هند حمد الله

عن الكاتبة: 

مصورة فيديو مهتمة بالتوثيق المرئي

منسقة مشروعات في مؤسسة مبادرون للثقافة والفنون

مؤسسة مبادرة وصلة

جسدي هو عنواني، جسدي هو الذي يحدد الانطباع الأول الذى يأخذه الناس عني، “هذه السمينة خفيفة الظل.. أكيد بروطة”، لكن الحقيقة هي أنني لم اتسم أبدًا بخفة الظل، ولم أكن يومًا كسولة، ولا منخفضة الذكاء أو ساذجة، كما يتوهم الاَخرون، أو يحاول بعضهم أن يروج عنا، نحن ممتلئات الأجساد.
لم أعرف ما علاقة امتلاء جسدي بعلاقتي بالناس من حولي؟!
ولا أعلم ما علاقة امتلاء جسدي بفرصتي فى العمل؟!
ولا أفهم ما العلاقة بين شريك حياتي وحياتي وربط شراكتنا في الحياة بشكل جسدي؟!
لا أعلم حتى الاَن، ما العلاقة بين امتلاء جسدي وحق الاَخرين في انتهاك حقوقي؟

بما أنني ممتلئة، فأنا قليلة الفرص وضعيفة الجذب، فيجب أن أرضى بأى شيء “أرضى بقليلي ”
هل يجب أن أرضى بقليلي، هل يجب أن أشكرهم وأشكرهن، على القليل الذي منحوه لي، على الرغم من امتلاء جسدي؟
لم أهتم أبدًا بتوضيح سبب امتلاء جسدي لأحدهم أو لإحداهن، لم اكترث ولا أبالي بما فعلوه بي، لم اعترف ولو مرة واحدة لأقرب الناس إلي، أن هذا الامتلاء نتيجة الاكتئاب الذي يقف وراءه المجتمع والمحيطون بي، بما يفرضونه من هيمنة وتمييز وضغوط، فابتعدت حتى تصالحت مع هذا الجسد الممتلئ وتيقنت أنه جسدي، ليس من حق أحدهم أو إحداهن قبوله أو رفضه. لقد تصالحت مع هذا الجسد بعد صراع مرير، صراع استنزف أعصابي، حتى أصبحت أحب هذا الجسد الممتلئ، وهذه البطن، التي طالما سخروا منها ومني، متجاهلين أن هذا الجسد هو جسدي وحدي.