«أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة» فيلم يروي قصة أصغر مطلقة فى العالم ..لعل الفن يغير ما لا تغيره القوانين
تأتى اليمن ضمن قائمة الدول العشرين الأعلى فى معدلات زواج القاصرات، و تعد الأولى عربيًا فى معدلات تفشي هذه الكارثة.
قصص الصغيرات اليمنيات اللواتى عانين الأمرين مع هذا الاغتصاب تحت الغطاء “الشرعى” كثيرة، كم من قصة مكتوبة بالأسى والاَلم فى كتاب عنوانه تزويج البنات جبرًا فتيات صغيرات سرقت منهن الطفولة واغتصبت الأحلام على فراش الشهوة الحيوانية.
اليمنيات الصغيرات يموت بينهن ثماني يوميًا بسبب الزواج والحمل المبكر، فتخيل أن بنات يفقدن أعمارهن فقط لأن القدر اختار لهن أن يكن يمنيات فقيرات ينتمين لمجتمع ذكورى لا يرى المرأة إلا وعاء لإفراغ الشهوات.
أبرز قصص الاَلم، كانت قصة الطفلة “نجود على” التى لم تكن قد تجاوزت ال10 سنوات، ومع ذلك أجُبِرَت على الزواج من رجل يكبرها بأكثر من 20 عامًا بسبب الفقر والجهل وأحكام المجتمع الرعوى.
قضت “نجود” شهرين من العذاب النفسي والجسدى والجنسي، منذ ليلة الزفاف واغتصابها من قبل من تزوجها علمًا بأنها لم تكن قد تعدت مرحلة الطفولة، فضلاً عن إجبارها يوميًا على القيام بأعمال شاقة وصولًا لتعرضها للضرب والإهانة.
فاض بــ”نجود” الكيل بعد شهرين، ولم تعد تطيق الحياة مع ذلك الشخص، فقررت الهروب من هذا الجحيم وبالفعل فعلت، ومن ثم لجأت إلى المحكمة تطلب الطلاق بعد أن تعرض لها زوجها بالضرب والتعذيب.
بعد فترة وجيزة، تحولت قضيتها إلى قضية رأى عام، لفتت الأنظار داخل اليمن وخارجها إلى تجربتها التعيسة، وتعدت قصتها كل الحدود وأضحت حديث العالم.
وبعد مغامرات داخل المحاكم، تمكنت “نجود” بمساعدة محامية ومدافعة عن حقوق المرأة تدعى “شذا ناصر” من الحصول على حكم من المحكمة بالطلاق يضمن لها عودتها لبيت والدها، وعند هذه النقطة أصبحت “نجود” أصغر فتاة مطلقة فى العالم.
صارت “نجود” فيما بعد رمزًا لمحاربة زواج القاصرات واتخذت من تجربتها وقودًا لكتابة سيرتها الذاتية لتكون أمام العالم دليلًا من قلب الواقع اليمنى على معاناة الفتيات فى مجتمع يقتل بناته باسم الأعراف.
ما سردناه من تفاصيل عن قصة “نجود” أصغر مطلقة فى العالم، هو أحداث فيلم سينمائي يحمل نفس عنوان سيرتها الذاتية “أنا نجود بنت العاشرة ومطلقة” تخرجه المخرجة اليمنية “خديجة السلامى”، بعد أن فازت بمنحة صندوق التمويل السينمائي (سند) التى أطلقها مهرجان أبو ظبي السينمائي عام 2010.
الفيلم يعد أول فيلم روائي طويل لخديجة السلامي، وإلى جانب هذا الانجاز تم إختيار الفيلم ضمن قائمة الأفلام المتنافسة على جوائز المهر للأفلام الطويلة ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي 2014، وهذا انجاز فى صالح سينما المرأة وانجاز اَخر لإيصال صوت إحدى ضحايا هذه الكارثة الإنسانية التى يموت بسببها اليمنيات الصغيرات بلا ذنب ويضيع مستقبل الكثيرات منهن دون أن يأبه أحد.
يذكر أن “خديجة السلامى”، مخرجة الفيلم، أكدت أنها اختارت شخصية “نجود” لتكون الشخصية المحورية بفيلمها لأنها البنت اليمنية الوحيدة تقريبًا التى خرجت عن العادات والتقاليد وذهبت للمحكمة دون خوف وحصلت فعليًا على حكم بالطلاق.