داعش والمرأة …نساء أغلقت عليهن أبواب جهنم
هل أخذك خيالك ذات مرة لصورة تعود للقرون الوسطى، حيث يؤسرك مجموعة ملثمة، ترفع السيوف، وتخيرك بين جسدك أو روحك!
هل تصورت حالة الرعب التى تعيشها بعض النساء ليلاً نهاراً خشية التعرض للخطف والاعتداء الجنسي او البيع فى سوق “الحريم”!
هل خطر ببالك ولو للحظة أن تعودى لزمن الرق والعبودية، تقيدى عنوة ويتناوب عليك أشباه رجال ذقونهم تسكنها الغلظة، قلوبهم كالحجارة وعيونهم لا ترى فيكِ إلا النصف السفلى.
ربما لو كنا فى ظروف طبيعية كان هذا السؤال سيجاب عليه بكلمتين “بالطبع لا “، لكن الواقع الذى نعيشه وخاصة خلال العام الأخير 2014 جعل أغلبنا إن لم يكن جميعنا يجول بخاطرنا كل تلك التخيلات والصور بعد أن أضحت هذه الإنتهاكات مسموعة ومرئية بشكل يومى من قبل ذلك التنظيم الإرهابي المعروف إعلامياً ب ” داعش”.
داعش : تنظيم مسلح يدعو لإقامة الخلافة الاسلامية وتطبيق الشريعة من وجهة نظره والتى تنطلق من نفس منبت أفكار القاعدة وينتشر التنظيم فى دولتى سوريا والعراق، ويتزعمه أبوبكر البغدادى ويفرض سيطرته تحت راية الإسلام بالقوة والدم والتعذيب ويقوم بتمثيل بالجثث والاعتداء على النساء وقتلهن.
دائماً وأبداً المرأة هى من يدفع الثمن مضاعفاً مع كل كارثة، وخاصة التطرف وهذا ما رأيناه جلياً فى دولتى العراق وسوريا بعد أن ضربهما التطرف وعصابات التشدد وعلى رأسهم تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام والمعروف إعلامياً باسم داعش
وهذا التنظيم كغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة لا ترى المرأة سوى”عورة”دورها الوحيد هو خدمة الرجل وتبعيته، وما فعله على مدار العام يدلل على ذلك وأبشع.
حرية الملبس .. حرام فى عرف “داعش” والحرية الشخصية”مفسدة”
فرض تنظيم الدولة الإرهابي نمطاً موحداً لملابس المرأة متمثلاً فى النقاب.
وفى أحد بيانات “داعش” التى أصدرها فى مدينة الموصل بالعراق، أعلن إلزام النساء النزول للشارع بلبس شرعى وهو ( عباءة فضفاضه + الحجاب + نقاب للوجه + قفازات) وألزمهن عدم رفع صوتهن فى الشارع، كما فرض على السيدات ألا يمشين فى وقت متأخر من الليل، و فى حالة خروجها للشارع لابد أن تصاحب أحد محارمها.
كما حرمت نهائياً أن تمشي المرأة إلى جوار أحد ليس من محارمها وأعلنت سلسلة من العقوبات على من يخالفن تلك القوانين.
كما منع”داعش” ارتداء الجينز لكل من الرجل والمرأة وأدوات التزيين للمرأة وأزال كافة الإعلانات الدعائية لصالونات التزيين وخاصة النسائية منها.
وكان تنظيم الدولة قد ذكر فى أحد بياناته معلقاً على القواعد التى فرضها ” هذه القوانين التي وضعناها على الملابس والتبرج ما هي إلا لإنهاء مظاهر الفسوق في البلاد” مضيفة “هذه الإجراءات ليست للحد من حرية المرأة، لكن لمنعها من الوقوع في الحرام”.
سوق السبايا ..داعش تعيده للحياة وتعود بنا لزمن العبودية!
في مشهد صادم للبشرية، أُغرِقَت شبكات التواصل الإجتماعى بفديوهات وصور لتنظيم داعش الارهابي وهو يعيد للحياة سوق الرقيق “النخاسة” يبيع فيه النساء اللواتى وقعن تحت أسره، ليرى العالم كيف تباع النساء بأبخس الأثمان ويبدأ سعر المرأة من 100 دولار إلى 150 دولار وخلال فترة قصيرة ارتفع ثمن الجارية من 150- 1000 دولار.
هذا فضلاً عن بيع الفتيات اللاتى لا يملكن من الجمال إلا قدر محدود، وينتمين للطوائف والديانات الأخرى كملكات يمين، بينما أشباه الرجال ممن نصبوا أنفسهم أمراء فى هذا التنظيم يحتفظون بالفتيات الجميلات لانفسهم ويوزعونهن فيما بينهم.
عودة الختان ومنع ذهاب النساء إلى “أطباء رجال”
أمر تنظيم “الدولة ” عبر بياناً أصدره على الوسائط الإلكترونية، بإجراء الختان لكل الفتيات والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 و46 عاماً في الموصل بالعراق.
إلا أن المنظمات الدولية نقلت أن الإجراء سيشمل النساء في كل المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيم والتي تمتد من محافظة نينوى في العراق إلى محافظة الرقة في سوريا، أى ختان اكثر من 7 مليون فتاة مع العلم أن دولة مثل العراق كانت من الدول التى لا تنتشر فيها ممارسة ختان الإناث إلا على إستحياء فى مناطق معزولة .
من ناحية أخرى، أفتى “داعش” بعدم جواز جلوس الفتيات على الكرسى ومنع النساء من زيارة أى طبيب (ذكر).
صدق أو لا تصدق: سوريا فى القرن ال21 تشهد رجم امرأة بتهمة الزنا
ونجد أيضاً مقطع فيديو لفتاة ترجم على إثر اتهامها بالزنا فى ريف حماة بسوريا، فى إستعراض واضح ومتعجرف للقوة وبهدف تخويف الجميع، وإثبات قدرة التنظيم على الإتهام بالزنا دون قضاء ولكن وفقاً للهوى ، ويرصد فيديو اَخر واقعة رجم ثمانى فتيات تحت مسمى الزنا، رغم أن شهود العيان رووا أنهن كن يساعدن مجموعة مسلحة أخرى ضد داعش .
وتم قتل الكثير من السيدات ممن يساعدن أى مجموعات أخرى ضد “داعش” كما حدث لطبيبة أسنان كانت تداوى جراح المرضى فأقدم التنظيم على قطع رقبتها فى ميدان عام وقتلوا أيضاً سيدتين مرشحتين للمجالس النيابية .
والعديد من الاكراد تعرضن للإبادة رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً، كما خصص “داعش” سجوناً للنساء سواء لتعذيبهن أو بيعهن .
جهاد النكاح.. أمر واجب النفاذ وإلا الموت
أرغم تنظيم “الدولة” كثير ممن وقعن فى قبضتهن من غير المتزوجات سواء كن عذروات أو مطلقات أو أرامل للمشاركة فى جهاد النكاح ومن ترفض أو يرفض أهلها يوقع عليهم عقاباً شديد .
جهاد النكاح : هو فتوى مجهولة المصدر تدعوا الفتيات للتوجه للزواج من المجاهدين شفاهية حتى تمتع المقاتلين وتشجعهم قبل المعركة ويكون الزواج لساعات قليلة وذلك للترفيه عن المجاهدين .
والكثير من علماء الدين أكدوا أن هذه الفتوى “تضليل وكذب” ولا يوجد مصدر لها .
ومازالت تنتشر هذه الفتوى بكثرة فى نظاق سوريا والعراق وبعض الفتيات من مختلف الجنسيات يستجبن لها إعتقاداً منهن أنهن يجاهدن فى سبيل الله
الأيزيديات.. يتحولن إلى جوارى جنس من قبل عناصر التنظيم
خير تنظيم “داعش” النساء والفتيات من الطائفة الأيزيدية، اللواتى اتخذتهن سبايا بين اعتناق الاسلام والزواج أو الاغتصاب على أساس يومي من عناصر التنظيم .
مما دفع الكثيرات من اللواتى تعرضن للإغتصاب إلى اللجوء للإنتحار من فرط الإعتداء الجنسي والجسدى الذى يتعرضن له بشكل يومى، وقد يصل لعشرات المرات يومياً وهذا وفق تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية ، إضافة للجوء أخريات إلى الإنتحار بمجرد أسرهن علماً منهن بالمصير المحتوم مع الإغتصاب.
وعلى صعيد متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة في العراق والشام أو “داعش” قام ببيع نحو 300 فتاة من بنات الطائفة الأيزيدية مقابل مبلغ ألف دولار للفتاة الواحدة.
وأقر التنظيم فى مجلته “دابق” أنه منح النساء والأطفال الأيزيديين الذين أسرهم في شمال العراق إلى مقاتليه كغنائم حرب، مفتخراً بإحيائه العبودية.
داعش..المسيحيات مستباحات أيضًا
كانت أبرز مشاهد عنف تنظيم “الدولة” ضد المسيحيات، ما ظهر فى فيديو انتشر على موقع “اليوتيوب” ويعرض خلاله مشهداً لعدد من أنصار التنظيم يذبحون أربع سيدات مسيحيات في العراق، بعد تجريدهن من ملابسهن.
وفى العراق أيضاً وتحديداً فى محافظة نينوى، أصدر “داعش” تعليمات بإلغاء تعيينات النساء المسيحيات العاملات في المؤسسات الحكومية في المحافظة.
“الزوراء” مؤسسة داعشية تحصر دور المرأة فى الجهاد والطبخ وخدمة الإرهابيين
وفى سابقة من نوعها أسس تنظيم داعش مؤسسة “الزوراء” لتعليم النساء الجهاد والتدريب على القتال وكيفية تضميد الجراح فى الحروب والطبخ للمجاهدين والتنظيف وتعليمهن كيف يصبحن زوجات للمجاهدين، ويتولى تدريب النساء، أخريات هن جزء من التنظيم منذ فترة.
وقد لاقت هذه المؤسسة ترحاب من قطاع ليس بالقليل من الفتيات إما خوفاً وفزعاً من تنظيم الدولة أو بسبب الفقر وضيق الحال .
الزوراء: هو اسم من اسماء مدينة بغداد العاصمة العراقية