انطلقت في الـ25 من نوفمبر الجاري حملة الـ16 يومًا الدولية من النضال لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بالتزامن مع اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة وتنتهي الحملة في الـ10 من ديسمبر الذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

وتنطلق الحملة سنويًا كاستراتيجية تنظيمية من قبل نشطاء ومنظمات في مختلف دول العالم، للدفع إلى منع العنف ضد النساء والقضاء عليه. ويقف وراء إطلاق حملة الـ16 يومًا مركز القيادة العالمية للمرأة  بجامعة روتجرز، المعروفة باسم جامعة نيوجيرسي الأمريكية، وذلك في يونيو من العام 1991.

وتشهد حملة هذا العام نشاطاً ملحوظًا في مصر من جانب المؤسسات والمجموعات النسوية، وإن كان أغلبه عبر الفضاء الإلكتروني وتتكدس أغلب فعالياته على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدً فيسبوك، وقليل منها يجري على الأرض.

في السطور التالية نستعرض جانبًا من هذا النشاط:

أطلق مركز «تدوين لأبحاث النوع الاجتماعي» حملة بعنوان «قتلهم التحرش»، وقد أعلن المركز أن الحملة تأتي لجذب انتباه صناع السياسات ومتخذي القرار في مصر إلى خطورة تفشي واستمرار جرائم التحرش الجنسي ضد النساء والفتيات في المجالين العام والخاص على حد سواء. وذكر البيان الرسمي لإطلاق الحملة أن «تدوين» يرمي من خلالها إلى التعمق في أسباب ودوافع انتشار جرائم التحرش، والوقوف على دوافع مرتكبي هذه الجرائم التي تصل إلى حد القتل.

وفي السياق ذاته، يعقد المركز يوم السبت الموافق الأول من ديسمبر مائدةً مستديرة بعنوان «بيئة عمل اَمنة للصحافيين»، يشارك فيها عدد من الإعلاميين ومنهم؛ الإعلامية بثينة كامل، والصحافية هانيا مهيب، وأحمد مصطفى مدير تحرير اليوم السابع، وسمير عمر مدير مكتب سكاي نيوز العربية في القاهرة.

ويهدف «تدوين» من خلال هذه المائدة إلى الوصول لصيغة نهائية لحزمة من السياسات، تتبناها الوسائل الإعلامية لضمان بيئة عمل آمنة وخالية من العنف الجنسي تجاه النساء العاملات في هذا المجال.

أما مؤسسة «نظرة للدراسات النسوية» فقد أطلقت حملة بعنوان «بدون وجه حق» تسلط الضوء على العنف المبني على النوع الاجتماعي، الذي تتعرض له الصحافيات والمحاميات في مصر في ظل غياب آليات الحماية، وبحسب بيان «نظرة» الصادر في الـ25 من نوفمبر للإعلان عن انطلاق الحملة، فإن اختيار هذه القضية تحديدًا يأتي في إطار تركيز حملة الــ16 يومًا الدولية على مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي في أماكن العمل.

تنشر حملة «بدون وجه حق» عبر موقع المؤسسة الإلكتروني وصفحاتها الاجتماعية، تعريفات لأشكال العنف الذي تتعرض لها المحاميات والصحافيات، واقتراح تدابير للحماية سواء عن طريق تبني السياسات داخل النقابات أو تعديل التشريعات من خلال مقالات رأي  ومقاطع مصورة لصحافيات ومحاميات يتحدثن فيها عن تجاربهن الشخصية، فضلًا عن قصص مصورة (كوميكس).

الاغتصاب الزوجي هو موضوع الحملة التي أطلقتها مؤسسة «قضايا المرأة المصرية»، وقد اختارت لها عنوان «مش بالعافية» وقد أوضحت المؤسسة في البيان التأسيسي للحملة أن السبب وراء اختيار هذه القضية تحديدًا، لتكون محور نشاطها خلال الـ16 يومًا هو ما تبين للمؤسسة من خلال عملها في تقديم خدمات الدعم والمساندة، إذ كشفت شكاوى العديد من النساء أنهن يتعرضن للعنف الجنسي من الزوج ، وكثيرًا ما تخجل النساء من الإفصاح عن أن هذا هو السبب وراء رغبتهن في الانفصال أو اللجوء لدعاوى الخلع، مما يؤدي بهن إلى القبول بالمساومات والتنازلات مقابل التحرر من هذا الزواج حتى يتخلصن من العنف، وبحسب المؤسسة فإن هذه الضغوط تدفع في بعض الأحيان إلى التفكير في الانتحار، خاصةً إن لم تستطع المرأة الحصول على الطلاق من الزوج المغتصب.

وفي إطار الحملة، تنشر المؤسسة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قصصًا واقعية لنساء تعرضن للاغتصاب الزوجي، وتحليلات نفسية واجتماعية للاَثار المترتبة على هذا الشكل من العنف، بالإضافة إلى تعريفات برؤية الشرائع السماوية للعلاقة بين الزوجين جنبًا إلى جنب مع التعريف بالرؤية القانونية لتوفير الحماية للنساء.

«مش هعديها» هو عنوان الحملة التي أطلقتها مؤسسة «المرأة الجديدة» بالتعاون والشراكة مع هيئة «بلان الدولية» في مصر والمجلس القومي للسكان ووزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم والاتحاد النوعي لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل، وقد اختارت الجهات للحملة شعار «العنف مش عادي.. مش هعديها المرة دي»، وقد دعت «المرأة الجديدة» متابعي صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي للتدوين والكتابة رفضًا للعنف ضد المرأة، وإرسال القصص التي توثق تعرّض النساء للعنف ومقاومتهن له.

وفي إطار الحملة أيضًا، تنظم مؤسستا «المرأة الجديدة» و«بلان الدولية» ثلاثة تدريبات تتناول قضية العنف ضد المرأة واَليات التعامل معها، أحدها يستهدف الصحافيين واَخر موجه للمحاميين والأخير للعاملين بمنظمات المجتمع المدني.

أما مؤسسة «خريطة التحرش الجنسي» فقد قررت التعاون مع مشروع «بصي» من خلال حملة «بعد إذني» التي تركز على التعريف والتوعية بماهية الموافقة في العلاقات وأهميتها في تحديد الأفعال التي تعد تحرشًا أو عنفًا جنسيًا، وفي هذا السياق أعلنت الجهتان عن تخصيص استمارة إلكترونية لاستقبال قصص الإناث والرجال في هذا الصدد، على أن ينشرها «بصي» خلال الـ16 يومًا الدولية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.

أما رابطة المجموعات النسوية التي تضم ست مجموعات نسوية في محافظات مختلفة، فقد أعلنت إطلاق حملة بعنوان «حضور وانصراف»،تركز على العنف ضد النساء في أماكن العمل، متمثلًا في التحرش الجنسي، والتمييز في الأجور، والتستر على الانتهاكات بحقهن، وغيرها.

ويتوزع نشاط الحملة الإلكتروني على نشر استمارات لتوثيق وقائع العنف داخل أماكن العمل، وشهادات لناجيات منه عبر صفحتها على موقع فيسبوك، بالإضافة إلى عدد من المقالات تكتبها ناشطات نسويات.