العنف الجنسي هو أبشع صور العنف ضد المرأة ، و على الرغم من أنه أصبح مجالًا واسعًا للنقاش والرفض والرصد فى كافة أنحاء العالم بل وخُصِص له يوم عالمى لمكافحته تحت اسم “اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة ” يوافق ال 25 من نوفمبر من كل عام و تنطلق منه حملات واسعة لمناهضة هذا الشكل من العنف إلا أنه لازال يذهلنا بإرتفاع معدلاته فى أرجاء مختلفة فى العالم، وهذا ما أظهرته دراسة أجرتها المجلة الطبية الإنجليزية الأشهر “The lancet ” ونشرت نتائجها منذ أيام.

وجاءت النتائج مؤلمة إلى حد كبير فكشفت الدراسة عن أن امرأة بين كل 14 امرأة فى العالم فى العمر 15 عاماً أو أقل تعرضت لإعتداء جنسي مرة على الأقل من قبل شخص غير زوجها أو شريكها.
وأظهرت كذلك النتائج أن أعلى معدلات للإعتداء الجنسي ضد المرأة كانت فى أفريقيا، جنوب الصحراء وتحديدًا فى الكنغو حيث بلغت النسبة 21 %.
بل أن دولًا كأستراليا ونيوزيلاندا لم يكن حالهما أفضل من الحال أفريقيا حيث بلغت النسبة 16.4 %
بينما كان الحال فى منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط أفضل بعض الشئ حيث سجلت 4.5 %
وكانت المفاجأة الكبرى فى النتيجة الخاصة بمنطقة جنوب اَسيا وتحديدًا الهند وبنجلاديش حيث سجلت أدنى المستويات 3.3 % فقط.
وتكمن المفاجأة فى كون هذه النسبة تأتى مغايرة لما سمعه و تابعه كثيرون عن حوادث إغتصاب جماعية متكررة فى الهند و فى توقيتات متتابعة فى إطار زمنى قصير وبعضها إنتهى بوفاة الضحايا من الفتيات والنساء المغتصبات.
ولكن The Lancet رأت ذلك المشهد من زاوية مختلفة، واعتبرت تلك الحوادث صاحبها تضخيم إعلامي و ما هى إلا حالات متطرفة لظاهرة أوسع من العنف الجنسي ضد المرأة.
ويظهر الوضع أكثر تفاوتًا في أوروبا، فدول أوروبا الشرقية تسجل النسب الأدنى 6.6% في مقابل 10.7% في أوروبا الوسطى و11.5% في أوروبا الغربية.
يذكر ان تلك الدراسة قام بإعدادها مجموعة من الباحثين على رأسهم السيدة أبراهامز الباحثة بمجلس البحوث الطبية فى جنوب أفريقيا.
وتقول أبراهامز: هذه الدراسة أجريت فى نطاق 56 دولة، تبين خلال العمل عليها أن 7.2 % من النساء تعرضن لاعتداء جنسي من أشخاص ليسوا أزواجهن أو شركاءهن بعد أن أقرت هذه النسبة من النساء بأنفسهن بوقوع إعتداء جنسي ضدهن من قبل شخص غير الزوج أو الشريك
وتضيف أبراهامز “لقد وجدنا أن العنف الجنسي تجربة مشتركة بين النساء في كافة أرجاء العالم، وفي بعض المناطق يستوطن ذلك النوع من العنف ليصل إلى أكثر من 15٪.
وأكدت أبراهامز على أن النتائج التى توصلوا لها فى هذه الدراسة تسلط الضوء على حاجة الدول فى جمع بيانات السكان الخاصة بهم فيما يخص مستويات العنف الجنسي لتحسين فهم المجتمع لحجم المشكلة وعوامل الخطر الرئيسية، مما يسهم فى وضع سياسات ملائمة وإستجابات مناسبة، بما في ذلك التدخلات الوقائية المبدئية والخدمات الشاملة لمعالجة ضحايا الاعتداءات الجنسية.