انطلقت يوم الأربعاء الماضي فعاليات الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بمقره الجديد على أرض مركز مصر للمعارض الدولية في منطقة التجمع الخامس، والتي من المزمع أن تستمر حتى يوم الثلاثاء الموافق 5 فبراير المقبل، في ظل أجواء احتفالية باليوبيل الذهبي لأقدم وأكبر معرض كتاب في المنطقة وثاني أكبر معارض الكتب في العالم بعد معرض فرانكفورت الألماني، بالنظر إلى أعداد كل من الناشرين والزائرين.

وتحظى هذه الدورة بمشاركة أكثر من 1200 دار نشر، وينقسم المعرض إلى أربع صالات رئيسة، وتضم كل صالة ثلاث أقسام «A,B,C»، وتتركز دور النشر المصرية والعربية في كل من  صالة 1 و2، بينما تجتمع المؤسسات الصحافية ومؤسسات الدولة إلى جانب الدول المشاركة في صالة 3 وهي الرئيسة في المعرض، وتستضيف صالة 4 جناح الأزهر الشريف.

 ويأتي من بين أهم ما يميز هذه النسخة، اختيار الكاتبة سهير القلماوي لتكون إحدى شخصيتي المعرض هذا العام، إلى جانب وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة، الذي تولى حقيبة الثقافة في أكثر من حكومة إبان عهد الرئيس جمال عبد الناصر.

علاوة على أن القلماوي هي صاحبة فكرة تدشين معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكانت أول من أشرف عليه في العام 1969. فإن اختيارها يعد تكريمًا لرائدة في المجالين الثقافي والأكاديمي، ولناشطة بارزة في الحِراك النسوي المصري، إذ كانت واحدة من بين خمس هن أول فتيات التحقن بالجامعة المصرية في العام 1929، كما أنها أول مصرية تحصل على درجة الماجستير ومن ثم الدكتوراه في جامعة القاهرة ، وهي أول امرأة تتقلد منصب رئيس قسم اللغة العربية بكلية الاَداب في جامعة القاهرة.

قدمت القلماوي عددًا من المؤلفات، من بينها: «أحاديث جدتي»، ودراسة عن «ألف ليلة وليلة» اللتين قدمهما الأديب طه حسين، كما صدر لها «غربت الشمس»، و«الشياطين تلهو»، و«العالم بين دفتي كتاب»، و«ذكرى طه حسين».

فضلًا عن ذلك، خاضت القلماوي غمار السياسة من خلال البرلمان المصري، حيث نالت عضويته في العام 1958، ثم في دورة العام 1979 ومن بعدها دورة العام 1984.

ويعود إليها الفضل في تأسيس معرض القاهرة الدولي للكتاب، بعد حزمة من الإجراءات اتخذتها لتطوير مؤسسة التأليف والنشر (الهيئة المصرية العامة للكتاب حاليًا) عندما كانت رئيسة لها، ومن بينها توسيع نشاط المؤسسة بإقامة معرض للكتب، اختص بتنظيمه حينذاك 150 موظفًا من موظفي المؤسسة.

وينظم المعرض ندوتين احتفاءً بالقلماوي، الأولى أقيمت اليوم الجمعة، في قاعة شخصية المعرض، تحت عنوان «سهير القلماوي والحركة النسوية»، بمشاركة السفيرة ميرفت تلاوى، ومي التلمسانى، وأحلام أبو نوارة، وبإدارة من الدكتور صلاح فضل. أما الندوة الثانية، تنعقد يوم الأحد المقبل، الموافق 27 يناير الجاري في القاعة نفسها، وتحمل عنوان «سهير القلماوي ناقدةً وأديبة»، ومن المقرر أن يتحدث خلالها الدكتور جابر عصفور، وسلوى بكر، وخيري دومة، ويدير الحوار الكاتب يوسف القعيد.

من قلب المعرض الذي يحتفل بعامه الخمسين، رافعًا اسم واحدة من أبرز الرائدات المصريات، نقدم لكم ترشيحاتنا المختصرة لعدد من العناوين التي تعرضها دور النشر ضمن أحدث إصداراتها، بعضها يحمل بين طياته رؤى نسوية، وأخرى تقدم قراءات للواقع الاجتماعي في ظل استمرار الهيمنة الذكورية على الثقافة المصرية والعربية.

صورة أرشيفية – معرض القاهرة الدولي للكتاب

كتاب «ن النسوية»

وهو أحدث مؤلفات الدكتورة هبة شريف، وهي أكاديمية ومتخصصة في الأدب المقارن والأدب الناطق بالألمانية، وصدر الكتاب عن دار العربي للنشر التي سبق أن تعاونت مع الكاتبة نفسها من خلال كتاب «ديني ودين الناس»  في العام 2017.

وبحسب دار العربي للنشر، فإن «ن النسوية» يطرح على غرار كتاب شريف السابق، أفكارًا لتحاور بشأن الحركة النسوية وحقوق المرأة، وهو محاولة لمناقشة أفكار التحرر النسوي في العصر الحالي، استنادًا إلى كتب مهمة فى مجال الحركة النسوية، بطريقة تشرح الأفكار عن طريق أمثلة من المنتجات الثقافية الجماهيرية.

وتوّصف دار العربي لنشر الكتاب بأنه محاولة واجتهاد لمناقشة فرضيات التحرر النسوي، والكشف عن مدى الاستغلال الذى تعرضت له الحركات النسوية من قبل النظام الرأسمالي حتى تحولت إلى نقيض التحرر، وهو ما تحاول المؤلفة البحث فيه. وتوضح دار النشر أن شريف تبحث في مدى مصداقية هذه الأفكار في المجتمعات خارج المركز الأوروبي، مع التركيز على المجتمع المصري ومنتجاته الثقافية.

«ملاذ»

صدرت هذه الرواية لكاتبتها رجاء عبد الهادي، عن الدار العربية للعلوم «ناشرون»، في العاصمة اللبنانية بيروت.  وتشير نبذة الناشر عن الرواية إلى أن موضوعها هو وعي المرأة باضطهادها كـأنثى ضعيفة وتابعة، وثورتها على اضطهادها كجنسٍ من قبل الجنس الآخر وهو الذكر، ومحاولة البحث عن ذاتها خارج حدود المكان والزمان، بحثًا عن أحلام ضائعة وحقيقة هاربة تسعى إلى الإمساك بها خوفًا من إفلاتها.

وفي النبذة أيضًا «وهذا الخوف ينبثق من قلق السؤال الاستفهامي: من نحن؟ هل حقًا نحن أحرار؟ وهل يملك البشر إرادة حرة؟ هل صحيح أن الإنسان يختار قدره بنفسه؟، وغيرها من أسئلة، لتأتي الإجابة الأكثر غرابة عن طريق آنجيلا بطلة هذه الرواية التي تبدأ بسرد حياة لم تستطع أن تنلها بكاملها. لقد كانت تشبه الحياة.»

ويضيف الناشر في إطار التعريف ببعض ملامح الرواية «بطلة الرواية  آنجيلا امرأة مثقفة، مختلفة، تحمل قلق السؤال عن كل ما يدور حولها في هذا العالم الواسع، نشأت في بيئة تقليدية، تعرضت للتعنيف بسبب أفكارها، ما يشقيها هو وعيها، هي تدرك أن الأسئلة وحدها لا تجعل من الإنسان شقيًا، بل أن تكون الأجوبة مغيبة.»

«كشفت وجهها: حياة هدى شعراوي أول ناشطة نسائية مصرية»

أصدر المركز القومي للترجمة، الطبعة العربية لكتاب «Casting Off the Veil: The Life of Huda Shaarawi, Egypt’s First Feminist »، التي تحمل عنوان «وكشفت وجهها: حياة هدى شعراوي أول ناشطة نسائية مصرية»، وهو من تأليف حفيدتها سنية شعراوي، وترجمة نشوى الأزهري، وراجعه وقدمه الدكتور طارق النعمان، أستاذ البلاغة والنقد الأدبى بكلية الآداب في جامعة القاهرة.

ويوثق الكتاب محطات مختلفة في حياة هدى شعراوي، إحدى أبرز الناشطات المصريات في المجالين النسوي والسياسي، وهي واحدة من أبرز الوجوه النسائية التي قادت مظاهرات ثورة 1919، فضلًا عن أنها مؤسسة الاتحاد النسائي المصري في العام 1923، الذي تذكره المراجع التاريخية باعتباره أول تجمع نسوي فعّلي وباكورة الكيانات النسوية المنظمة في مصر والعالم العربي.

هدى شعراوي

الكتاب من تأليف سنية شعراوي حفيدة هدى شعراوي، وهي مترجمة فورية حرة ،عملت لدى العديد من المنظمات الدولية والعربية والاقليمية، من بينها مكتبة الإسكندرية واليونسكو ومنظمة الصحة العالمية. أما المترجمة نشوى إيهاب الأزهري ،فهي خريجة قسم اللغة الفرنسية بجامعة القاهرة،وحاصلة على دبلوم الترجمة التحريرية في جامعة القاهرة ،وتشغل منصب رئيس قسم الترجمة في جامعة الدول العربية.

«نسوة منتقبات»

أصدر المركز القومي للترجمة، النسخة العربية لرواية «Veiled Women»  التي تأتي باسم «نسوة منتقبات»، من  تأليف البريطاني مارمادوك بكتال (1875-1936)، ومترجمها سمير محفوظ بشير.

ويقول المؤلف في مقدمة الكتاب: « تحكي هذه الرواية عن مصر مختلفة تمامًا عن مصر التي نعرفها. أيام إسماعيل باشا وبعده أحمد عرابي.  مصر التي كان يتصدر حكامها وبشواتها وأثرياءها رجال من أصول تركية. مصر التي تحفل بالجواري والطواشي الخصيان، والعبيد، ومعظم نسوة المدن يضعن البرقع الأبيض على وجوههن.»

صدرت هذه الرواية لأول مرة في العام 1913، وهذه هي الترجمة العربية الأولى لها. وبحسب اَراء ومراجعات فإن هذه الرواية تعد توثيقًا لواقع المرأة في هذا العصر، من خلال قصة فتاة إنجليزية تتزوج برجل مصري مسلم فتتحول حياتها من الحرية إلى الحبس، ليطرح الكتاب تساؤلاته بشأن حياة الإنسان خلف الجدران أو من وراء الحجاب.

«الفتاة الأخيرة»

أصدرت دار التنوير للطباعة والنشر، الترجمة العربية لكتاب «Last Girl» تحت عنوان «الفتاة الأخيرة: قصتي مع الأسر ومعركتي ضد تنظيم داعش»، وهو المذكرات الخاصة بالناشطة الإيزيدية نادية مراد، الحاصة على جائزة نوبل للسلام للعام 2018.

نادية مراد

الكتاب ترجمته إلى العربية نادين نصر الله، وصدرت نسخته الإنجليزية الأولى في العام 2017، عن دار بنجوين هاووس (Penguin House) البريطانية، ويرافق الكتاب مقدمة بقلم المحامية والناشطة الحقوقية أمل علم الدين (أمل كلوني).

تروي مراد كيف وقعت في الأسر، وتعرضت للاستعباد الجنسي من قبل تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، والمعروف إعلاميًا باسم داعش، في صيف العام 2014، عندما هاجموا بلدة كوجو العراقية حيث تعيش وأسرتها، وقتل المسلحون وقتها كثيرون في مجزرة دموية ما زالت تذكر وحشيتها، واختطفوا نساء إيزيديات كانت هي من بينهن، لتظل في قبضتهم ثلاثة أشهر حتى تتمكن من الهروب، وتبدأ بعد ذلك نشاطها الدولي ضد جرائم هذا التنظيم ضد النساء عامة والإيزيديات خاصة.

في زيارتكم إلى المعرض، ستجدون هذه الكتب التي صدرت في أوقات سابقة، لكن يظل اقتناؤها شيئًا نرجحه: «صورة المرأة في العصور القديمة» يشترك في تأليفه إفريل كاميرون وإميلى كوهرن (صادر عن المركز القومي للترجمة)، و«الختان والعنف ضد المرأة» لخالد منتصر (صادر عن دار بتانة)، و«النسوية وحقوق المرأة حول العالم – الكتاب الأول: الإرث والأدوار والقضايا» بقلم ميشيل أ. بالودى، ومن ترجمة خالد كسروي (صادر عن المركز القومي للترجمة)، و«لمحات من رحلة المرأة المصرية» للدكتور طارق علي حسن (صادر عن دار العين للنشر)، و«مي: ليالي إيزيس كوبيا»  للروائي الجزائري واسيني الأعرج، (صادر عن دار الاَداب للنشر).