مع انطلاق حفل أوسكار(The Oscars) في نسخته الـ89، تتجه الأنظار صوب هوليود، حيث يجتمع المرشحات والمرشحون لجوائز هذا العام، في مسرح دولبي بلوس أنجلوس، وعلى الرغم من التوقعات التي تصب باتجاه استحواذ “لا لاند – LaLa Land” ومن بعده “ضوء القمر – Moonlight” على أغلب جوائز هذه النسخة، لكن تبقى الأفلام المرشحة على كافة الجوائز محل اهتمام واكتراث.

وفيما يلي عرض سريع لأفلام مرشحة لعدد من جوائز أكاديمية فنون السينما وعلوم الصور المتحركة، تدور جميعها حول نساء من أزمنة متفاوتة وأماكن مختلفة، لكن تجمعهن المعاناة.

فيلم نساء القرن العشرين – The 20th Century Women

الفيلم مرشح لجائزة أفضل سيناريو أصلي لمايك ميلز

الفيلم يدور في نهاية السبعينيات من القرن الفائت، في جنوب ولاية كاليفورنيا الأمريكية، عن قصة أم عزباء في منتصف الخمسينيات، تبدو في حالة كساد وبعض الانعزالية، تلجأ إلى السجائر والتدخين بشراهة أغلب أوقاتها، تتولى وحدها تربية ابنها المراهق الذي يبلغ من العمر 15 عامًا، في ظل تنامي نزعة التمرد والاستقلال لديه، واتساع الفجوة بين كل منهما، بسبب التحولات الثقافية التي كانت في شبابها والوقت الحاضر، وهو مايدفعها إلى الاستعانة باثنتين أصغر منها سنًا، لمساعدتها في مواجهة هذه المرحلة الصعبة بالنسبة لها، لتكتشف الثلاث جوانب أخرى في الحياة ومفاهيم مغايرة عن الحرية والحب.

الفيلم من تأليف وإخراج مايك ميلز ومن بطولة أنيت بينينغ وايل فانينج

فيلم جاكي – Jackie

مرشح لجائزة أفضل ممثلة وأفضل تصميم أزياء

ناتلي بورتمان بطلة الفيلم تنافس على جائزة أفضل ممثلة

ترشيح مادلين فونتين عن جائزة أفضل تصميم أزياء

الفيلم يتناول جانبًا من حياة “جاكلين كنيدي” زوجة الرئيس الأمريكي المغتال “جون إف كنيدي”، ويرصد الفيلم حالة الحزن والأسى التي عاشتها عقب اغتياله في 22 نوفمبر 1963، أمام عينيها في مشهد دامٍ، أثناء استقلالهما سيارة مكشوفة في موكبه الرئاسي في مدينة دالاس بولاية تكساس.

وينقل الفيلم حالة الصدمة والصراعات النفسية الداخلية التي تمكنت من السيدة الأولى التي عرفت بالوداعة والعذوبة والغموض أيضًا.

ويوثق الفيلم مشاهد خلدها التاريخ، مثل اللحظة التي أصاب فيها الرصاص رأس “كيندي”، فتجده بين بيديها غارقًا في دمائه، وقد تلطخت تنورتها وسترتها بالدماء، وكيف حاولت لملمت أشلاء جسده، في مشهد شديد القساوة، وينقل الفيلم محاولات الثبات التي حاولت أن تظهرها رغم حالة التيه والفقد والشعور بالضياع، ومنها إصرارها ألا تزيل اَثار دماء زوجها التي طالت سترتها وتنورتها الوردية، وكيف أرتدتهما لتقف بجانب نائب الرئيس الأمريكي ليندون جونسون وهو يحلف اليمين الرئاسي.

فيلم جاكي من إخراج بابلو لارين ومن تأليف نواه أوبنهايم، وبطولة ناتلي بورتمان، و بيتر سارسجارد، و جريتا جيروج.

الفيلم يجسد مرحلة قصيرة لكنها ذات أثر كبير في حياة امرأة اَمنت بالمساواة، وحلمت أن تكون سببًا وزوجها في تحقيقها في وطنها، ومن ثم كيف انهارت أحلامها العريضة سواء لها ولزوجها وأسرتها وبالطبع لبلدها، وهو باختصار قصة سيدة غلبت الحزن والاَلم بالقوة الكامنة داخلها.

فيلم  هي – Elle

مرشح لجائزة أفضل ممثلة

إيزابيل هوبير مرشحة لجائزة أفضل ممثلة

الفيلم يدور حول امرأة تتعرض لاعتداء جنسي من جانب شخص مجهول، اقتحم بيتها ليلًا وقد غطى وجهه بقناع ليخفي هويته، والقصة ليست في شأن الاعتداء نفسه، بقدر ما هي عن الأثر النفسي الذي أعقب الحادث، ومن ثم تعامل الناجية مع هذا الانتهاك بقدر من الهدوء والقوة بعيدًا عن الانكسار والاكتئاب.

تدور أحداث الفيلم الذي اقتُبِست قصته عن رواية باسم Oh للكاتب الفرنسي “فيليب ديجان”، وهو يقدم نموذج امرأة ترفض أن تكون ضحية، مهما بلغت فداحة ما تعرضت له، قادرة على تحويل الاَلم إلى مصدر قوة دافعة للأمام.

تمضي هذه السيدة التي تدعى “ميشيل” في طريقها باستقلالية شديدة بعد خذلان مخزٍ من جانب كل المقربين، حتى تكتشف الفاعل وتبدأ رحلتها في الانتقام لنفسها.

الفيلم من إخراج بول فيرهوفن، وسناريو ديفيد بيرك، وهو عن رواية لـ”فيليب دجيان”.

فيلم The Hidden Figures

ترشيح أفضل سناريو مقتبس لثيدور ميلفي و أليسون سكرودر

أوكتافيا سبنسر.. مرشحة لجائزة أفضل ممثلة عن دورها المساعد

هذا الفيلم سياقه الرئيس هو توثيق العنف ضد “الأمريكيين السود” أكثر منه للعنف ضد للنساء، فهو يتناول حالة التمييز التي تمارس بحق ثلاث نساء من أصول أفريقية يعملن بوكالة ناسا إحدى أولى وكالات الفضاء في العالم والأهم حاليًا.

يعانين من نظرة المواطن الدرجة الثانية، لشيوع العنصرية والتمييز بين البيض والملونين في هذه الفترة، التي شهدت تنامي الحركات المنادية بالمساواة بين السود والبيض بزعامة مارتن لوثر كينج.

الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية تجري أحداثها في الستينيات، وتبدأ أحداثه باستكشاف تفوق ثلاث سيدات من الأمريكيات ذوات الأصول الأفريقية في دراستهن أولًا، ثم في عملهن بوكالة ناسا فيما بعد، ولتميزهن يشغلن وظائف رفيعة بهذا المكان المرموق، لكن تظل حواجز التمييز العنصري تعيقهن، في العمل، والمواصلات، والمؤسسات التعليمية، وأماكن التنزه.

وسط كل هذه المعوقات، تنجح هؤلاء النسوة في لعب دور محوري في إتمام مهمة صعود أول رجل أمريكي إلى الفضاء، فضلًا عن مقدرتهن على وقف العديد من الممارسات التمييزية ضد أصحاب البشرة السمراء داخل وكالة ناسا.

الفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ “تيودور ملفي” وهو مقتبس عن قصة “مارجوت لي شيترلي”، وسناريو وحوار “أليسون شرويدر”، ومن بطولة ” تارجى ب . هينسون” و”أوكتافيا سبنسر” و”جانيل موناي”.