وما أحلى العنوسة في زمنٍ أصبح فيه الزواج اضطرار
كان شبح الثلاثين يطاردها منذ بدأت طريق العشرينات
لم يكن شبح الثلاثين في حد ذاته و لكن كان شبح “العنوسة”
قاربت على حمل اللقب بقوة .. و ها هو عيد ميلادها الثلاثين
كعكة في وسط تكشيلة كبيرة من الفطائر .. شمعة على شكل الرقم 3 و أخرى على شكل الرقم صفر ..زينة.. لكنها تطفئ الشمعة وحيدة ..بجانبها فقط صديقة عمرها من جهة .. و والديها من جهة أخرى .. أين اصدقائها ؟؟ كيف يتركوها في هذا اليوم ؟؟
إحداهن أصر زوجها على عدم ذهابها.
الثانية اعتذرت لمرض ابنتها المفاجئ.
الثالثة تعيش الآن في دبي بعد الزواج،وتتقبلعامها الثلاثين وسط رنات الفاسبوك والرسائل القصيرة.
من لديه وقت لمكالمة تهنئة ولو لــ 5 دقائق؟ من سيترك حياته لمثل هذه التفاهة؟!
أصبحت أعياد الميلاد لمن هم 3 سنوات و يس 30.
اقتربت منها صديقتها – التي ارتدت خاتم الخطبة في يدها اليمنى منذ عدة أشهر- تربت على كتفها و كأنها تواسيها فى وحدتها ..أو تشفق عليها لأنها ستكون وحيدة فعليًا السنة المقبلة، فهي تعلم أنها بعد زواجها لن تستطع أن تشارك صديقتها الوحيدة كل شيء “لبيتها حق عليها” مثل كل المتزوجات.
أما والديها الذين قاربا على السبعين ينظرون لها نظرة يشوبها خوف شديد .. فهما في غاية الرهبة، خشية أن يتركوا ابنتهم الوحيدة في متاهة الدنيا بدون سند أو رجل، هي في مجتمع يعلن لقب عانس لمن تعدت الثلاثين .. في مجتمع لا يبارك أو يهنيء قبل أن يتحسر ويشفق .. مجتمع وضع المتزوجة في مكانة أعلى من الفتاة العزباء ..مجتمع يعتبر زواجها دليلًا على جمالها، روحها الحلوة، شخصيتها السلسة، أما بقاء الأخرى لهذا السن هو دليل على قبحها الداخلي، نرجسيتها وغرورها.
مساكين .. لا يعلمون كم مرة رفضت لأنها لم تجد سوى أشباه الرجال وهى تريد أن تتزوج رجلًا، فهي تبحث عن شخص وليس عصا لتتكئ عليها .. تبحث عن رفيق وليس ظل تأنس له،تبحث عن حياة وليس زواج.
ما أحلى العنوسة في زمن أصبح فيه الزواج إضطرار وليس اختيار.