دشنت مبادرة «دورِك» لقضايا النساء في محافظة قنا، حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل اسم «جنوباتيا»، بهدف تقديم نماذج وقصص نجاح لنساء وفتيات استطعن تجاوز التحديات  خاصة الموجودة في الصعيد، للحصول على مساحة عمل أو فرصة نجاح أو تجربة جديرة بالإشارة إليها.

وتنقل الحملة قصص النساء في محافظات غير مركزية، بهدف التعريف بهؤلاء اللاتي يرغبن في النجاح من أجل النجاح، واستطعن القفز على العادات التي تُكرّس للحياة التقليدية تُفرَض على النساء في الجنوب وخاصة في المناطق المهمشة.

وتقول «أسماء باسل» مؤسسة مبادرة «دورِك» في تصريحات لــ«ولــها وجوه أخرى»، إن اسم الحملة مستوحى من اسم عالمة الرياضيات والفيلسوفة الشهيرة «هيباتيا»، وقد بدلّت المبادرة المقطع الأول من الاسم بجزء من كلمة «جنوب» للإشارة إلى محافظات الصعيد.

وتوضح «باسل»  أن المبادرة قررت تدشين الحملة من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لإلقاء الضوء على الفتيات اللاتي استطعن العمل في مجالات مختلفة، ونجحن في إثبات ذواتهن في مجالات عملهن، رغم العديد من المعوقات وعلى رأسها العادات والتقاليد.

وتكشف «باسل» أن المعيار الأساسي في اختيار الشخصيات هو أن تكون الفتاة أو السيدة قد حاولت القيام بشيء غير مألوف في ظل الواقع الفعلي للجنوب المصري، لافتةً إلى أن النماذج التي جمعت المبادرة سيرها الذاتية بلغ  عددها حتى الآن 15 نموذجًا، تتباين مجالات عملهن بين الصحافة والتأليف الأدبي والإبداعي ومنهن من حصل على جوائز، بالإضافة إلى سيدات يقمن بإدارة مشاريعهن الخاصة ومنها المكتبات.

وبحسب مؤسسة مبادرة «دورِك»، فإن الحملة مستمرة دون تحديد موعد لانتهائها، مؤكدةً أن ذلك لن يحدث إلا بعد الاكتفاء من عملية البحث التي تراعي الفوارق العمرية بين النماذج والموقع الجغرافي، حيث تركز الحملة على مدينتي قنا والأقصر، وذلك في إطار استهداف الحملة لقرى نائية بعيدة عن المدينة.

وتستطرد «باسل» قائلة «إن المبادرة تنشر السير الذاتية لهذه النماذج بناءً على رواياتهن الشخصية، التي تحدثن خلالها عن التحديات التي واجهتهن، لكن الحملة تواجه صعوبات فيما يتعلق بالبحث الميداني حيث يرفض عدد من النساء نشر صورهن أو قصصهن وهذا هو السبب أيضًا وراء قصر الحملات التي تنطلق على الانترنت، لكن عادةً ما تكون ردود الأفعال عليها هي نقطة انطلاق لفعاليات وحملات أخرى.»