أصدر المركز القومى للترجمة، الطبعة العربية لكتاب “قراءات في أعمال نوال السعداوي”، من تحرير كل من إرنست إيمنيونو ومورين إيك، وترجمته سها السباعي، ويقدم الكتاب نقدًا لكتابات الأديبة والمفكرة، التي تعد واحدة من أبرز الرائدات النسويات الثائرات في العالم العربي.

وتتسم هذه الكتابات بتشجيع النضال في سبيل الدفاع عن حقوق النساء في جميع أنحاء العالم عامةً والعالم العربي خاصةً، والهدف من الكتاب أن يكون دليلًا في أيدي الباحثين المهتمين بالدراسات الأدبية ودراسات المرأة والهوية الجنسية ودورها الاجتماعي، كما أنه يساعد القارئ العادي على الإحاطة بأعمال “السعداوي” حتى يتحقق فهم أفضل للمحتوى والأسلوب والتقنيات السردية ورؤية نوال السعداوي للحركة النسوية.

تتحدث المترجمة فى مقدمة الكتاب، عن التساؤل الذي قد يقفز إلى ذهن البعض بشأن جدوى ترجمته، فمؤلفات الناشطة النسوية متاحة ولقاءاتها متعددة، لكن الإجابة تتلخص في أن الكتاب يضم فصولًا نقدية عن عدد من أعمالها، وهو نقد متجرد من النظرة المتحاملة أحيانًا والمتحمسة أحيانًا أخرى، وهكذا يكون التركيز النقدي على فعل الكتابة فحسب، ومدى خدمة ذلك الفعل  للقضايا التي تشغلها، دون أن ينصب على ماهية القضايا وجدليتها .

وتشير “السباعي” إلى أن كل فصل من فصول الكتاب يتناول عملًا أو أكثر من أعمال نوال السعداوي، وبحسب المؤلف “السعداوي تستحق أكثر مما نالته من استحسان النقاد واهتمام الباحثين حتى الاَن، ورغم غزارة إنتاجها الذي بلغ أكثر من أربعين كتابًا، ما بين الرواية والدراما، والقصة القصيرة، والمذكرات والمقالات، وقد ترجم كثير منها إلى أكثر من ثلاثين لغة، فإن الغالبية في العالم العربي لم تتسن لهم الفرصة الكافية للإطلاع على كتاباتها.”

ويعتبر الكاتب أن “السعداوي” روح حرة جسورة لا تتراجع، تستنكر كتاباتها الاستبداد السياسي والفساد الاجتماعي، وعدم المساواة بين الجنسين، وناطقة عالمية جريئة باسم النساء المهمشات، ولا تبدي أي مساومة على مبادئها وهدفها الوحيد والدائم أن تحصل المرأة في أي مكان على حقوقها كاملة باعتبارها إنسانًا وليست تابعًا للرجل، وتشكل ثلاث كلمات ذروة فلسفتها “الإبداع، التمرد، النساء”.

جدير بالذكر أن “نوال السعداوي” حاصلة على عدد كبير من الجوائز الأدبية الرفيعة وشهادات الدكتوراة الفخرية من شتى بلاد العالم، فهي روائية وكاتبة مسرحية وطبيبة نفسية في الوقت نفسه.

وعن محررا الكتاب؛ الأول هو أرنست ايمنيونو، وهو ناقد أدبي نيجيرى وأستاذ الأدب الافريقي، ويعمل حاليًا أستاذًا باحثًا في جامعة ميتشجان، وشغل منصب رئيس قسم الدراسات الأفريقية بها، والثاني هو مورين إك، وهو أستاذ اللغة الانجليزية بجامعة سينترال ميتشجان، في ولاية كارولينا الجنوبية الأمريكية.

أما مترجمة الكتاب فهي “سها السباعي”، وهي كاتبة مصرية ترجمت عدد كبير من النصوص الأدبية إلى العربية.