في إطار حملة «ما ينفعش».. فاطمة خير تكتــب: مجتمع بلا ختان.. أو خديعة لأزمان طويلة
يخطط العالم للبحث عن مسارات جديدة للحياة، حتى إن كانت على كواكب أخرى، بينما لا نزال نحن عاجزين عن صنع السعادة على هذا الكوكب. سعادة تبدأ ببساطة من علاقة صحية بين المرأة والرجل، وتهدف إلى إهداء كلٍ منهما، حياة طبيعية فيها من الأفراح قدر ما فيها من الصعوبات.
لا أصدق أننا بدأنا بالفعل ألفية ثالثة منذ 18 عامًا، بينما لا نزال اليوم نناقش موضوعًا، كان يجب أن يطمسه النسيان، وأن تنقرض ممارساته كما انقرضت أمراض عديدة، كانت في يومٍ ما فتاكة وقاتلة.
بدون كلام كثير، حول الأخطار الصحية المميتة المتعلقة بعملية الختان الحقيرة، ولا بكونها ضد حقوق المرأة، كإنسان يحق له الاحتفاظ بسلامة أجزاء جسده؛ فأنا واثقة بأن زملائي في تدوين في هذا اليوم، سيقومون بما يلزم، لكشف الجوانب الخطيرة لهذا الأمر، لكنني ببساطة وبمحاولة حقيقية للتعلق بأي لمحة أمل، قد تكون موجودة لدى جيل مفترض أن طريقة تفكيره أكثر انفتاحًا، ذلك لأنه حظي بما لم يحظ به من سبقوه، من انفتاح على العالم، إنه جيل الإنترنت والفضائيات العابرة لأي حدود وحواجز، سأتساءل ببساطة ووضوح ومباشرة: هل ترضى أن تتمتع بما تُحرَم منه شريكتك، هل تقبل أن تفقد شريكتك/ابنتك/أختك جزءاً من جسدها منحتها له الطبيعة، هل تعتقد أن رجولتك/ذكورتك ستكتمل لو أن شريكتك في العلاقة الجنسية غير قادرة على الاستمتاع بالعلاقة بالقدر نفسه وبالتعبير عن نفسها تمامًا مثلك، وهل بالفعل تصدق نفسك، وأنك قمت بإرضائها عاطفيًا/جسديًا وهي تعاني فقدًا حقيقيًا، في أحد أعضاء جسدها، دوره الأساسي إكمال متعتها، فيما يخص علاقتكما الخاصة؟
لو إجابتك هي نعم.. فلا أمل في جيل، لم يؤثر فيه الانفتاح على العالم بكل هذا القدر، ستستمر الجريمة وستعاني النساء لأزمان مقبلة، وإن كانت الإجابة لا .. إذًا فلنعمل سويًا لإنهاء هذه الجريمة البشعة، ولنخلق عالمًا نبحث فيه عما يسعدنا، لا ما يؤلمنا ويشوه أرواحنا وأجسادنا.