• القومي للمرأة لا يخدم نساء سوهاج ويظهر فقط فى أوقات الانتخابات والاستفتاءات
  • الأهالي يعترضون على أفكارنا ويتهموننا بالعمل لصالح أجندات غربية، ومنهم من قال لنا “انتم جايين تفتحوا عيون بناتنا وتفسدوا أخلاقهم”
  • للاَسف..محاربة ختان الإناث كانت واضحة فى عهد مبارك واختفت بعد الثورة

ملك الروح محمد - منسق مبادرة صبايا سوهاج

من قلب الصعيد حيث التقاليد والعادات المتينة، المحفورة بالعقول والأحجار على حد سواء لسنوات طوال، والتى تعتبر النساء على رأس المتضررين منها، باعتبارهن الحلقة الأضعف التي يمُارس ضدها القهر والعنف، ومن رحم هذه العتمة الفكرية والظلامية، خرجت مجموعات نسوية صغيرة، تتحدى الظلامية، المفروضة على بنات جنسهن، من بين هذه المجموعات، خرجت للنور مبادرة “صبايا سوهاج”، التى أطلقها خمس فتيات صعيديات، بهدف التصدي لهذه الأفكار وتمكين الفتاة السوهاجية من حقوقها.

«ولها وجوه أخرى» التقت “ملك الروح محمد” منسق عام مبادرة “صبايا سوهاج ” لنتعرف على هدف المبادرة وخطة عملها.

“صبايا سوهاج” مبادرة نسوية من قلب الصعيد .. حدثينا عن المبادرة وأهدافها؟

المبادرة تتكون من خمس صحفيات من سوهاج، لديهن اهتمامات مشتركة بقضايا المرأة والدفاع عن حقوقها، هن: نرمين أحمد، اَية السعيد، جهاد عادل، وشيماء دراز، وملك الروح محمد.
وقد قررنا أن نساهم في تنمية مجتمعنا المتمثل في محافظة سوهاج، وبدأ حلمنا منذ عدة شهور، وننفذه الاَن على أرض الواقع من خلال الفعاليات والأنشطة، وهدفنا الأساسي هو تنمية المرأة الصعيدية وتدريبها لنتمكن من تربية كوادر شابة قادرة علي المشاركة السياسية، وتكون أول خطواتها خوض انتخابات المحليات وأن تجد المرأة الصعيدية بسوهاج من يمثلها في هذه الانتخابات.
ما أبرز المشكلات التي تواجه المرأة بمحافظة سوهاج؟
ابنة سوهاج تشترك مع رفيقاتها من نساء الصعيد في نفس الهموم ولكن تتعاظم مشكلة الحرمان من التعليم، الزواج المبكر بين الفتيات في قرى سوهاج من سن 15 عامًا، ختان الإناث، وخروج المرأة للعمل، وكل هذه المشكلات تكون مغلفة بعادات وتقاليد قديمة تحتاج إلى التصحيح والتغيير.

تحدثتي عن مشكلة الحرمان من التعليم .. هل هناك تقدير لنسبته فى المحافظة، وأى مرحلة تعليمية يتبعها تسرب الفتيات؟

في الحقيقة ما زالنا نستكمل ملـء الاستمارات التي تحصى بدقة نسبة الفتيات غير المتعلمات، ولكن يمكنني القول أن نحو 75% من الفتيات يحرمن من استكمال التعليم الجامعي ويتوقفن عند المرحلة الإعدادية، وتكتفي العائلات بإجبارهن على البقاء بالمنزل انتظارًا للعريس لتستكمل الفتاة حياتها كما تراها الأسرة، بين الزواج والانجاب فقط، رعلى الرغم من وجود المئات من النماذج الناجحة المتفوقة للفتيات لكن يظل هناك فتيات يحرمن قسرًا من هذا الحق.
كيف تصلون بأفكاركن لبنات سوهاج؟
في البداية نحن لا ملك مقرًا ونعمل بشكل تطوعي، ونستعين بمقرات بعض الأحزاب الموجودة بمحافظة سوهاج كالمصري الديمقراطي والدستور والكرامة، وفيها ننظم الفعاليات المختلفة كالندوات سواء تلك الموجهة للفتيات فقط أو المشتركة بين الجنسين وخاصة بحضور الأهالى لأنهم صناع القرار الاساسيين في حياة بناتهن، ونتناول من خلال هذه الندوات موضوعات، مثل أضرار ختان الإناث، والزواج المبكر وحق الفتاة في التعليم، بالإضافة إلى جلسات الحكي التي تشارك ضر فيها الفتيات ويتحدثن بحرية عن كافة مشكلاتهن وتجاربهن، ونقدم لهن الدعم النفسي والقانوني.
وماذا عن ردود فعل الأهالي .. هل يتقبلون هذه الأفكار التي تكسر التابوهات؟
بكل تأكيد ليس الأمر بهذه السهولة، نحن مبادرة أهلية تتحدث عن حقوق المرأة في قلب الصعيد، ذلك الوسط المحافظ المنغلق، والذي طغت حتى أفكاره الذكورية على النساء أنفسهن، وأصبحت الأمهات يصدرن العنف لبناتهن، لذلك نواجه صعوبات، ونلاقى اتهامات مباشرة من الأهالي بأننا نعمل لصالح أجندات أجنبية تريد نشر الأفكار الغربية المنحرفة ويقال لنا نصًا “أنتم جايين تفتحوا عين بناتنا وتفسدوا أخلاقهم”.
وكيف تتغلبن على هذه الصعوبات؟
نعتمد على اللغة والخطاب بشكل أساسي، فمثلًا نبدأ بتوضيح أن زواج المبكر لا يمت للشرعية الاسلامية، وأن الدين الإسلامي لا يلزم بإجراء ختان الإناث، ونشدد على أن عفة البنت في عقلها وليس في هذه القطعة من جسدها، ثم نتحدث بخطاب صحي عن الأضرار الجسدية والصحية التي تلحق بالفتيات، ثم بمرور الوقت والنقاش نلقي قبولًا من السيدات ويعترفن بالخطأ الذي يرتكبنه في حق بناتهن.
على ذكر ختان الاناث .. ما دور المجلس القومي للطفولة والأمومة والاستراتيجية الوطنية لمناهضة الختان 2016- 2020 فى هذا الصدد؟
لا يوجد لدينا شئ اسمه المجلس القومي للطفولة والأمومة، ومن المؤسف أن يكون النشاط الذي شهدته قضية ” ختان الإناث” في عهد مبارك واهتمام سوزان مبارك به آنذاك أكثر مما هو عليه عقب الثورة وحتى الاَن، حيث يقول الأهالى أن الرائدات الريفيات قبل الثورة كن ينزلن للنجوع والقرى وينظمن فعاليات التوعية وإقناع العائلات برفض الختان ولكن لم يعد ذلك يحدث الاَن.
ذكرتي أن هناك وحدة دعم قانوني توفرها مبادرة “صبايا سوهاج” .. هل تلقيتن أى بلاغ حتى الاَن؟
لم نتلق حتى الاَن بلاغًا واحدًا وذلك يعود إلى طبيعة المجتمع المنغلق، وخوف السيدة المعنفات من فكرة التشهير بأزواجهن في المحاكم والأقسام، فهو شيء يسئ لسمعتهن في الصعيد، وترفضه عائلاتهن حتى لو كان الزوج أو المعتدي اَثمًا وظالمًا، فالست الصعيدية لديها استعداد أن تتنازل عن حقوقها في كتمان وسرية وألا تفضح الرجل، لأنها فى النهاية من سيطاله اللوم ولن ينصفها أحد ولو مظلومة.
ماذا عن فاعلية “معرض الكتاب” الذي تنظمه “صبايا سوهاج”؟
فكرة المعرض تستهدف التشجيع على القراءة وتبادل المعرفة، وإثبات حق المرأة في التعلم والمعرفة، ونجحنا في الحصول على موافقة مدير قصر ثقافة سوهاج لإقامة المعرض هناك، ويعقد لمدة يومين 20 -21 سبتمبر الجارى، ويحمل شعار “هات كتابك وخد كتاب.”
وحتى الاَن نتلقى تبرعات ودعم للمعرض من كتاب ورؤساء تحرير واَدباء من سوهاج والقاهرة وأسيوط والإسكندرية، وحصلنا على 500 كتاب للمعرض، وتلقينا 35 طلبًا من فتيات للمشاركة في المعرض واستبدال الكتب، وهذا في حد ذاته رقم كبير.
هل هناك دعم من فرع المجلس القومي للمرأة بسوهاج لمبادرتكم الوليدة؟ وهل يخدم المجلس المرأة السوهاجية ؟
بمنتهى الصراحة تقدمنا بدعوة للسيدة عزة الهوارى مقررة فرع المجلس بسوهاج لدعم المعرض والمبادرة الشبابية ولم نتلق أى رد، ولكن عمومًا المجلس وجوده الفعلي قاصر على أيام الانتخابات والاستفتاءات، فهو ينزل للنساء وقتها لتحفيزهن على التصويت أو اختيار مرشح ما، ولكن غير ذلك دوره غير ملموس، فهو مازال يتعامل مع النساء ككتلة تصويتية فقط.
في رأيك، ماذا تحتاج المرأة من البرلمان المقبل؟
فى الحقيقة، أهم من التشريعات التى يسنها البرلمان، نحتاج إلى تنفيذ القوانين الحالية وأن تكون رادعة فى تطبيقها، فقد أصبح لدينا قانون مناهض للتحرش الجنسي ولكن مازالت الجريمة موجودة، فتنمية الوعي والتثقيف الجماهيري يجب ألا يقل أهمية من الردع القانوني.
ما خطط مباردة “صبايا سوهاج” المستقبلية؟
نسعي للتشبيك مع منظمات أهلية شريكة تعمل على حقوق المرأة وقضاياها، وبالفعل نلقى دعماً وتشجيعًا، من مؤسسة المرأة الجديدة من خلال السيدة “نيفين عبيد”، ونسعى في الفترة المقبلة لخلق كوادر نسائية قادرة على التواجد في كافة المناصب القيادية، بالإضافة إلى كوادر تنافس على مقاعد الأحزاب والنقابات.