مازالت أصداء دراما رمضان الماضي مستمرة حتى بعد بدء الشهر الفضيل وعرض المسلسلات الأحدث، والتى وصل عددها إلى 32 مسلسلًا مصريًا يعرضون على الشاشات الأرضية والفضائية والمشفرة.
المقارنة المستمرة بين دراما هذه السنة والفائتة، حتى وقتنا هذا تصب فى صالح دراما رمضان الماضي، ومازال البحث مستمرًا عن مسلسل يضاهى “سجن النسا” فى مستواه الفني وواقعيته الشديدة فى تقديم صورة المرأة المصرية المطحونة عبر قصص مختلفة جمعها وسط واحد هو “السجن”.
وعلى الرغم من أن المسلسلات التى تتصدر بطولتها ممثلات وتتعرض لقصص، شخوصها الرئيسة “نساء” إلا أن المؤشرات الأولى لا تنبئ بأننا سنشاهد عملًا يناظر «سجن النسا» فى معالجته دراميًا لظواهر العنف ضد المرأة.
حضور قوى «عددًا» .. و«مضمونًا» البعد عن واقع المرأة المطحونة سمة عامة
الــــ12 مسلسلًا الذين تدور أحداثهم بشكل رئيسي في فلك شخصية “نسائية” أو مجموعة شخصيات نسائية ( تحت السيطرة – الكابوس – طريقي – حالة عشق – مريم – يوميات زوجة مفروسة – لهفة – مولد وصاحبه غايب – زواج بالإكراه – البيوت أسرار – يا أنا يا أنتِ – وسيت كوم ” لما تامر ساب شوقية” ) جميعهم حتى الاَن مروا مرورًا عابرًا على بعض ظواهر العنف ضد المرأة منها التحرش، التضييق الأسري على الفتاة، العنف الزوجى
الحضور النسائي على مستوى التمثيل يبرز هذا العام بشكل يستحق التوقف أمامه، فإلى جانب البطلة “الأولى”، يأتي 5 مسلسلات يتقاسم الرجال والنساء البطولة الرئيسية فيهم وهم ( حارة اليهود – أرض النعام – ألف ليلة وليلة – العهد – بين السرايات)
بينما انتقل نجوم السينما إلى التلفزيون بنفس عاداتهم، وفي مقدمها تهميش المرأة وهو الذى عانته ومازالت السينما مع نجوم الشباك ويظهر ذلك فى مسلسلات ( وش تاني لكريم عبد العزيز – ذهاب وعودة لأحمد السقا – أستاذ ورئيس قسم لعادل إمام – الكبير أوي لأحمد مكي)
«مريم نعوم» الاسم الأبرز بين 3 كاتبات فقط وغياب «كاملة أبو ذكرى» لم يعوضه أحد على الرغم من حضور مخرجتين فى هذا الموسم
على مستوى الكتابة، فالرهان مازال على “مريم نعوم” التى ثبتت أقدامها بعد عملين التصقت من خلالها بالواقع وقدمت خلطة سحرية منحت اسمها بريقًا لا يوازيه اسم اَخر.
تقدم “نعوم” هذا العام سناريو وحوار مسلسل “تحت السيطرة” في تعاونها الثالث مع الممثلة “نيللى كريم”، ويظهر هذا العام اسمين اَخرين لكاتبتين هما “أمانى ضرغام” التى تقدم مسلسل يوميات زوجة مفروسة أوى والذى تقوم ببطولته “داليا البحيري”، والكاتبة “هالة الزغندي” التى تقدم لنا مسلسل “الكابوس” مع الممثلة “غادة عبد الرازق”.
على صعيد الإخراج، غابت “كاملة أبو ذكرى” هذا العام لتترك فراغًا كبيرًا، وتخلق حالة من الاشتياق لوضعية مختلفة أحدثتها فى موسمي رمضان الماضي وما قبله، بينما حضرت “شيرين عادل” لتشارك بمسلسلها متأخر العرض “مولد وصاحبه غايب”، الذي كان من المفترض أن يلحق بسباق رمضان الأسبق، وتقدم المخرجة “إيمان حداد” مسلسلها “زواج بالإكراه” الذي تقوم ببطولته “زينة” لكن المشكلة التي تواجه المسلسل أنه يعرض على قناة OSN المشفرة مما يبعده عن الأعين في ظل زخم المسلسلات المعروضة على القنوات الأرضية والفضائية.
ويتضح جليًا أن كافة الكاتبات المشاركات في هذا الموسم أنتجن أعمالًا شخصيتها الرئيسة “امرأة”، وهو الشيء نفسه مع المخرجات إلا أن جميعهن لم يقدمن الخلطة ذاتها التي رأيناها العامين الماضيين فى “ذات” و”سجن النسا”.
إعلانات رمضان .. “عمرو يوسف” شارك فى إعلان يناهض “العنف ضد المرأة” ثم ظهر “متحرشًا” فى إعلان منتجع سياحى
ظهر الفنان “عمرو يوسف” قبل عدة أشهر فى إعلان ضمن حملة لمكافحة العنف ضد المرأة، ورفع “يوسف” والمشاركون في الإعلان شعار ” لا للعنف ضد المرأة”، لكن الفنان ظهر مع بداية شهر رمضان فى إعلان تجارى لمنتج سياحى، واعتمد بشكل أساسي على الترويج للمنتجع بإيماءات “تحرش” ليناقض ما حاول الترسيخ له فى إعلانه السابق، ويظهر “يوسف” خلال تجوله بالمنتجع السياحى وهو يقول “الجو حلو” وهو ينظر لفتيات بقصد الإشارة لهن، ثم يمر بجانب أخريات وهو قاصد النظر إليهن بابتسامة إليهن ويقول ” ملاعب أحلى ” ثم يظهر وهو ينظر لطبيبة” تبتسم له ويقول ” عيادات بردو حلوة” ولا مانع من أجواء صاخبة لحفلة صيفية لنجده يتوسط فتيات يتراقصن ويوجه كلمة للجمهور “حفلات جامدة” وكأن الجمهور المستهدف من الإعلان هو فقط من “الذكور” الذين لا يبحثون عن شيء سوى الفتيات “الحلوات”.