النساء في صحافة عام المرأة: نمطية «المكياج والموضة» ما زالت حاضرة بقوة.. وقليل من الخروج عن النص يبشر بالتغيير
استضاف المجلس الأعلى للثقافة، يوم الخميس الماضي، ندوةً بعنوان “النساء في صحافة عام المرأة”، وتحدثت خلالها الدكتورة “هدى بدران” رئيسة الاتحاد النوعي لنساء مصر، والكاتبة الصحافية “سكينة فؤاد”، والكاتبة “فريدة النقاش” رئيسة تحرير جريدة الأهالي، بالإضافة إلى مداخلات من بعض الصحافيات والناشطات في مجال العمل النسوي.
وقالت الكاتبة الصحافية “فريدة النقاش” إن الصحافة المصرية خلال عام المرأة (2017)، عمدت إلى تغطية قضايا ملحة مثل زواج القاصرات، خاصة بعد تصريحات رئيس الجمهورية الأخيرة، خلال حفل الإعلان عن تعداد السكان الأخير، التي أعرب خلالها عن امتعاضه من تنامي الظاهرة، إلى جانب تناول الصحافة لقضية الأطفال في ظروف الشارع، لافتةً إلى أن ذلك يقابله تناول وتغطية موضوعات على النقيض تمامًا، وضربت مثالًا بتحقيق أجرته إحدى الصحف، يوصم الأديبة “مي زيادة” بالجنون.
وخلال كلمتها، أكدت “النقاش” أن الصحافة لم تتخلص بعد من الصحف، التي تحث المرأة على البقاء في بيتها تحت مسمى مملكتها، منتقدةً الفتاوى التي تنشرها لتعزيز هذا التوجه.
وفي سياق متصل، أشادت “النقاش” برئيسات تحرير المجلات النسائية، مؤكدةً أنهن يتمتعن بحس مهني رفيع، ولديهن قدرة على القيادة والتخطيط.
أما الكاتبة الصحافية “سكينة فؤاد”، فقالت خلال كلمتها، إننا نمتلك ميراث عشرات السنوات من التخلف، مما يتطلب تكاتفًا من جميع أجهزة الدولة، لتصنع تغيرات أكبر وأعمق من أجل المرأة، مشيرةً إلى أن المرأة والرجل، لم يتغير فكرهما على حد سواء، لكن إذا تحررت المرأة، واشتركت فى شتى المجالات، ستتغير بالتأكيد.
وشددت “فؤاد” على أهمية ألا يمر عام المرأة دون حصر لأهم ما تحقق خلاله، والوقوف أمام ما لم يتحقق.
من جانبها، انتقدت الدكتورة “هدى بدران”، اتجاه قطاع واسع من الصحافة لقصر موضوعات المرأة على الموضة والمكياج، كما أبدت استياءها من أداء نواب البرلمان، خاصة أن المنتظر منهم هو تفعيل قوانين حماية المرأة.
ومن بين مداخلات الصحافيات خلال الندوة، قالت “سهام فودة” من جريدة أخبار اليوم، أن ثقافة الصمت والتعايش مع عنف الرجل، التي تتسم بها بعض النساء تساهم في استمراره، وانتقدت اتجاه صناع الدراما حاليًا إلى عرض النساء كسلع جنسية.
أما الصحافية دعاء عبد العزيز، العاملة بمجلة أكتوبر، فقد اعتبرت أن صحافة المرأة ما زالت تقليدية ولا تهتم بالبُعد النسوي.
“ما زالت صحافة المرأة، تهتم بأخبار المنظمات والمؤسسات الحقوقية والنسوية، لكن لا تنظر إلى النساء المهمشات.” هكذا علقت المحامية “عايدة نور الدين” ومديرة مركز تنمية المرأة في الإسكندرية، على وضع النساء في صحافة عام المرأة، مشددةً على أن المجتمع يحتاج إلى ثورة لإعادة صياغة المفاهيم، لأن الأفكار الذكورية لا يقتصر تبينها على الرجال فحسب، وإنما النساء أيضًا.