إذا كنت تعتقد، أو خدعوك فقالوا، إن تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى – التي هي إنسانة مثلك تمامًا – التي تمتلك أنت في جسدك، الذي لم تخلقه بنفسك، كما لم تخلق هي جسدها بنفسها، مثلها مع اختلافات، يؤثر في سلوكها، فماذا نفعل في أعضائك أنت، إذا فكرنا بنفس الطريقة، في ظل هذه الحقائق؟

أثبتت دراسة للأمم المتحدة، تعرض 99.3 في المئة من عينة النساء للتحرش من ذكور، و40 في المئة من الفتيات اللاتي يعشن في المناطق الفقيرة في مصر، يتعرضن للتحرش الجسدي واللفظي من ذكور، كما أوضحت إحصاءات للمركز المصري لحقوق المرأة أن 64 في المئة من النساء المصريات يتعرضن للتحرش بصفة يومية، بالطبع من ذكور.

أعد قراءة السطور السابقة من بدايتها، وفكر بنفس الطريقة المعيوبة، المجرمة، وحاول التوصل إلى حل لتعديل سلوك الذكور المعتدين على الإناث، وأخبرنا عن رأيك، ذلك كي تفهم أن هذا الأمر برمته #ماينفعش

**

قال محاربو الأنبياء والمصلحين: هذا ما وجدنا عليه آباءنا!

الختان حرام، قول واحد فاصل ظاهر، عن دار الإفتاء المصرية، يعني لا تقل، ولا يقل لك أحد أن للدين الإسلامي أي علاقة بهذه الجريمة، التي يرتكبها عدد من البشر من عقائد مختلفة يجمعهم فقط الجهل.

أما إذا قلت، أو قيل لك: “أهلنا كلهم على دا الحال”، فأنت أو هم أو كل من قال واعتنق ذلك، مثله مثل الرافضين للتغيير والإصلاح والتقدم ومعالجي المجتمعات والأنبياء، فاختاروا الفساد والتخلف والضلال بدعوى “هذا ما وجدنا عليه آباءنا”، و”بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا”. تكرار الجريمة مهما حدث، لا يغير من كونها جريمة أبدًا.

تشويه جسد المرأة، تحت أي مسمى اجتماعي، جريمة، لا يقرها التكرار، ولا ممارسة القدماء. كن مصلحًا، كن مبادرًا، ارفع راية التغيير وابدأ عهد جديد يرفض تشويه الأنثى جسديًا ونفسيًا، فالتمسك بقديم بائد مجرم #ماينفعش

***

مش مسامحاك

رسالة: “أنا مش ناسية، ومش هنسى. أنا اتألمت ومتألمة وهتألم. صوت صرختي، لون دمعتي، كل شعور بالإهانة والضعف والعجز والاضطهاد مش مسامح. كان المجتمع معينك مسؤول، كنت تقدر ترفض إهانتي، كان ممكن تمنع جرحي. كان ممكن تقول: لأ.. مش هنتهك جسمها الصغير، وبراءتها، وأطعن كرامتها، كان ممكن حاجات كتير تحصل لمصلحتي، وحماية وبناء مستقبلي، بعلم وثقافة وفن وأدب وحياة، إلا إنك ترضى تقطع جسمي عشان ترضي فكرة مريضة في مخك أو مخ المجتمع المريض.

لما ترتكبوا الجريمة دي في حقي وبعدين تقولوا: بنحبك. مش بصدق.

ولما حضرتك، يا أبويا، يا أخويا، يا عمي، يا خالي، يا أي راجل عينه المجتمع مسؤول، ترجع تقول: بنتنا ومننا واللي يوجعها يوجعنا. مش هصدق.

أنت مجربتش الإحساس دا، مش بس ألم جسدي وقت الجريمة، لكن في آلام جسدية ونفسية من بعدها، متعلقة بآثارها وتبعاتها ودوافعها أصلًا في دماغك ودماغهم.

الألم طول ما هو مستمر مش مسامح. اعذرني، لو كنت جربت بنفسك، لو كنت مكاني كنت هتفهم، وكنت مش هتسامح. السماح مش كلمة، ومش بإيدي، أنا نفسي أسامح حقيقي، لكن كمان الألم والأثر اللي لامساه في جسمي وروحي حقيقي، والتسامح مع الألم هيكون مجرد كلمة، التسامح والغفران مع الألم المستمر، اللي مش هتحسه إلا لو كنت جربته، #ماينفعش”.