حوار مع الخبيرة الاقتصادية “سلوى العنتري” صاحبة دراسة “تقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع للنساء” و الأولى من نوعها في مصر
- الدراسة ترفع شعار “ماتحسبوش يابنات أن الجواز راحة.. أنتن لسن عالة على أحد”.
- القهر الذكوري عبر مؤسسة الزواج هو السبب الرئيسي لعدم استمرارهن في العمل وليس رغبتهن في الراحة والاسترخاء في المنزل.
- 44% من حالات عدم استمرار النساء في العمل رغبة الزوج أو الخطيب مقابل 15% لرعاية الأطفال!
- النساء المصريات تعانين من الظاهرة المعروفة بوردية العمل المزدوج بين السوق والمنزل.
- نحن أمام سيدات تقوم بدور البهلوان في السيرك إذ أن ساعات العمل للنساء المشتغلات يبلغ نحو 68ساعة في الأسبوع مقابل نحو 53 ساعة للرجال.
- مساهمة العمل المنزلي للنساء في مصر تمثل نحو 25 % من الناتج الإجمالي المحلي.
- الدراسة تدحض بقوة مقولة انخفاض مساهمة النساء المصريات في النشاط الاقتصادي.
- من النتائج الصادمة، التقارب الشديد بين الرجال والنساء في الوقت المنصرم بأعمال الصيانة المنزلية التي من المفترض تخص الرجال.
- مصر من البلدان صاحبة العقلية الذكورية، والتى تخاف من الاعتراف بالعمل المنزلي غير المدفوع لأنه سيلزمها بحزمة تشريعات تحفظ حقوق النساء.
تقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع للنساء في مصر” عنوان جديد ولأول مرة يمكن أن تراه في مصر ليكون اول دراسة بحثية تقدمها مؤسسة المرأة الجديدة من خلال الباحثة والدكتورة”سلوي العنتري” الخبيرة الاقتصادية، ومدير عام قطاع البحوث بالبنك الأهلى سابقًا، ورئيس اللجنة الاقتصادية بالحزب الاشتراكى المصرى.
صاحبة الباع الطويل في مجال عمل البنوك والدراسات الكاشفة لحقائق الأزمة الاقتصادية المصرية تقدم عبر الدراسة قراءة جديدة لكشف المعاناة التي تواجهها النساء المصريات، المتهمات دائمًا بأنهن ” قاعدات في البيت”، وتكشف عبر دراستها أن العمل الذي تقدمه النساء في المنزل غير المدفوع والذى لاتحصل على “أجر” كمقابل له لايقل أهمية في المساهمة في النشاط الاقتصادي والناتج المحلي للدولة، وترفع شعار مفاده أن النساء غير المشتغلات في السوق لسن “عالة على أحد”.
وإليكم نص حوارنا مع الدكتورة “سلوى العنتري” بشأن الدراسة وأهدافها والنتائج التي خلُصَت إليها:
في البداية ما الحافز الذي دفعك للبحث لانتاج دراسة “تقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع للنساء” في مصر؟
سببان، من سنوات عديدة وأثناء دراساتنا للاقتصاد وجدنا إشكالية مطروحة دائماً وهي صعوبة حساب وتقدير بعض الأعمال ومنها المنزلي ومدى مساهمتها في الناتج المحلي وهو ما يترتب عليه فروق بين مجتمعاتنا والدول الأخرى المتقدمة، و السبب ثاني، هو المبادرة التي جاءت من مؤسسة المرأة الجديدة وكان المتصور أن يكون البحث من دراسة حالة لخمس سيدات على سبيل المثال لقياس وتقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع، ولكن اكتشفنا بعد ذلك أن هناك مسوح استخدام الوقت وتشمل رجالًا ونساءً واَخرها عام 2012، ومن خلال عملي اطعلت كثيراً على احصائيات وتقارير حكومية تؤكد أن مساهمة النساء في النشاط الاقتصادي منخفضة، وكان في ذهني دائمًا أن هناك أسباب يجب بحثها ودراستها وراء ذلك.
ما الأسباب التي تمنح دراسة “تقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع” لقب الأولى من نوعها في مصر؟
في الحقيقة كان هناك دراسات حالة رصدت العمل المنزلي للنساء علي عينات محدودة من النساء فقط دون الرجال، ولكن دراسة تقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع للنساء “هي أول دراسة من نوعها في مصر إذ تستهدف قيمة المساهمة الفعلية للنساء في النشاط الاقتصادي بمصر وذلك بقياس وتقدير قيمة ساعات العمل المنزلي غير المدفوع الأجر التي يعملنها، وطبقًا لنظام الحسابات القومية الذى تلتزم به جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يتم استبعاد العمل المنزلي غير مدفوع الأجر باعتباره لايمثل نشاطًا اقتصاديًا موجها للسوق، ليظل عملها داخل المنزل غير معترف به، بالإضافة أن نوع البيانات التي تساهم في تنفيذ هذه الدراسات لم يكن متاحة من قبل، لأنها تتطلب مسوح قومية تنفذها الدول تهتم بدراسة استخدام الوقت للرجال والنساء، لبحث ساعات العمل التي يقضوها في المنزل وخارجه وتوزيعها، وهي مسوح قوية لم تكن موجودة إلا في عام 2012 ويسمى بالمسح التتبعي لسوق العمل في مصر وهو صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء والمنتدي البحوث الاقتصادية.
وما الهدف من الدراسة وما الذى تريد إثباته وكشفه؟
تنطلق أهمية الدراسة من الاتهامات الموجهة للنساء في مصر طوال الوقت بالعزوف عن المشاركة في النشاط الاقتصادي، وأن مساهمتهن في قوة العمل لاتتجاوز 22% والتى تعد من أقل المعدلات في العالم، وكان يستفزني للغاية ذلك التفسير لتلك المساهمة الضعيفة والذي يسوقه تقرير “الرجل والمرأة في سوق العمل” الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء لعام 2011، بأن المرأة المصرية تفضل ” قعدة البيت” لرعاية البيت والزوج والأطفال، أي باختيارها وإرادتها، فضلاً عن التحفظ علي مصطلح “قاعدة” وهو يوحي بحالة الفراغ الذى تعيشه النساء غير المشتغلات في السوق رغم أنها لاتكف عن العمل ليلاً نهاراً بالمنزل، ومن ثم الدراسة تستهدف قياس اجمالي المساهمة للعمل المنزلي غير المدفوع، وتحاول تقدير قيمة نقدية له استرشادًا بما يحدث في دول العالم المختلفة .
نريد توضيح مفهوم العمل المنزلي الذي اعتمدت عليه الدراسة؟
تتمثل الأعمال غير المدفوعة طبقًا للجنة الإحصاء بالأمم المتحدة ما بين أعمال الخدمات المنزلية، أعمال الرعاية وأعمال خدمة المجتمع والأنشطة التطوعية، ولاحظنا تبني هذا المفهوم في الدراسات والاحصائيات المختلفة التي تقوم بقياس وتقدير قيمة العمل المنزلي غير المدفوع سواء دول متقدمة أو عالم ثالث وعلي رأسها الصين.
إلا ان بيانات المسوح في مصر لاتتطرق إلى أعمال خدمة البيئة والأنشطة الاجتماعية، لذا ونظرًا لغياب البيانات الضرورية عن تلك الأنشطة فمفهوم العمل المنزلي غير المدفوع في هذه الدراسة يقتصر علي أنشطة الخدمة المنزلية وأنشطة الرعاية والتي تشمل إعداد الطعام والشراب، تنظيف وترتيب والعناية بالمنزل، غسيل الأواني، الملابس، جلب المياه، جلب وإعداد الوقود، وإعداد الزبد والجبن لأغراض الاستهلاك المنزلي، رعاية الأطفال، أعمال صيانة المنزل ورعاية أفراد الأسرة المسنين والمرضي.
أى شريحة عمرية للنساء والرجال اعتمدتِ عليها في الدراسة؟
الشريحة العمرية تتراوح فيما بين 15 – أقل من 65 سنة ،وقد تم الاعتماد على المسح التتبعي لسوق العمل في مصر لعام 2012 لاستخراج بيانات استخدام الوقت لهذه الشريحة العمرية التي شكلت عينة بلغ عدد مفرداتها 30.065 الف فرد .
ما مدة العمل التي استغرقتها الدراسة وما الصعوبات التي واجهتك أثناء إعدادها؟
أربعة شهور كانت مدة العمل على الدراسة، ولم تكن هناك صعوبات كبيرة، حتي رفض الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الحصول علي نتائج المسح التتبعي لسوق العمل في مصر لعام 2012، ولكن تمكنت من الحصول علي البيانات من منتدي البحوث الاقتصادية ERF التي أتاحها بسهولة .
هل رصدت الدراسة أي تقبل للرجال للقيام بالأعمال المنزلية؟
طفيف جدًا جدًا يكاد يكون معدوماً، حيث جاءت إجابات المبحوثين في العينة من الرجال والنساء تشير الي الانخفاض الكبير في نسبة الذين اجابوا بنعم من الرجال عند سؤالهم عما اذا كانوا قد قاموا باعمال منزلية خلال الأسبوع السابق، مقارنة بنسبة النساء اللواتى أجبن بالايجاب، وظهرت الفجوة في تقبل القيام بالأعمال المنزلية بين النساء والرجال في كل أنواع العمل المنزلي،إلا أنها كانت أكبر فيما يتعلق بأعمال الخدمة المنزلية مثل”إعداد الطعام وغسيل الأطباق والملاس وتنظيف البيت “، إذ اقتصرت نسبة الذين ردوا بالايجاب علي 4% من الرجال مقابل 88 % من النساء.
وهذا يعود بكل تأكيد للصورة النمطية عن الأعمال التي يجب ان تقوم بها النساء في المجتمعات العربية والشرقية ، بالاضافة ان الدراسة اظهرت الفجوة الكبيرة بين النساء والرجال في تقبل القيام بالاعمال المنزلية فيما يتعلق برعاية الاطفال والمرضي والمسنين داخل الاسرة ،حيث اقتصرت نسبة الذين ردوا بالايجاب من الرجال علي مايتراوح بين 4- 5% مقابل 32% للنساء .
ماذا عن النتائج التي كشفتها الدراسة حول عدد الساعات التي تقضيها النساء في العمل غير المدفوع” المنزلي” مقارنة بالرجال؟
الدراسة توصلت لاستخراج المتوسط المرجح لساعات العمل الأسبوعية للنساء والرجال وكشفت عن فجوة كبيرة بين عدد ساعات العمل المنزلي لكلا الزوجين ،فطبقًا للعينة بلغ عدد ساعات العمل المنزلي الأسبوعية للنساء في مصر 30 ساعة مقابل 4 ساعات للرجال ،وأن أعمال الخدمة المنزلية تستأثر بالجزء الأكبر من وقت النساء المبذول في العمل المنزلي غير المدفوع، وهذا لأن أنشطة الخدمة المنزلية تستأثر بنحو 47% من إجمالي الوقت بواقع 14 ساعة أسبوعيًا مقابل 2.7 ساعة للرجال .
و لكن هذه النتائج تؤكد وجهة نظر البيانات الرسمية بعزوف النساء في مصر عن العمل لرغبتهن في رعاية المنزل؟
قد يتبادر إلى الأذهان أنه نظرًا لانخفاض نسبة المشتغلات من النساء 18 % مقابل 70% من الرجال يعود ذلك لتفضيل النساء البقاء في المنزل، ولكن ماكشفته الدراسة عند سؤال المبحوثات اللائي توقفن عن العمل بأجر عن السبب الرئيسي لعدم استمرارهن، جاء في مقدمة الأسباب رفض الزوج أو الخطيب 44% من الحالات في حين شكلت رعاية الأطفال سببًا لعدم الاستمرار في العمل في 15% فقط من الحالات، وشكل عدم وجود عمل مناسب وأجر مناسب اأ عدم وجود عمل أصلاً سببا للبقاء في المنزل دون عمل نحو 17% من الحالات، وعندما سُئِلن عما إذا كن يرغبن في العودة للعمل يومًا ما ، أجاب اكثر من 60% بالايجاب .
ما تفسيرك لهذه الأرقام التي تكشف حقيقة عزوف النساء عن العمل مقارنة بالاحصائيات الرسمية؟
يؤكد هذا كله على أكذوبة عزوف النساء في مصر عن العمل،ويشير إلى أن القهر الذكوري عبر مؤسسة الزواج هو السبب الرئيسي لعدم استمرارهن في العمل بأجر، فضلاً عن صعوبة العثور علي عمل بأجر مناسب أو حتى أي عمل، خاصة أن التقارير تؤكد أن نسبة البطالة بين النساء تبلغ حوالي 24% مقابل 9% للرجال، وهو الأمر الذي يعكس مشكلات الركود الاقتصادي وظروف العمل غير الملائمة ولاسيما في القطاع الخاص، فضلاً عن التمييز ضد المرأة في فرص العمل.
النساء المشتغلات.. هل يحظين بأي ميزة من تخفيض للوقت الذي يقيضنه في العمل المنزلي غير المدفوع أم لا؟
علي العكس، إذ لايؤدي عمل النساء في السوق بمصر إلى أي تخفيض في أعباء العمل المنزلي، بل تستمر مسئوليتهن عن القيام بتلك الأعمال، ووفقًا للدراسة تعاني النساء في مصر من الظاهرة المعروفة بوردية العمل المزدوجة، وتتمثل في وردتي عمل إحداهما في السوق والثانية في المنزل، لنصل إلى الأرقام المفزعة بأن النساء يعملن في المتوسط 37ساعة عمل في الأسبوع للسوق ونحو 31 ساعة أخرى للمنزل، ويترتب على ذلك أن إجمالي ساعات العمل للنساء المشتغلات يبلغ نحو 68ساعة في الأسبوع مقابل نحو 53 ساعة للرجال، وفي النهاية نحن امام سيدة بهلوان، لاعبة سيرك تقوم بكل الادوار .
ماذا عن التقدير النقدي لقيمة العمل المنزلي غير المدفوع للنساء في الناتج المحلي؟
بدون الخوض في تفاصيل اقتصادية صعبة موضحة بدقة في الدراسة، تراوحت تقديرات قيمة العمل المنزلي للنساء بين 307 مليار جنيه و 455 مليار جنيه بما يمثل على التوالي ما يتراوح بين 20 % و 30% من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية المنتهية لعام 2012،ذلك اعتماداً على بيانات المسح التتبعي لسوق العمل في مصر 2012 وبأخذ المتوسط البسيط لهذين التقديرين يمكن القول بأن مساهمة العمل المنزلي للنساء في مصر تمثل نحو 25 % من الناتج الاجمالي المحلي، وهو يدحض بقوة مقولة انخفاض مساهمة النساء المصريات في النشاط الاقتصادي .
ما أبرز النتائج التي خرجت بها الدراسة وكانت صادمة وغير متوقعة لكِ؟
لم تكن صادمة، بل كان متوقع أن النساء في مصر منهكات، ولكن اندهشت من بعض النتائج، منها أن النساء في الطبقة المتوسطة مطحونات اكثر من الطبقات الفقيرة، نكتشف أن مساعدة الزوجات في المنزل في أعمال الصيانة وكان من المتصور دائمًا أنها تخص الرجال، أثبتت الدراسة التقارب الشديد بين الوقت المبذول من جانب النساء والرجال في مصر فيما يتعلق بأعمال الصيانة في المنزل 19 ساعة في الأسبوع للنساء مقابل 20 ساعة للرجال !!
هل تعتبرين غياب تقدير العمل المنزلي للنساء أحد أشكال العنف الأسري؟
هو يشكل عنف من العقلية الذكورية الرافضة للاعتراف بأن ما تمارسه المرأة في المنزل هو عمل وليس تمضية وقت فراغ،ولكن نحن أمام تغير في كل مجتمعات لعالم ، وأصبحنا أمام مطالب الأمم المتحدة في توفير مثل هذه الاحصائيات والبيانات عن العمل المنزلي غير المدفوع للنساء، وهناك 42% من الدول التي تقدم احصائيات قومية للأمم المتحدة، ويبقي هناك احتمالان للدول الأخرى التي لا تقدم هذه الاحصائيات إما لأنها لا يتوافر لديها هذا النوع من المسوح القومية، او ارتكانها لعقلية ذكورية لا تعترف بهذا العمل المنزلي .
و”مصر” تنتمي إلى أي الدول؟! ولماذا؟
مصر تنتمى إلى البلدان صاحبة العقلية الذكورية لأنها تخاف من يلزمها الاعتراف بذلك العمل المنزلي غير المدفوع بحزمة من التشريعات والتغييرات التي تحفظ حقوق النساء لمساهمتهن في الناتج المحلي لاقتصاد الدولة، ومزيد من حقوق تحصل عليها النساء، وتعزيز مشاركة النساء في صنع القرار، فوقتها ستختلف النظرة لهؤلاء السيدات اللواتى لا يعملن خارج المنزل، ولكن يعملن داخل المنزل، وتصبح لهن حقوق مساوية تمامًا للرجال خارج المنزل .
بعد هذه الدراسة.. بما تطالبين كل رجل وامرأة؟
كلاهما عليه التعرف بشكل حقيقي على أدوار المرأة التي تلعبها، وخاصة المرأة عليها أن تدرك أنها ليست عالة علي أحد، وأنه فى التاريخ البشرى لم يكن ينظر إليها كذلك إلا مع اَواخر القرن 19، عندما بدأ عدم حساب عملها بالمنزل كجزء من الناتج المحلي للدول، إلى أن تم حسم الفكرة عام 2008 مع الأزمة المالية العالمية الاقتصادية، في الدول الراسمالية المتقدمة وبناءً على دراسات أثبتت أن الاقتصاد والناتج ليس فقط مايقدم للسوق ولكن هناك أنواع أخرى من العمل غير المدفوع المنزلي، والذي يجب أن يتم وضعه في الاعتبار لقياس مستوي معيشة المجتمع ووضعها الاقتصادي بصورة صحيحة.
في النهاية كيف يمكن الاستفادة من الدراسة لترجمتها إلى قوانين تحمي النساء المصريات حتى لا تلقي مصير الحفظ بالأدراج؟
الدراسة تعتبر محاولة تحتاج إلى استكمال، فهي أساس موضوعي نحو إعادة توزيع أعباء العمل والحياة لأن كل انسان له الحق في الحصول على العمل والترفيه مثلما يحدث في المجتمعات المختلفة، وهو ما يتطلب اعتراف الأجهزة الاحصائية الرسمية بأهمية العمل المنزلي غير المدفوع والالتزام بتضمين احصائيات النوع الاجتماعي وبيانات الوقت المنفق علي ذلك العمل، فضلاً عن اعداد تقييم دوري شامل للأنشطة المنزلية وإدراجها في حسابات تكميلية لنظام الحسابات القومية علي النحو الذي حددته الأمم المتحدة .
نحتاج أيضًا إلى سن قوانين تحقق المساواة في الأجر عن العمل المتكافيء بين الرجال والنساء في سوق العمل بمصر، والإطلاع على تجارب الدول الأخرى والإسلامية منها مثل ماليزيا والمغرب التي تطبق نظام تقسيم الثروة بين الزوجين حال الانفصال، وهو يعد اعترافاً بأن العمل المنزلي غير المدفوع للمرأة ساهم في تكوين هذه الثروة .
ماذا عن دور الحركات النسوية والمنظمات والأحزاب؟
عليها القيام بالتوعية المجتمعية بدور العمل المنزلي غير المدفوع وأهميته في النشاط الاقتصادي، والضغط لإصدار تشريعات تحمي النساء في سوق العمل وتوفير بيئة عمل صديقة للأسرة فيما يتعلق بإجازات الوضع ورعاية الأطفال، وتفعيل النصوص الدستورية بخصوص عدم التمييز مثل المفوضية العليا لمكافحة التمييز واستحداث اَليات للمتابعة.