احتفل العالم في السابع من شهر إبريل الجاري بيوم الصحة العالمي، وهي فرصة للحديث عن صحة المرأة والتوعية بمجموعة من الأمراض التي تأتى حصرًا للنساء، من أجل رفع مستوى الوعي بضرورة الكشف والمتابعة الدورية السنوية، والتعريف بخطوات الفحص الذاتي، وأهمية تجنب التغذية غير السليمة والخمول البدني وقلة النشاط.

أولًا: الأمراض المرتبطة بالحمل

تحتاج المرأة خلال فترة الحمل إلى الرعاية الصحية، والتغذية السليمة، والنوم لساعات كافية، والحفاظ على حركة الجسم، وتجنب حمل الأوزان الثقيلة، والمتابعة الدورية مع طبيب النساء والتوليد، لتقليل فرص الإصابة بأمراض مثل سكر الحمل، وتسمم الحمل، أو التعرض للإجهاض أو الولادة المبكرة أو النزيف.

في الغالب يحدث المخاض والولادة من دون وقوع مشاكل، فالمشاكل الخطيرة نادرة الوقوع نسبيًا، ويمكن توقُّع معظمها ومعالجتها، ومع ذلك قد تحدث بعض المشاكل بشكلٍ مفاجئ وغير متوقع، ولذلك فإن الزيارات المنتظمة للطبيب أثناء الحمل تزيد من فرص توقع المشاكل، وتضاعف احتمالات الولادة الآمنة ومولد طفل/ة سليم/ة.

بالإضافة إلى توقيت المخاض والولادة، لا تتجاوز نسبة النساء اللاتي يلدن في الموعد المُحدّد لهن (في الأسبوع الأربعين من الحمل عادةً) عن 10 في المئة، إذ تضع نحو  50 في المئة من النساء مواليدهن خلال أسبوع واحد (قبل أو بعد الموعد)، وتلد حوالي 90 في المئة منهن خلال أسبوعين من الموعد المتوقع.

ومن الممكن أن يبدأ المخاض مبكرًا جدًا (خديج) قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، أو متأخِّرًا (بعد الأوان) بعد الأسبوع الثاني والأربعين من الحمل، وفي مثل هذه الحالات يمكن أن تكون صحة أو حياة الجنين عرضة للخطر.

ثانيًا: أمراض المبيض

إذا شعرت المرأة بألم أسفل البطن وحرقان في البول، ولاحظت اضطرابًا في الدورة الشهرية أو خروج إفرازات غير طبيعية من المهبل، أو ظلت تعاني من الإمساك أو الإسهال لما يزيد عن يومين، يتعين عليها أن تطلب المساعدة الطبية على الفور، فهذه العلامات قد تكون دليلًا على الإصابة بأحد أمراض المبيض، مثل: سرطان المبيض أو تكيس المبايض أو التواء المبايض أو قصور المبيض.

أما  النساء الأكثر عرضة لأمراض المبيض فهن أولئك اللائي في عمر 35 أو أكثر، واللائي خضعن لجراحات في المبيض، واللائي استجبن بشكل سيئ لأدوية الخصوبة التي تحفز عددًا من البيوض لتنضج وتُطلَق.

ثالثًا: أمراض الرحم

من الضروري أن تتابع المرأة التغيرات التي تطرأ على صحتها، وتلاحظ بشكل مستمر العلامات التي يعطيها لها جسدها لتحديد مدى احتياجها لفحص طبي وقائي، ومن هذه الأعراض ألم وعدم راحة في أسفل البطن، ووجود رائحة غير مستحبة، أو التعرض لنزيف، وحينها ينبغي عليها زيارة الطبيب المختص، لمعرفة سبب هذه الأعراض التي غالبًا ما تكون ناتجة عن الإصابة بمشكلات الرحم، كالأورام الليفية، والأورام الحميدة والتهاب بطانة الرحم، وسرطان الرحم، وبطانة الرحم المهاجرة.

صحيح أن أمراض الرحم تبدأ داخله، لكنها يمكن أن تحدث بسبب عوامل خارج الرحم ومنها الهرمونات، ورغم أن معظم الحالات تُعالَج بالأدوية فإن بعضها قد يتطلب استئصال الرحم، وهو ما يسمى بالاستئصال الجراحي للرحم.

إذا لم يكن هناك سبب محدد لألم المرأة، فإن التشخيص عادةً ما يكون ألم الحوض المزمن، وينصح كثير من الأطباء النساء في حالة الإصابة بـأمراض الرحم، بممارسة بعض التمارين الرياضية مثل تمارين كيجل لتقوية عضلات الحوض، إلى جانب العلاج الدوائي.

رابعًا: سرطان الثدي

سرطان الثدي هو أحد أنواع السرطان الأكثر شيوعًا بين النساء، ورغم ارتفاع فرص الإصابة به بعد انقطاع الطمث نتيجة التغيرات الهرمونية التي يتعرض لها الجسد، فإن النساء في سن الشباب معرضات للإصابة به أيضًا.

وتحدث الإصابة بسرطان الثدي عندما تصبح خلايا الثدي غير طبيعية وتنقسم بشكل غير منضبط، ويبدأ غالبًا في الغدد التي تنتج الحليب أو الأنابيب (القنوات) التي تحمل الحليب من الغدد إلى حلمة الثدي، وينصح الأطباء بإجراء فحوصات دورية على الثديين، لما للكشف المبكر من أهمية في تسريع وتيرة الشفاء من سرطان الثدي الناتج عن عوامل عديدة، ومن بينها التاريخ العائلي، والعمر، والسمنة، وعدم الإنجاب.

وتتعدد طرق التحري عن سرطان الثدي، كإجراء أشعة على الثدي بشكلٍ دوري، وفحص الثدي من قبل الطبيب، والقيام بالفحص الذاتي، وتتباين طرق علاجه ما بين العلاج الدوائي والعلاج الكيماوي والإشعاعي والمناعي، بالإضافة إلى جراحة استئصال الورم، أو المزج بين عدة طرق للعلاج، ويحدد الطبيب الطريقة المناسبة لكل مريضة، بناءً على مدى انتشار الورم وتأثيره على الأعضاء المحيطة به.

هكذا نكون قد استعرضنا بشكل مختصر مجموعةً من الأمراض التي تصيب النساء لطبيعية أجسامهن والتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ عليها، فضلًا عن عوامل أخرى ترتبط بالجينات الوراثية والتغذية والحالة الصحية.

في خضم التغيرات السريعة وزيادة الأمراض وانتشارها، فإننا نتطلع إلى إجراءات عاجلة لحماية صحة الأفراد، حتى تتمتع النساء بصحة جيدة ويجدن الرعاية والمتابعة الصحية، ونأمل أن تساعد الحكومات والمنظمات الصحية والحقوقية في سد الفجوة الصحية التي تمنع النساء، بالأخص في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، من الحصول على الرعاية الصحية والتوعية المرتبطة بصحة المرأة.

**هذا المقال يعبر عن رأي صاحبته/صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي «ولها وجوه أخرى»