تصدر الصومال القائمة ومن بعدها غينيا وثالثاُ جيبوتى، لتأتى مصر فى المركز الرابع ومن بعدها أثيوبيا.
لكن يبدو وأن القياسات الأخيرة أظهرت ، أنه حتى وإن كانت الصومال وغينيا يتصدران القائمة السوداء لتعدى النسب فى هاتين الدولتين ال95% إلا أن عدد النساء المتضررات فى البلدين محدود بالمقارنة بمصر التى تضم أكبر تجمع لنساء وفتيات أجرى لهن عمليات ختان، بواقع 27.2 مليون امرأة وهو العدد الأكبر فى العالم بأسره، مما جعل منظمة (يونسيف مصر) تعلن مؤخراً وقبل أيام من اليوم الدولى العاشر لرفض ختان الإناث (6 فبراير 2015)، بلوغ مصر المركز الأول فى معدلات ختان الإناث العالمية.
ختان الإناث فى أرقام :
91% من النساء في قرى مصر تعرضن للختان، بينما وصلت نسبة نساء الحضر اللواتى خضعن لهذا التشويه إلى 85% وتتراوح أعمار النساء والفتيات من 15 إلى 49 عامًا
أسباب تطيل عمر “ختان الإناث” فى مصر وتزيد ضراوة الحرب ضده
1) تطبيب الختان: إذ تظهر الإحصاءات أن أكثر من ثلثى عمليات ختان الإناث فى مصر تجرى على يد الأطباء بواقع (72% ) بينما تجرى هذه الممارسة القابلات بنسبة لا تزيد عن 21 % و الممرضات بنسبة 6%
وهذه النسبة المرتفعة لإنخراط الأطباء فى ارتكاب هذا الفعل ، للأسف يزيد نسبة الأسر الذين يخضعون بناتهم لهذه الممارسة بداعى أن الطبيب أكثر علماً ودراية وثقة
2) أكذوبة “سنة النبي” :انتشار الإدعاء بأن ختان الإناث هو من صلب قواعد الدين الإسلامى وسنة عن النبي، وهو ما يساهم فيه مشايخ التطرف ومدعى العلم بالدين الذين يستندون إلى حديث ضعيف السند، رغم أن دار الافتاء أقرت بضعفه وأفتت بحرمانية ختان الإناث
3) القناعة والموروث الاجتماعى السائد بأنه كما للذكر طهارة للأنثى أيضاً طهارة تحجم من شهوتها الجنسية وتحفظ عفتها
4) يعتقد النساء الريفيات نتيجة أفكار متوارثة، أن البظر إذا لم يُبتَر يكبر إلى أن يصبح في حجم العضو الذكري، ويسب احتكاكه بالملابس الإثارة الجنسية .
5) يدعى مؤيدو الختان فى الحضر والريف، أن المرأة غير المختونة أكثر شراهة ورغبة فى ممارسة الجنس، مما يجعلها أقرب للوقوع فى الخطيئة، سواء قبل الزواج أو بعده في حالة غياب زوجها، مما يدفعها للجوء للخيانة .
ختان الإناث فى أرقام :
نسبة ختان الإناث تتراوح ما بين 60 إلى 65 % في الريف و القرى
فتيات دفعن حياتهن ثمن “الطهارة المزعومة”
بدور :
طفلة لم تتعد ال12 عاماً راحت ضحية عملية ختان إناث، فى ال14 من يونيو 2007 بمحافظة المنيا، وتبع وفاة بدور سخط وغضب شعبي ضد هذه الجريمة التى ارتكبت بحقها وعلى يد طبيب داخل عيادته، وعلى إثر ذلك اتخذت الدولة لأول مرة موقفاً جاداً وحاسماً ضد هذه الممارسة، من خلال حزمة من الإجراءات، منها إعلان دار الإفتاء تحريم ختان الإناث وإعلان وزارة الصحة والسكان قراراً برقم (271) لسنة 2007 يحظر على الأطباء وأعضاء هيئات التمريض وغيرهم إجراء أي قطع أو تسوية أو تعديل لأى جزء طبيعي من الجهاز التناسلي للأنثى (الختان) سواء تم ذلك في المستشفيات الحكومية أو غير الحكومية أو غيرها من الأماكن الأخرى. ويعتبر قيام أي من هؤلاء بإجراء هذه العملية مخالفاً للقوانين واللوائح المنظمة لمزاولة مهنة الطب، هذا بالإضافة إلى إقرار مجلس الشعب فى عام 2008 تشريعاً يجرم ختان الإناث
يذكر أن يوم وفاة الطفلة بدور تم إقراره كيوم وطنى لرفض ومكافحة ختان الإناث فى مصر.
ختان الإناث فى أرقام :
يتراوح عدد النساء اللواتى أجرى لهن عمليات “ختان الإناث” بين 100 و140 مليون امرأة
كريمة :
بعد حادثة بدور بشهرين، فقدت طفلة أخرى حياتها لنفس السبب لكن فى محافظة الغربية، وكأن الموت لم يكن رادع لا للأسر ولا للأطباء
الجريمة التى ارتكبت بحق كريمة وأخريات غيرها لم تصل لقاعات المحاكم حتى جاءت قضية الطفلة “سهير الباتع” التى شهدت تغيراً نوعياً فى التعامل مع مسألة الختان على النحو القانونى.
ختان الإناث فى أرقام:
هناك أكثر من 30 مليون فتاة ما زلن معرضات لخطر الختان في العقد المقبل على مستوى العالم
سهير :
ابنة ال 13 عاماً، بنت من بنات محافظة الدقهلية، أخضعتها أسرتها لعملية ختان فى يونيو 2013 بإحدى عيادات الأطباء “معدومى الضمير”، وتوفيت الطفلة نتيجة جرعة زائدة من المخدر مثلها مثل أخريات كثر غيرها، بل أن هذا الطبيب ارتكب ذات الجريمة من قبل وتوفيت طفلة فى عيادته أثناء إجرائها عملية ختان، لكنه لم يعاقب على إثرها بعد أن فضل أهلها الصمت والتعامل مع الأمر ” أنه قضاء وقدر” وهذا ” عمرها الذى كتبه الله لها”
أعادت قضية “سهير الباتع” للأذهان مأساة الطفلة بدور، وتصاعد الاحتجاج ضد هذه الواقعة وضد استمرار الدول تجاهل ارتكاب الأطباء لهذه الجريمة بالمخالفة لقرار وزارة الصحة وللمادة (242 مكرر) من قانون العقوبات المصرى.
ولأول مرة منذ تجريم ختان الإناث فى 2008، أحالت النيابة الدعوى إلى المحاكمة الجنائية ضد والد الطفلة والطبيب لممارسته ختان الإناث وانتهت القضية إلى الحكم الصادر فى يناير الماضى من محكمة استئناف المنصورة بحبس الطبيب المتهم بالتسبب فى وفاة طفلة الختان بالدقهلية لمدة عامين، وتغريمه 500 جنيه عن تهمة القتل الخطأ للطفلة، ،والحكم بحبس كل من (الطبيب ووالد الفتاة) 3 أشهر عن قضية الختان مع الشغل، كما أمرت المحكمة بإيقاف تنفيذ العقوبة للمتهم الثانى (الأب) لمدة ثلاث سنوات.