«إيمان مرسال» تناقش كتابها «عن الأمومة وأشباحها» في جوته .. وتكشف كيف رأت «الأم» في المتن الثقافي العام؟
استضاف معهد جوته في مقره بحي الدقي في القاهرة، يوم السبت الموافق 10 نوفمبر الجاري، الشاعرة إيمان مرسال في إطار فعاليات “تشويش” التي انعقدت في الفترة من 6 إلى 12 من الشهر نفسه، بهدف خلق نقطة التقاء تجتمع فيها شخصيات تحمل أفكارًا نسوية مختلفة من المنطقة العربية وأوروبا، من أجل التحاور والتشبيك وتبادل المعرفة والخبرات النسوية.
إيمان مرسال شاعرة وأكاديميّة ومترجمة مصريّة، تشغل منصب أستاذ مساعد اللغة والأدب العربي في جامعة ألبرتا بكندا. سبق وصدر لها خمس مجموعات شعرية ونُشِرت ترجمات لقصائدها بالإنجليزية في عدد من المطبوعات الغربية، كما تُرجِمت مختارات من أعمالها إلى أكثر من ٢٢ لغة.
جاءت مرسال من كندا حيث إقامتها إلى القاهرة للمشاركة في هذا اللقاء، الذي يناقش محتوى كتابها العربي الرابع “كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحه” الذي صدر في فبراير من العام 2017، عبر تعاون مشترك بين “كيف تـ” ومؤسسة “مفردات”، ويضم أربعة فصول تحاول سبر أغوار الأمومة والولوغ إلى مساحات غير معتادة في الكتابة عن هذه المشاعر، وقد عنونت الفصل الأول بــ”عن الأمومة والعنف”، والفصل الثاني “الأمومة والفوتوغرافيا”، والفصل الثالث “اليوميات “، والفصل الأخير “كيف تمشي في طريق الحداد؟”
وقد أشارت مرسال إلى أن الكتاب يأتي نتيجة قراءات عديدة، من بينها كتاب “الأم المخفية” للإيطالية ليندا فيريني، وهو كتاب قائم على توثيق صور خلال القرن التاسع عشر ترصد ظاهرة الأم المخفية، حيث تضع الأم الطفل في حجرها وتغطي نفسها بغطاء ما أمام عدسة الكاميرا، وهو ما اعتبرته مرسال مجازًا لوجود الأم في الأرشيف الثقافي العام، قائلة “الأم غير مرئية وشبح في هذا الأرشيف، ومجرد شخص عابر.”
في الفصل الأول المعنون بــ”الأمومة والعنف” تتناول مرسال ما وصفته بالفراغ الكبير في الكتابات النسوية، فيما يتعلق بالتجارب الشخصية في سياق الأمومة. وعن ذلك قالت خلال الجلسة “لم أجد في المتن الثقافي العام بما فيه الكتابات النسوية ما يعبر عن تجربتي الشخصية”، واصفة كتاب “كيف تلتئم” بالمعبر عن الأمومة المُنهِكة التي يصعب القراءة عنها في الكتابات النسوية.
وفي إجابتها عن سؤال بشأن العلاقة بين النسوية والأمومة والنقد الموجه للزواج والأمومة من جانب بعض الحركات النسوية، قالت مرسال إن مزيجًا من السرد الشخصي عن الأمومة من سيدات لديهن أفكار نسوية وليس مجرد شكاوى من أمهات، سيزيل هذه الإشكالية مؤكدةً أن الخطابات المستقرة عادةً ما تؤدي هذه المهمة.
في الفصل الثالث الذي يحمل اسم “اليوميات” تتناول مرسال تجربتها مع طفلها الثاني الذي يعاني من اضطراب المزاج ثنائي القطب، وقد كتبت الفصل في هيئة نصوص يومية بين سبتمبر من العام 2006 وحتى يونيو من العام 2016، ومن خلاله تسرد قصصها مع طفلها من خلال أحداث واقعية ممزوجة بأحلام ومشاعر متباينة.
وردًا عن سؤال من إحدى الحاضرات عن ما استخلصته من هذه التجربة وتعتقد أن الأمهات اللاتي يعشن التجربة نفسها يتعين عليهن إدراكه، قالت إن شعور الأم بالمسؤولية عن إصابة ابنها بهذا النوع من الاضطراب النفسي من الأمور التي قد تفسد العلاقة بينهما وتزيد الأمر تعقيدًا، مشيرةً إلى أنه على الرغم من أن العامل الوراثي من العوامل المسببة للإصابة به فهذا ليس سببًا للشعور بالذنب، وأكدت أن المهم هو فهم ما يجول بخاطر المصاب بالاضطراب ثنائي القطب واستيعاب اختلاف عقله.
بحسب مرسال، فإنها كانت تسعى إلى فهم نفسها ومن ثم علاقتها بطفلها أثناء عملها على هذا المنتج الأدبي، وأوضحت “للأمومة تراث داخل كل منا، إما نتج عن حب شديد للأم أو كره شديد لها أو تعلق زائد بها وغيره. الأمومة تتشكل مبكرًا. تمضين مع أسئلتك حتى تكتشفي صورة أمك وتفهمي ابنك، حتى وإن كان دافعك الرئيس هو الكتابة.”