كشف الاعتداء الأخير لقوات الاحتلال الإسرائيلية على المسجد الأقصي، عن جراءة وبسالة من قبل النساء المرابطات فى باحات الأقصى، بعد أن ظهرن أمام الشاشات، في مقدمة من تصدوا لاقتحام المسجد الأقصى، ذلك فى ظل صمت رجالات العالم العربي، الذى ترتع فى أراضيه وبين عقول أبنائه أفكار ترسخ لأن الذكر هو حامى الحمى والمنوط به حماية المقدسات والنساء.
جرائم الصهاينة التي تمت على مرأى ومسمع من العالم بأسره، لم تلق أي تحرك جدي أو رسمي، على الرغم من أنها فى تصاعد مستمر، ولم تتوقف على الاقتحام مرة فحسب، بل تتكرر الانتهاكات، ويطول الاعتقال الشباب الفلسطيني الذى يحاول صد الهجوم.
فى خضم كل ذلك، تقف النساء كالأسود، لا يخيفهن سلاح، ولا عجرفة، ولا حتى تعدٍ طالهن مثلما طال الرجال، فقد ظهرت قوات الاحتلال، تعتدى على عدد من النساء المرابطات، بالعنف لفظًا وفعلًا.
الظهور القوى للنساء المرابطات فى الأقصى، تسبب فى ظن خاطئ بشأن أن هؤلاء النسوة، ظهرن بالتزامن مع الأحداث الأخيرة، بينما واقعيًا، قصة هؤلاء السيدات طويلة، ولهن تاريخ في الدفاع عن المسجد الأقصى.
ويذكر لهن مواجهتهن المستميتة لقوات الاحتلال والمستوطنين، لما يقارب الـ450 اقتحامًا خلال عام 2014، وقُدر عدد اليهود المشاركين في تلك الاقتحامات بنحو 11 ألفًا.
هؤلاء المرابطات، تتراوح أعمارهن ما بين أوائل العشرينات إلى ما يزيد عن السبعين عامًا، يأتين يوميًا إلى أهم موقع إسلامي في القدس وثالث أقدس بقعة في الأرض، وتحت أقواس المسجد أو في الساحات المظللة لقبة الصخرة الذهبية يقمن الصلاة، ويجتمعن ويتدارسن معًا.
تعتقد المرابطات بأنهن كنساء لديهن بشكل خاص دور في غاية الأهمية، وذلك اعتقادًا بأن الرجال أكثر عرضة للاعتقال في ساحات الأقصى المكشوفة وفي ظل التواجد الكثيف للشرطة.
يذكر أن اشتباكات عنيفة وقعت على مدار الأيام الماضية، بدءًا من الأحد الماضي، بين قوات الاحتلال الإسرائيلية وبين المرابطات والمرابطين بالأقصى، إثر اقتحام القوات للمسجد، واستخدمت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع فضلًا عن القنابل الصوتية لتفريق المحجتجين، واعتقلت العديد من الشباب والشابات الفلسطينيين.