يشهد معرض «القاهرة الدولي للكتاب» في دورته التاسعة و الأربعين، المنعقدة حاليًا وحتى 10 فبراير المقبل، حركة نشر نشطة للكاتبة والأديبة الدكتورة «نوال السعداوي»، وهو ما يعكس ارتفاعًا في إقبال الأجيال الجديدة على مؤلفاتها ومنتجاتها الأدبية،  على الرغم من مرور عقود على طرحها في السوق المصرية والعربية، ويعود ذلك إلى أن أعمال «السعداوي» تناقش قضايا ما زالت المجتمعات العربية تعاني منها.

وقد أعادت «دار منشورات الربيع» نشر عملين من أعمالها، هما «المرأة والجنس»، الذي يعد أول كتاب يهدم العلاقة بين غشاء البكارة ومفهوم الشرف، وقد نُشِر الكتاب لأول مرة في العام 1969، لكنه مُنِعَ وقتها، وبسببه ضحّت «السعداوي» بوظيفتها المرموقة في وزارة الصحة، من أجل نشر الكتاب، أما العمل الثاني، فهو «سقوط الإمام»، ويحمل  الآراء والمواقف والكتب المحركة للمياه الراكدة في الفكر، وتستهدف الجمود العقلي والثقافي، وقد أثارت الرواية جدلًا ومواجهات مع المؤسسات الدينية، إذ تقدم الرمز المركزي الفردي المتمثل فى الإمام باعتباره حاكمًا مطلقًا، يستتر فى عباءة الدين، ويخترق «تابوهات» السياسة ومحرمات المجتمع، إلى أن يلقى نهايته المحتومة كزعيم ظل يحكم باسم الله، وذلك هو سبب منع مؤسسة  له في العام 2004 .

وفي إطار النشاط أيضًا، أصدرت دار «مصر العربية» كتابًا جديدًا لـ «السعداوي»، بعنوان «المناطق المحرمة بالخوف و الإثم»، وهو أحدث مؤلفاتها، ويتكون من مجموعة مقالات تتحدث عن علاقة الأدب بالمرأة والإبداع والتمرد.

وفي المعرض أيضًا، يطرح المركز القومي للترجمة، الطبعة العربية من كتاب «قراءات في أعمال نوال السعداوي »، من تحرير «إرنست إيمنيونو ومورين إيك »، وترجمة «سها السباعي» وهو كتاب عن «السعداوي» نفسها، التي يقول عنها الكاتبان «الحقيقة أنها روح حرة جسورة لا تتراجع، تستنكر كتاباتها الاستبداد السياسي والفساد الاجتماعي وعدم المساواة بين الجنسين، كما أنها ناطقة عالمية جريئة باسم النساء المهمشات، ولا تبدي أية مساومة على مبادئها، وهدفها الوحيد الدائم أن تحصل المرأة في أي مكان وفي كل مكان على حقوقها كاملة، باعتبارها إنسانًا وليست ذيلًا تابعًا للرجل.»