• شريهان وفريدة فهمي منارة لسيدات كثر دخلن الفن وأنا منهن
  • أي امرأة تعمل بالفن تتحمل فترة من النبذ في البداية ثم تتحول إلى ترحيب
  • أعمل حاليًا على تدشين رابطة للمستقلين بشكل قانوني ومعترف به
  • انتظر عرض فيلمي “المنتمي” عن دريد لحام في مهرجان الإسكندرية لأفلام دول البحر المتوسط

مع تنامي تيار ما يسمى بالسينما المستقلة التي تخاطب العقل والروح، وتتلامس مع خيوط الواقع بكل أريحية دون التقيد بقيود شباك التذاكر والمعايير التجارية، انفتحت الأبواب أمام المخرجات الشابات “المستقلات” اللواتي يقدن ثورة سواء على صعيد المنتج السينمائي الذي يقدمنه أو على صعيد إثبات الحضور في قلب صناعة يتحكم فيها الذكور بالدرجة الأولى.

هؤلاء المخرجات الشابات وسط إمكانيات محدودة، خاصة فيما يتعلق بالدعم الانتاجي، يسعين إلى تقديم سينما مغايرة تقترب من الحقيقة كما هي دون زيادة أو نقصان، وبلا تجميل أو تقبيح، ومنهن من يحاول تشجيع غيره من الشابات والشباب أن يخوضوا معهن غمار الحرب ضد السائد عبر تأسيس مهرجانات مستقلة.

“ماجي أنور” إحدى هؤلاء المبدعات المبادرات، مخرجة ومنتجة شابة أسست شركة ماجيكا هاوس وهي مؤسسة مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة، ومهرجان فاتن حمامة السينمائي الذي من المقرر أن تبدأ دورته الثانية في غضون أيام.

وتعود قصة تدشين مهرجان يحمل اسم سيدة الشاشة العربية، إلى تسجيل صوتي لها، تحصلت عليه المخرجة الشابة قبل وفاة الفنانة الراحلة بفترة وجيزة، بهدف تقديمه في افتتاح مهرجان المنصورة للأفلام القصيرة، وبعد الوفاة قررت “ماجي أنور” أن تستند إلى التسجيل في تنفيذ فيلم تسجيلي عن نجمة القرن تكريمًا لذكراها، واختارت له “الفاتنة” اسمًا، ومن ثم تغير عنوان المهرجان إلى “فاتن حمامة السينمائي” وانتقل إلى القاهرة.

الدورة الأولى للمهرجان أقيمت بسينما زاوية بوسط البلد بالقاهرة، أما الدورة المرتقبة فتستقبلها دار الأوبرا المصرية بسينما الهناجر للفنون بدءًا من 27 مايو الجاري وحتى 30 من الشهر نفسه.

تعكف “ماجي” خلال هذه الفترة على إنهاء كافة الاستعدادات لخروج المهرجان بصورة تليق باسم “فاتن حمامة” وتؤكد قدرة الشباب على تنفيذ مهرجانات تضاهي المهرجانات الكبرى.

“أحاول خطوة تلو الأخرى، أن يصل مهرجان فاتن حمامة السينمائي إلى مستوى المهرجانات العالمية، وأسعى في هذه الدورة إلى ترتيب كل شيء حتى يكون مجهزًا ومعدًا بشكل جيد.” بهذه الجملة المفعمة بالأمل والطموح بدأت “ماجي أنور” حديثها لــ”ولها وجوه أخرى”

وتابعت متحدثةً عن تكريم اسم  “فاتن حمامة” قائلة “سنكرم سيدة الشاشة عبر عدد من الفعاليات خلال المهرجان، على رأسها الاحتفال بعيد ميلادها في يوم الافتتاح.”

13237637_1125498530834286_6335684080329480379_n

كشفت مؤسسة المهرجان بعضًا من تفاصيل هذه الدورة وتقول “لقد استقبلنا مشاركات تقارب الــ400 فيلمًا من مختلف أنحاء العالم، واخترنا الفنانتين شريهان وفريدة فهمي لتكريمهما، لكونهما فنانتين تملكان تاريخًا طويلًا، وحققتا طفرة في أعمالهما دون أن يعوقهما أي نوع من الخوف، بل قدمتا هذه الأعمال بكل إبداع وجمال، لذا كنت أرى أن أقل ما يمكن أن نقدمه لهما، هو الاعتراف بجميل وجمال إبداعهما من خلال التكريم كشكر وامتنان لهما، وكبرقية بسيطة تثبت حبنا لهما وأخيرًا لأنهما كانتا منارةً لسيدات كثر دخلن الفن وأنا منهن.”

حاولنا معرفة عدد الأفلام المشاركة في هذه الدورة لمخرجات، ولكن “ماجي” لم تفصح عن الرقم مؤكدةً أنها لا تؤمن بتصنيف أفلام لمخرجات وأخرى لمخرجين يقينًا منها بأن الفيلم الجيد يفرض نفسه سواء كان صانعه أنثى أو ذكر.

قبل فترة، أعلنت إدارة المهرجان عن عزمها عرض الأفلام الفائزة، بعدد من المحافظات المصرية وهي الإسكندرية والمنصورة وبني سويف والمنيا، وبشأن المحافظتين الأخيرتين سألناها عن اَلية العرض التي ستعتمد عليها في محافظتين تنتميان للصعيد، فأجابت “لقد اتفقت مع صناع أفلام من المستقلين في المحافظات الأربع، لديهم رغبة في المساهمة في مسيرة المهرجان ونشر الأفلام في كل مكان، وبشأن محافظتي المنيا وبني سويف تحديدًا، فقد ساعدني صديق سينمائي هو “عبد الوهاب شوقي” حتى نعرض الأفلام هناك.”

تعمل “ماجي أنور” بمجال الإخراج السينمائي منذ سنوات تقترب من الـ10، تمكنت خلالهم من اجتياز الكثير من العقبات والمعوقات حتى تمكنت من تحقيق ما لم يحققه كثر من الكبار، وذهبت بفيلمها “الفاتنة” إلى مهرجان كان السينمائي الدولي فى عام 2015، وعُرِض في “ركن الفيلم القصير”، وعن تلك العقبات التي تواجهها وتواجه بنات جنسها في هذا المجال قالت “مشكلتنا أننا ينقصنا الوعي تجاه المرأة عمومًا، وفي هذا المجال خصوصًا، فكل المخرجات بالفعل قويات بالقدر الكافي ليستقلن بفكرهن، ويستكملن طريقهن الذي على الأغلب يضطرهن إلى وضع ضوابط للاختيار حتى يكن أنفسهن وفقط، فيخترن في إطار من التوحد ليتحقق الاكتفاء الذاتي لكل منهن، وهذا يظهر بوضوح إذا كن لا ينتمين لأسر فنية.”

واستطردت “أعتقد تلك المشكلة تعانيها أي امرأة تعمل بالفن عمومًا، تتحمل فترة من النبذ في البداية، ثم تتحول إلى ترحيب، لكنني أرى أن تلك الأزمة تساعدها على التمرد أكثر وإثبات ذاتها وفكرها، ومع ذلك قد تواجهها مشكلة بين التوازن والتوحد والاندماج وتأخذ وقتًا حتى يمكنها تحقيق الإتزان، وبرأيي كل ذلك يعود بالأساس لأزمة الوعي المجتمعي.”

وانطلاقًا من فكرة الاستقلال التي تركز عليها المخرجة الشابة، سألناها عن عزمها تأسيس نقابة للمستقلين، وهو ما أعلنت عنه عبر حسابها الشخصي على موقع فيسبوك. دوافع “ماجي” لاتخاذ هذا القرار، تمثلت في إيمان راسخ لديها بأحقية المستقلين في مختلف الفنون، في الحفاظ على حقوقهم الأدبية والمهنية نظرًا لأن معظم النقابات  تشترط قواعد لا تتيح للفنان الحفاظ على مهنته الا بعد أن يكون على الشاكلة المطلوبة من هذه النقابات.

وأردفت قائلة “أجد أن وجود مكان يضمن ذلك الحق، ويشمل الأفكار المطروحة من قبلهم ويوفر التعاون لتنفيذها وليس سرقتها، وتسجيلها كحقوق ملكية عن طريق موقع أو ما شابه سيوفر الكثير من الوقت والطاقة، وبالطبع هو حلم أتمنى أن يتحقق، وقد بدأت في الإجراءات واكتشفت أن هناك محاولات تمت من قبل في هذا السياق، لكنها باءت بالفشل، فعلمت أن الطريقة الوحيدة هي تدشين رابطة للمستقلين، وبالفعل أنسق حاليًا مع محامٍ بشأن إنشائها بشكل قانوني ومعترف به ليحقق الهدف المنشود.

ماجي أنور مع الفنان دريم لحام

ماجي أنور مع الفنان دريم لحام

بعيدًا عن المهرجان وصخبه، والنقابة أو الرابطة وإشكاليتها، تنتظر “ماجي أنور” عرض فيلمها “المنتمي” عن الفنان السوري دريد لحام، والذي من المزمع أن يُعرَض لأول مرة بمهرجان الإسكندرية لأفلام دول البحر المتوسط.

إلى جانب ذلك،كشفت  “أنور” أنها انتهت مؤخًرا من فيلم “باركوديا” وهو فيلم فانتازيا صامت، وستواصل تصوير بقية الكلاسيكيات التي تنتجها بالمشاركة مع الفنان هشام سليم، بالإضافة إلى سلسلة فرعونيات وهي أفلام وثائقية عن شخصيات تاريخية.

لم يكن ممكنًا أن ننهي حوارنا مع “ماجي أنور”، دون أن نتطرق لأبرز الضغوط التي تتعرض لها وكيفية تعاملها معها خاصة لكونها امرأة وشابة تقود مهرجانًا مستقلًا أثبت نجاحه في دورته الأولى وتتطلع أن يسير على نفس النهج في دورته المنتظرة، وهنا أكدت “أنور” أنها انزعجت بشدة خلال السنة الفائتة من التهديدات التي لاحقتها من قبل موظفي قصور الثقافة، بالإضافة إلى المقالات المسيئة التي استهدفها بها أعضاء من جماعة الإخوان، وتضيف “هناك الكثير من التربص والمشاغبات، مثل محاولة سرقة فيلم لي بعد مونتاجه، لكني تمكنت من استرداده.”

واختتمت مؤسسة مهرجان فاتن حمامة السينمائي “تزعجني هذه الأشياء لكنها أيضًا تمثل حافزًا للتركيز على تطوير عملي وإثبات قدرتي على القيام بما أريد، هذا بالإضافة إلى إيماني الدائم بأن تركيزي في عملى هو همي وغيره لا يخصني طالما لا أؤذي أي شخص.