أنا فكرت كتير ممكن اكتب عن ايه وقررت أني أكتب عن تجربة التدريب بتاع بصمة، خلوني أعرفكم عن بصمة الأول
“بصمة” مؤسسة تحت التأسيس لیس لها توجهات سیاسیة أو دینیة تأسست في یولیو٢٠١٢ بجهود شبابیة خالصة في محاولة لبناء وتطوير المجتمع، ومع تغیر الساحة السیاسیة واَلیات صناعة القرار نتوسم الأمل في تحقیق تطلعاتنا بما یحتاجه المجتمع من إصلاح وتقویم ودعم للإیجابیات وأیضًا الوقوف كخط دفاع ضد أي سلبیات تشوه مجتمعنا المصرى.
ورؤية بصمة: نسعي إلى خلق مساحة مجتمعية آمنة دون إقصاء أو تمييز ضد أي فرد وأول مشروع قررنا تنفيذه هو التحرش الجنسي، والفئة المستهدفة هي الشباب سواء رجال أو سيدات من سن ١٨ حتي ٤٠ سنة.
أنا وزملائي المدربين من بصمة بنعمل تدريبات للمجموعات اللي عايزة تناهض التحرش الجنسي في مجتمعها سواء كان مجتمعها ده في الجامعة، الشارع أو الحارة اللي ساكنين فيها…إلخ.
التدريب بيشرح إيه التحرش الجنسي وأزاي ممكن نعمل حملة ضده، حملة لمساندة السيدات والمعتدى عليهن، ومن خلال التدريبات دي بنتعرف على أسباب التحرش؛
عشان نقدر نحل المشكلة من جذورها لازم نعرف الأسباب الجذرية للمشكلة وإيه أسباب انتشار العنف ضد المرأة تحديداً.

ومن هنا في تدريب اسمه “صندوق الجندر” التدريب في منظمات كتيرة بتنفذه زي خريطة التحرش الجنسي في مصر ومنظمات أخرى عالمية.
التدريب أو النشاط بيسمح للمتدربين إنهم يتدخلوا في العادات والتقاليد والمقولات اللي اتربوا عليها من صغرهم واللي على أساسها أصبح عندهم منظور معين للمجتمع.

يتم سؤال البنات والسيدات الحاضرة “إمتى قيل لك متعمليش ده عشان أنتِ ست” وتبدأ المشاركات في الإجابة والإجابات بتكون زى:
* أنا في ميكروباص وواحد اتحرش بيا فلما زعقت وشتمته الناس قالت لي عيب أنتِ بنت وطي صوتك ميصحش
* أنا راكبة تاكسي وكان عايز فلوس أكتر من المفروض وأنا رفضت واتخانقت معاه وسيبته ومشيت، بحكي لأخويا قالي مفيش بنت تتخانق أنتِ تكلميني أنا أنزل وأتخانق أجيبلك حقك.
* أنا نفسي أعمل الدكتوراة بتاعتي برا مصر بس أهلي رفضوا عشان أنا بنت.
* لقيت شغل بس أهلي رفضوا عشان بيخلص متأخر وأنا بنت مينفعش أروح البيت متأخر.
* طلعوني من المدرسة بدري عشان أنا بنت.
وبعدين بنسأل الشباب “إمتى قيل لك إعمل ده عشان تكون رجل” وبيبدأ المشاركين في الإجابة وفيه إجابات زى:
* كنت بكلم خطيبتي في التليفون وقلتلها أني بحبها، أهلي قالولي متعملش كده عشان هاتركبك
* أنا بحب أطبخ لكن أمي قالتلي أنت رجل والرجالة متطبخش ..دي شغلة البنات.
* أبويا قالي الرجل لازم يشتغل شغلانة واتنين عشان يعول أسرته وأن ستات مكانها البيت.
* الرجل هو اللي بيشيل المسئولية
* الرجل لازم يشرب سجاير
وكل الكلام ده بيتكتب داخل مربع (صندوق) وبعدين بنطلب من المشاركين والمشاركات أنهم يكتبوا على ورقة ايه هي أشكال العنف اللي ممكن حد يتعرض لها لما “بيطلع برا الصندوق اللي المجتمع فرضه علينا”
لصندوق الرجل أشكال العنف بتكون معظم الأوقات لفظية زي: مش رجل، خ**، مَرة، ست،بنت، وفي حالات خاصة وقليلة جداً أحد المشاركين يكتب عنف جسدي أو جنسي.
لصندوق المرأة أشكال العنف بتكون لفظية وجسدية زي: تحرش جنسي لفظي، تحرش جنسي جسدي، اغتصاب، اعتداء، هتك عرض، منع من الخروج، منع العمل، الغصب على الزواج، المنع من التعليم، الضرب، وغيرها من أشكال العنف.
هنا لو عملنا مقارنة بين أشكال العنف التى تواجه المرأة وأشكال العنف التى تواجه الرجل هانتوصل إلى أن الست تواجه عنف شديد وظلم كبير.
الظلم والعنف الذي يواجهه الرجل يحدث عند خروج الرجل من الإطار الذي رسمه المجتمع له أما السيدات تواجه العنف سواء التزمت بالإطار الذي رسمه لها المجتمع أو لم تلتزم.
الشتائم والسباب الذي يواجهها الرجل هى توجيه صفات مؤنثة وكأن المرأة شئ عيب وغلط، والسبب هو عدم رؤية المرأة على أنها إنسان كامل له نفس الحقوق والواجبات مثل الرجل، وهو نفس السبب الذى يدفع لاستخدام لفظ حيوان للإهانة.
ولما بنحب نمدح الست بيقولوا لها “ست بميت رجل” وكأن كونها ست ده مش كفاية وأن الرجل هو الإنسان الأمثل والمثال اللي لازم الستات تحتذى به لو كانت عايزة يكون لها قيمة.
يتم أيضاً الضغط علي الرجال حتى يتصرفوا بشكل عنيف ومخيف عشان يكونوا “رجالة” ويتم الضغط على السيدات والبنات بأن يتصرفن بشكل منكسر وضعيف أمام الرجل عشان تكون ست محترمة وأن دي طبيعة الرجل ولايمكن تغييرها، في حين أن كل ده تربية وعادات مكتسبة ليس لها علاقة بالطبيعة البيولوجية التي خلقنا بها.
خريطة التحرش الجنسي عملت بحث لقت أن ٣٢٪ من الرجال اللي عملوا عليهم الدراسة قالوا أنهم مش بيتدخلوا في حالات التحرش الجنسي عشان الموضوع مش كبير وأنها حاجة عادية الستات بتتعرض لها.
التحرش الجنسي جريمة يعاقب عليها القانون ولو كان المتحرش به رجل كانت الدنيا قامت عشان كده في تهديد مباشر على كونه رجل والرجل عامود المجتمع.
أنا مش ضد الرجالة وفي رجالة كتيرة قوي فاهمين أن المجتمع بيميز ضد السيدات وأن كونه رجل بيكون معاه صلاحيات لاتنتهي والمجموعة دي بتستخدم الصلاحيات بتاعتها لمساندة المرأة في نضالها.
وهنا هانقف لحظة.. الرجالة المساندة للسيدات بتخسر كتير من صلاحيتها ومن أصحابها عشان هم واقفين جنب السيدات، ومنهم اللي بيتحط في خانة السيدات وبيواجه عنف زي ما يكون ست لأنه غير جدير بكونه رجل، وأكيد في سيدات كتير بتعزز الوضع الراهن وبتربي أولادها وبناتها علي أنهم دائمًا يكونوا جوه الصندوق وده لأنها خايفة تتطلع برا الصندوق بتاع المجتمع واتعودت على كدا خلاص.
النشاط ده بيساعدنا أننا ندخل جوانا ونكسر المفاهيم الضارة اللي وصلتنا إلى مجتمع غير متساوي فى الحقوق وفي الواجبات، مجتمع بيلوم الضحية ويترك الجاني.
أتمني من الشباب والشابات أنهم يربوا أولادهم وبناتهم على المساواة، العدل، الحب والسلام.
لما الرجل يقول لشريكة حياته أنه بيحبها مش هايقلل من قيمته كرجل والست لما تقف عشان تاخد حقها مش هايقلل من قيمتها كست.

المجتمع لن يتقدم إلا لما نتعلم نحترم بعض كبني آدمين.
أخرجوا برا الصندوق!