دخلت إلى قاعة العزاء كالغرباء، وجدت عيون أغلقتها الدموع، ووجوه يكتسيها الأسى، بينما تمانع عيني أن يُقرأ فيها حزن. نزفت الذكريات المؤلمة بعد رؤية اسمه على كتيب العزاء، تذكرت أنني لم أعرف دورًا له رغم وجوده على قيد الحياة، تذكرت أنني لم ألفظ كلمة «أبي» منذ أن كنت في العاشرة، تذكرت عندما أتصل بأمي يهددها بانتزاع الحضانة منها إذا ما تزوجت، وكان ذلك بعد سنة من زواجه وإنجابه طفل من زوجته، تذكرت حينما اضطرت أمي أن تتركني وأختي وحدنا، لتسافر للعمل بالخارج حتى تنفق علينا بعد أن امتنع. دمعت عيناي أخيرًا، ليس حزنًا عليه بل لأن مصدر الحزن أخيرًا رحل.

 

عن قصة واقعية