• الختان يتمحور فى 29 دولة، ونصف من تعرضن للختان فى هذه الدول يتركزن فى 3 دول فقط هي: مصر وإثيوبيا ونيجيريا
  • مصر الرابعة أفريقيًا وعالميًا في ممارسة الختان
  • مناهضة الختان فى مصر بدأت في العشرينات على يد بعض الأطباء بشكل فردى واستمرت ومع ذلك تظل في صدر القائمة
  • دولة مثل “إيريتريا”.. 88 في المئة من نسائها يعتقدن أن ختان الإناث ضرورة دينية 

أصدرت يونسيف بتاريخ 22 يوليو الماضى، تقريرًا حول ظاهرة ختان الإناث، أجرى على عينات ممثلة بــ 29 دولة هم محور ختان الإناث، ويوضح التقرير أن ما يقارب 125 مليون فتاة و سيدة يعانين من أثار الختان، ويشير التقرير إلى ان إستمرارية هذه الممارسة فقط لكونها عرف إجتماعي وأصبح الاَن الكثير من النساء يرفضن استمرارية هذه الممارسة.

تتركز ممارسة الختان فى 29  دولة، نصف من تعرضن للختان في هذه الدول يتركزن في 3 دول فقط هم: مصر، وإثيوبيا ونيجيريا، و24 دولة من أصل الــ29 دولة، أصدروا مراسيم وسنوا قوانين بشأن الحد من “الختان”، نصف هذه الدول تجرى عمليات الختان للأطفال الإناث ما قبل الــ 5 سنوات.

أما بقية الدول يجرى الختان للبنات فيما بين 5- 14 عامًا، كما أفاد التقرير أن 91 في المئة  من النساء و الفتيات المصريات تعرضن للختان و 77 في المئة منهن علي أيدي أطباء، مما يثير سؤالًا أخلاقيًا بشأن تدخل الأطباء والممرضين والممرضات فى هذه القضية، خاصة وأن 27.2 مليون فتاة وامرأة مصرية قد أُخضِعنَ لعمليات ختان.

المؤسف حقًا أن تجد أنه بحسب التقرير مصر هي الرابعة أفريقيًا و عالميًا، بعد تصدر الصومال القائمة بنسبة 98% ومن بعدها غينيا و جيبوتي ثم تأتي مصر بنسبة  91% من نسائها وبناتها تعرضن للختان أى 27.2 من الفتيات و النساء و لم تبتعد كثيرا أثيوبيا عن مصر حيث لحقت مصر فى المركز الخامس بعدد  23.2 مليون فتاة وسيدة أجرى لهن الختان .

وفى قائمة الدولة التى تتبنى الختان، مصر ضمن قائمة الدول الأكثر ممارسة، في حين أن دول كالكميرون وأوغندا هما الأقل في إفريقيا حيث لا تزيد نسبة من تعرضن للختان هناك عن 1في المئة.

584952790522948

المثير للأسف ليس فقط حجم مصر وتاريخها كدولة بالنسبة لبقية الدول الأفريقية و العربية التى تمارس الختان، لكن لأن مصر بدأت مواجهة الختان منذ أكثر من 90 سنةً، إذ بدأت أولى حملات مناهضة الختان بمجموعة من الأطباء خلال عشرينات القرن الماضي، وتابعت مصر خطواتها فى أواخر الخميسنيات ما بين 1957-1958 من خلال مقالات تدعم وقف الختان وتؤكد أنه لا سند دينى له و توالت  حملات ومجهودات مواجهة الختان حتى وصلنا لإصدار دار الإفتاء عام 2007 بفتوى بتحريم ختان الإناث وإقرار مجلس الشعب عام 2008 تجريم الختان، ولكن على الرغم، من ذلك تظل مصر تتصدر القائمة، وهذا هو المؤسف حقًا.

أما عن دوافع النساء لإستمرار الختان، فـأولها هو القبول المجتمعى لهذه العادة فى كافة هذه البلدان، فنجد أن إريتريا بها 88 في المئة من نسائها وبناتها يرون أن الختان ضرورة دينية، بينما الأمية فى السودان هي التى تجعل من النساء الأميات أكثر اندفاعًا نحو الختان أربعة أضعاف النساء المتعلمات حتى التعليم الثانوى أو ما أعلى من ذلك، أما في إريتريا، تحدث عدد قليل نسبيًا من النساء عن احتمالات عدم زواج الفتيات كمبرر للاستمرار في إجراء الختان.

كما ذكر التقرير، أنه فى كينيا وتنزانيا الجيل الأكبر من النساء بين 45 و 49 عامًا هن الأقرب ثلاث مرات عن الجيل ما بين العمر 15 و19 عامًا في أن يكن قد تعرضن للختان

في السياق ذاته، ذكر التقرير انه لم ترصد أي تغييرات ملموسة في نسب إجراء الختان للفتيات والنساء في العمر بين 15 – 49 عامًا في كل من الدول؛ تشاد، غامبيا، غينيا بيساو، مالي، السنغال، الصومال، السودان، اليمن.

أما عن مدى قبول النساء لتلك الممارسة، فيخرج التقرير ليؤكد لنا أن غالبية الدول التي يمارس فيها الختان، أغلب نسائها يرفضن استمراريته، كما أفاد التقرير أنه في أحد عشرة دولة وجد أن 10 في المئة من الفتيات والنساء اللاتي أجري لهن عمليات الختان لا يرون له اي فائدة أو أثر إيجابي وهذه النسبة تصل إلى 50 في المئة، في دول مثل؛ بنين وبوركينا فاسو وتصل إلى 59 في المئة في كينيا.

غالبًا ما يمثل الختان أحد مظاهر سيطرة وسطوة المجتمع الذكوري على المرأة، مما يعطى إنطباعًا إلى أن الرجال سيكونون أشد المؤيدين لهذه الممارسة، لكن الاَراء تكشف واقعًا مغايرًا، فقد رصد التقرير مستوى مماثل من الدعم لوقف ختان الإناث بين كل من النساء والرجال، وفي تشاد، وغينيا، وسيراليون، أتضح بصورة ملحوظة  أن الرجال أكثر من النساء رغبة في وضع نهاية لما يقع من تشويه للأعضاء التناسلية الأنثوية تحت مسمى الختان، ووفقًا للتقرير فإن الدعم الشامل لختان الإناث آخذٌ في الانخفاض، عدا في غينيا، والسنغال وتنزانيا.