بورسعيد موطنها،”21″ عمرها، الصيدلة دراستها، وقضايا المرأة شاغلها الشاغل، والكتابة صرختها فى وجه القمع، أما “هرمونيا” فهو أول منتج أدبي لها، يمزج بين اَلمها مما تعانيه المرأة فى المجتمع المصرى وشغفها الأدبى وولعها بالكتابة الإنسانية.
هى الكاتبة الشابة “سهيلة محمد” التى تنتظر صدور أول عمل أدبى لها، الذى اختارت له عنوان “هرمونيا”، وهو من فئة “الروايات” ويصدر عن دار المصرى للنشر والتوزيع.
وقبل أن ترى الرواية النور قررنا التوجه إلى “سهيلة”، لمحاورتها بشأن الرواية المنتظرة وما تحمله فى جوفها عن الواقع النسائى الحالى..

سهيلة محمد تحمل روايتها

سهيلة محمد تحمل روايتها

لماذا اخترت مصطلح “هرمونيا” عنوانًا لروياتك؟

هرمونيا هو مصطلح فى الفلسفة الإغريقية يعنى الانسجام بين أكثر من شيء، وأنا اخترته لأننى أردت أن أرسل رسالة من خلال الرواية للفتيات ودعوة لتحقيق الانسجام والتناغم بين روحها وجسدها وعقلها.
كيف حولتِ هذا الهدف إلى واقع فى “هرمونيا” ؟
“هرمونيا” رواية ترصد وضع المرأة المصرية من خلال 5 فتيات، لكل منهن قصتها الخاصة وتتشابك الأحداث وتتباعد لنرى من خلالها من فيهن تستطيع أن تحقق تلك المعادلة “تناغم الروح والعقل والجسد”.
هل الرواية اعتمدت على تجارب واقعية أم جميعها من وحى الخيال؟
أنا حاولت أن أمزج بين الواقع و الخيال، اعتمد على ما رصدته من تجارب رأيتها أو سمعتها فى محيطي الاجتماعى، مضيفةً جزءًا من الخيال حتى تخرج الرواية بالصورة والتأثير الذى أسعى إليه.

ما أهم قضايا المرأة التى تسلط الرواية الضوء عليها ؟
أبرز ما حاولت كشف الغطاء عنه هو الإرهاب الجنسى الذى تتعرض له النساء الاَن والذى لم يعد يقف عند حد التحرش، الذى بدأ لفظيًا فمن ثم جسديًا إلى أن تصاعد إلى حد هتك العرض، و أيضًا أتعرض لفكرة “التبعية”، تبعية المرأة للأب والأخ ومن بعدهما الزوج، والمشكلة هنا تكمن فى أن البنت لا تقاوم هذا التسلط و تستسلم لفكرة “الضعف”.
كما تطرقت لفكرة الخوف من “العنوسة”، التى تدفع بالكثير من الفتيات إلى أن يقبلن بأى حل حتى لا يلاحقهن لقب ” عانس”
كان يمكن أن تتناولي هذه القضايا فى عمل أدبي، ولكن بشكل مباشر تنقدى و تحللى فيه الواقع من وجهة نظرك.. فلماذا لم تفعلي كذلك؟
ببساطة شديدة، أنا كنت أتابع ما هو الشكل الأدبى الذى يجذب الفتيات أكثر فوجدت أن الفتيات يقبلن أكثر على قراءة الروايات، فقررت أن أدخل لهن من هذا الباب حتى أصل بالفكرة والهدف لأكبر قطاع من الإناث.
ما الذى اعتمدت عليه فى كتابك ، ليتميز عن بقية الكتب التى تتحدث عن المرأة ومشاكلها؟
بشكل رئيس ركزت على كونها رواية وليست مجرد مقالات واعتمادى أيضًا على أن الرواية تنقل المعاناة والقمع الذى تتعرض له الفتاة بشكل واقعى وكاشف للحقائق، وقد قمت بعرض الرواية على مجموعة من الأصدقاء كعينة لمعرفة مردود قرائتها وبالفعل وجدت أن العينة التى قرأتها شعرت بمدى القمع الذى تتعرض له الفتاة الاَن .
هل لديك نوايا للتخصص فى الكتابة النسوية؟
لا أنتوى الكتابة فى جانب دون غيره، ولكن مما لاشك فيه أن وضع المرأة وما تشهده من عنف وقمع يشغلني بشدة وبالتأكيد سأفكر فى الكتابة فى هذا الصدد فيما بعد، لكن لن يكون هو محور كل كتاباتى لأن ثمة أوضاع إجتماعية حولنا تستحق الكتابة عنها.
ما رأيك فى أداء المنظمات النسوية و خطابها ؟
بكل صراحة، هذه المنظمات تعمل بالتأكيد لكن نتاج عملها ليس واضحًا، لأنه لا يوجد نظام مؤسسى يشمل جميع تلك الجهات والكل يعمل بشكل منفرد،فضلًا عن غياب خطط بعيدة المدى تعمل على أساسها.

بمناسبة، اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، برأيك ما أبشع صور العنف الممارس ضد المرأة المصرية الاَن؟
اعتقد التحرش الجنسى وختان الإناث هما أبشع صور العنف فى مصر، ومع ذلك الأخطر على المرأة، هو العنف الذى تمارسه ضد نفسها بمهاجمة قطاع من النساء للمنظمات والحركات النسوية وإلقاء التهم جزافًا عليهم، وهذا للأسف نتيجة قلة الوعى وثقافة “التكيف مع العنف” التى تمكنت من المرأة المصرية للاَسف الشديد.