كان دخول المرأة إلى الجامعة في العام 1929، عندما انضمت خمس فتيات إلى الدراسة في كليات مختلفة داخل جامعة القاهرة (جامعة فؤاد الأول اَنذاك)، حدثًا مفصليًا في مسيرة النساء المصريات ونضالهن من أجل انتزاع حقهن في التعليم والعمل، فضلًا عن أنه كان باكورة سلسلة من انكسارات متلاحقة للاحتكار الذكوري داخل الجامعات المصرية سواء على مستوى الدراسة أو المناصب، وبعد أول دفعة من الفتيات جاءت أول معيدة ثم أول رئيسة لقسم، لتصل المرأة لاحقًا إلى عمادة الكليات، وبعد ذلك تعتلي منصب نائب رئيس جامعة حتى تبلغ المنصب الأعلى وهو رئيس الجامعة.

شهد العام 2008 تنصيب أول امرأة نائبة لرئيس جامعة مصرية وهي جامعة القاهرة، إذ اختيرت الدكتورة هبة نصار أستاذة الاقتصاد لتشغل المنصب بعد ترشيحها من جانب رئيس الجامعة وقتذاك الدكتور حسام كامل، وحينها تفاءل البعض باقتراب تعيين المرأة في منصب رئيس الجامعة، وكانت التكهنات ترجح كفة جامعة القاهرة لتظفر بهذا الإنجاز، ويضاف إلى قائمة أخرى من الإنجازات عادةً ما كانت المرأة تحققها لا لتصبح فقط الأولى في مصر التي ترتقي إلى هذا المنصب أو ذاك وإنما الأولى في العالم العربي بأسره.

صحت التوقعات في جزء منها وخابت في الجزء الاَخر، فبعد عام واحد وتحديدًا في أغسطس من العام 2009، جاء الإعلان عن اسم الدكتورة هند حنفي رئيسةً لجامعة الإسكندرية، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة جامعة مصرية.

وقد ارتبط اسم حنفي بدخول جامعة الإسكندرية لأول مرة التصنيف البريطاني العالمي للجامعات في العام 2010 ، وتحقيق المركز 147 ضمن قائمة أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، وكانت وقتها الجامعة الوحيدة على مستوى مصر والدول العربية والثانية في إفريقيا.

قبل أن تصبح رئيسة لجامعة الإسكندرية، شغلت حنفي منصب نائبة رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث منذ العام 2006، وسبق ذلك توليها منصب وكيل كلية الطب لشؤون الدراسات العليا والبحوث في العام 2004، وهي خريجة كلية الطب في جامعة الإسكندرية، وحصلت على درجتي الماجيستير والدكتوراة في تخصص طب الأطفال من الجامعة نفسها.

استمرت حنفي في منصبها كرئيس لجامعة الإسكندرية حتى أكتوبر من العام 2011، وقد كرمها مجلس الجامعة في ديسمبر من العام 2015 على خلفية الفترة التي قضتها في رئاسة الجامعة، وبعد ذلك بأقل من شهرين اختيرت ضمن تشكيل المجلس القومي للمرأة في العام 2016، وحتى الاَن تشغل منصب مشرفة على فرع المجلس في محافظة الإسكندرية.