تحرشوا بها فى الشارع علانية.. فتركوهم وأهانوا من تدخل للدفاع عنها.. وأب رأى استغاثة ابنته «فضيحة»
تحول التحرش الجنسي بشتى صوره فى في وسائل المواصلات والشوارع والجامعات إلى أمرٍ لا نلقي له بالًا، ووصل بنا الحال مؤخرًا إلى إلقاء اللوم على الفتاة التي تحاول أن تنتزع من المتحرش حقها ولو بالتوبيخ فقط، على الرغم من صدور قانون يجرم هذا الفعل ويُعرِض صاحبه إلى السجن والغرامة.
وقد تكون أحداث القصة التي نرويها خير دليل على ما وصل إليه الظلم الذى يقع على الفتيات المتحرش بهن وينتقل بهن من خانة مجني عليه إلى جاني.
فتاة فى سن الــ17 فى طريق العودة من مكان الدرس الخصوصي، إلى بيتها الموجود فى منطقة بين متوسطة وبسيطة الحال، وفى ذلك اليوم تعرضت للتحرش من قبل شخصين، وقد بدأ تحرشًا لفظيًا متضمنًا ألفاظًا نابية وانتهى بمحاولات لمس جسدها.
وما يدهش ويزعج أن الواقعة حدثت فى شارع يعج بالمحال والإضاءات، ومع ذلك عم الصمت ولم يتحرك أحد أمام هذه الفعلة، حتى صرخت الفتاة مستغيثة لعلها تجد من ينقذها، حتى التفت أحد جيرانها للموقف وهو شقيق إحدى صديقاتها فسارع للتدخل فتطور الموقف وتحول إلى مشاجرة بينه وبين المتحرشين.
تجمهر أهالي المنطقة لفض الشجار وبدلًا من أن يمسكوا بالجناة لاموا الفتاة وحجتهم أن سبب التحرش هو ضيق ملابسها ووجه أحد الواقفين الكلام لها قائلًا : “عاجبك كده تضيعي شباب زي الفل علشان تلبسي براحتك”، وأكثر من ذلك طالت الاتهامات الشاب الذي تصدى للمتحرشين وتقول عليه بعض الواقفين وادعوا انه لم يتدخل لشئ، إلا لأنه تجمعه علاقة بها، ولم تفلح معهم محاولاتهما المستميتة لإيضاح أنه لا يزيد عن كونه شقيق صديقتها وكأن العقول لم تعد ترى فى التصدى للتحرش فعلًا وجوبيًا بل أضحت تبحث له عن نوايا ودوافع بعينها ليس من بينها أن ذلك هو «الصحيح»
وبمجرد علم والدها بما حدث، نزل من بيته مسرعًا لا ليدافع عنها وإنما ليضربها لأنها «جلبت له العار»
وأخذها وذهب بها إلى والدة صديقتها – أخت الشاب الذى دافع عنها – وعاتبها على ما فعله ابنها، لأنه من وجهة نظره تسبب في فضيحة لابنته وسأل ابنته بغلظة وتشكك أمام تلك السيدة “أنا عايزة اعرف ايه اللى بينك وبينه؟ ” ومع كل محاولات الأم وابنها، لإثبات أن الشاب فعل ذلك من منطلق الدفاع عن الفتاة فى وجه مخطئين كان لابد أن يتم ردعهم، لم يسمع الأب لشئ من ذلك ونهر الأم وابنها، وعاد بابنته للمنزل ليكمل عقابه لها بالضرب المبرح والإهانة وقال لها نصًا ” عادى يعنى ما كل البنات بتتعاكس كان لازم تصوتى وتفضحينا”
تلك الفتاة ومثيلاتها كثر،لم ينتهك حقها المتحرشين وحدهم، انتهكه المحيطون أيضًا، والأب أولهم، ومن حاول الوقوف فى صفها والدفاع عن حقها فى الأمان، ناله ما ناله من إهانة واتهام وتوبيخ، هذه القصة قد تبدو مكررة ومرت عليك من قبل سريعًا على لسان أحد، أو رأيت جانبًا منها ولم تتوقف أمامها كثيرًا، لكن هناك من الفتيات من تقف حياتهن عند هذه القصة وينكسر الكثير داخلهن تجاه أنفسهن وأسرهن ومجتمعهن كله.
أما الشاب الذى تصدى للتحرش وتدخل لحمايتها ولم ينل من الأمر شيئًا غير الإهانة وتزييف حقيقة نواياه فربما لن يفكر مجددًا فى التدخل لحماية أى فتاة يراها فى نفس الموقف أو أشد.
وانقلبت الأمور رأسًا على عقب ..لنرى فى هذه المشاهد واقعنا الذى أضحى يناصر الجانى ويتجنى على المجنى عليه.
للمرأة حق فى حياة اَمنة