الكاتبة الصحفية «فاطمة خير» تكتب: لأنى امرأة.. يحق لى أن أفرح
هل أنا سعيدة اليوم؟
سؤال يبدو غريباً، لكنه يستحق التوقف والتأمل، فكم مرة سألتيه لنفسك؟، هل سألتِ نفسك أصلاً إن كنت سعيدةً أم لا ولو مرة واحدة فى حياتك؟
تبدو السعادة رفاهية لا نقدر عليها فى هذا الزمن الصعب بحق، وتبدو السعادة ترفاً، إن كانت الساعية لها امرأة، لذا يبدو الحديث عن السعادة ضرباً من العبث، فى عالم أصبح البقاء فيه على قيد الحياة فى حد ذاته بطولة.
ولأن السعادة غاية، يصبح فى ظنى التقاعس عن السعى إليها جريمةً فى حق الذات، فما جدوى الحياة لو أننا لا نسعى للفرح؟، صحيح أن المسألة ليست بهذه السهولة، لكن أليس مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة؟، وأليست الطريق نفسها هى التى تحمل السعادة طالما سرنا فيها ونحن نبتغى غايةً ما؟
ما أقصده هنا هو تماماً ما رمى إليه الروائى الرائع “باولو كويلهو” فى روايته العابرة للغات “السيميائى /ساحر الصحراء”، حين اعتبر أن الكنز يكمن فى الرحلة /الطريق، لا الهدف.
كل امرأة ستقرأ هذا الكلام فى نهار يبدأ بمعجزة إيقاظ الأبناء وإرسالهم للمدرسة، وتحضير الفطور للزوج، وتنظيم شؤون المنزل قبل الذهاب للعمل، أو قضاء بقية اليوم فى شؤون المنزل إهداراً للعمر مع سبق الإصرار والترصد؛ كل واحدة ستقرأ كلامى، ستعتقد نوعاً ما بأننى مرفهة، قد أحصل على فطورى وأنا لا أزال فى الفراش، وأن جيشاً من الخدم يتولى شؤون منزلى، وربما أننى لست فى حاجة للعمل للحصول على المال، وها أنا أؤكد أنه ما من شىء من هذا صحيح، سوى أنها أحلام ترقد فى مخيلتى وتداعبنى كل صباح وأنا أقاوم للنهوض مبكراً لألحق بدوامة اختارتها لى الحياة؛ لكنى أسأل نفسي كثيراً: هل أنا سعيدة؟، وبكل صراحة اعترف بأننى فى كل مرة أخشى أن أواجه نفسي بالإجابة، لكنى فخورة للغاية أنه وبرغم المنغصات التى تعترض طريق الحلم الأعظم بـ”الراحة”؛ إلا أن الخيار كان ولا يزال أمامى واضحاً : الإحباط موتٌ حقيقي، والحياة تعبٌ لابد منه.
السعادة اختيار يا سيدتى، السعادة اختيار، ولكل اختيار ثمنه وتبعاته،لكنك قوية بما يكفى لتمارسي اختياراتك، أنتِ قوية بالأساس كونك تتحملين تبعات كونك امرأة، فلما لا تكملين اللعبة لآخرها وتضيفين سعادتك لقائمة مهامك؟!
سيدتى ..فى كل مرة تتألمين فيها لسبب واضح أو خفى، وفى كل مرة تتسائلين عن السعادة بشكلٍ عابر: تذكرى أن مشوار السعادة .. يبدأ بخطوة.