أقامت أمس هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمكتبها بالقاهرة لقاءً مع الصحفيات والصحفيين الذين شاركوا فى مجموعة الورش التدريبية التى قدمتها الهيئة بهدف تعزيز التغطية الإعلامية لقضايا المرأة والتركيز بشكل خاص على العنف ضد المرأة بصوره كافة، وقد شمل اللقاء توزيع شهادات تقدير للصحفيات والصحفيين الذين شاركوا بسلسلة الورش، بعد تقديمهم لأعمال صحفية أشبه بمشروعات ختامية، تركز على قضايا المرأة وتعالجها بزاوية أكثر إنصافًا وتتلائم مع معايير التغطية الصحفية المهنية، وقد تنوعت الأعمال ما بين المكتوبة من خلال تحقيقات وملفات صحفية، أو المرئية من خلال حلقات تلفزيونية أو أفلام وثائقية.
ومن جانبها أكدت الدكتورة “منى بدران” المستشار الإعلامى لهيئة الأمم المتحدة للمرأة – مصر، أن سلسلة الورش التى قدمت للصحفيات والصحفيين هذا العام كشفت عن استعداد واضح لدى الصحفيين من الجنسين فى مرحلة الشباب تحديدًا لتقبل فكرة معالجة قضايا المرأة وتغطيتها بصورة مختلفة عما هو سائد، مشيرة إلى أنه كلما كان عمر الصحفية أو الصحفي أقل كلما زادت فرصة تصحيح المفاهيم وتغيير النهج، بعكس الصحفيين من المتقدمين فى السن، حيث تظهر مشكلة فى تقبلهم لأى تغيير عما اعتادوا تطبيقه خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة.
وتابعت “بدران” فى حديثها لــ«ولها وجوه أخرى»: قدم المشاركون فى سلسلة الورش هذا العام مشروعات ختامية تركز على العنف السياسي ضد النساء وتمكين المرأة، وهذا يختلف عن الأعوام السابقة حيث كان التركيز الأكبر يصب باتجاه العنف الجنسي بشكل خاص وعلى رأسه التحرش، وترجع “بدران” هذا إلى ظروف البلد الحالية التى صعدت من اهتمام الجميع بهذه القضايا.
وعن أبرز المشروعات لهذا العام، أشارت المستشار الإعلامى لهيئة الأمم المتحدة للمرأة –مصر، إلى فيلم وثائقي عن امرأة تقدم الكوميديا الاترجالية أو ما يعرف بالاستاند أب كوميدى، وفيلم اَخر عن أول امرأة امتهنت السباكة.
واختتمت بالقول “العديد ممن شاركوا بالورش لديهم طموح لإقامة مشروعات صحفية ولو محدودة النطاق تتناول قضايا المرأة بمنطور مختلف عما تفرضه المؤسسات الصحفية القائمة، ومنهم من يحقق تطلعه هذا من خلال مدونته الشخصية”.
خالد داوود نائب رئيس تحرير الأهرام weekly، والمتحدث الإعلامى لحزب الدستور، شارك بالحضور والنقاش مع المشاركين فى ورشتين ضمن سلسلة الورش، وحضر اللقاء ليشهد تسلمهم لشهادات التقدير.
وفى تصريحاته لـــ«ولها وجوه أخرى»، أكد “داوود” أن الورشة نجحت على عدة مستويات، أهمها تسليط الضوء على قضايا العنف ضد المرأة، وتعريف الصحفيين بجوانب جديدة لابد من النظر لها فى تغطية قضايا النساء.
وأشار “داوود” لأهمية أن تعقد ورش تدريبية للصحفيين فى المناصب القيادية، مثل رؤساء الأقسام ومديرى التحرير ورؤساء التحرير أيضًا، وقال “سيكون هذا التقليد غريبًا بالنسبة لكثير من الصحفيين فى هذه المواقع، لكن تطبيقه سيحقق تغيرًا لافتًا فى سياسات التعامل مع قضايا المرأة صحفيًا”.
وفى السياق ذاته، اعتبر نائب رئيس تحرير الأهرام weekly أن المحررين أنفسهم يقع عليهم دور كبير فى تغيير قناعات رؤسائهم بشأن أهمية نشر مواد صحفية تتعلق بقضايا المرأة، من خلال تسويقهم لتلك الأفكار وتحويلها لموضوعات مقروءة بالفعل.
أخيرًا أكد “خالد داوود” أن تغطية قضايا المرأة بعد ثورة الــــ25 من يناير زادت بشكل ملحوظ، لافتًا إلى أن قضية التحرش الجنسي أصبحت مطروحة إعلاميًا على نطاق أوسع منذ ذلك الحين، مشددًا أن المرأة استطاعت أن تفرض وجودها على الساحات المختلفة وعلى رأسها الإعلام.
أكاديمية أونا للتدريب الإعلامى تعاونت مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فى واحدة من الورش والتى انتهت بانتاج حلقات تلفزيونية تتناول قضايا المرأة.
وعن هذا التعاون، أوضح لنا أحمد الفقى – مدير التخطيط والانتاج – بالأكاديمية، أن الأمر بدأ بفكرة طُرِحَت للنقاش مع الإعلامية “ريم ماجد” التى تتولى مسؤولية التدريب بالأكاديمية، وتتلخص الأطروحة فى إدماج التدريب المقدم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع التدريب الإعلامى الخاص بالأكاديمية، يليه استضافة ضيوف فاعلين فى مجال قضايا المرأة وإجراء محاورات معهم بشأن قضية محددة، على أن تكون تلك الحلقات مشاريع تخرج المتدربات والمتدربين بــONA .
وأكد “الفقى” أن هذه التجربة غيرت فى مفاهيم المتدربات والمتدربين، بداية من معرفتهم بهيئة مثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة ودورها وما تقدمه للنساء، وصولًا إلى معرفتهم بأولويات جديدة فى التغطية والمعالجة الإعلامية لما يتعلق بالمرأة، مشددًا أن هذه النتائج تجعل التجربة قابلة للتكرار مرات أخرى.