تسعة أسباب للتوقف عن حرمان البنات من التعليم
هناك أزمات تُؤنث عن عمد، نتيجة الدفع بما يسمى العادات والتقاليد تارة أو الظروف القاسية تارة أخرى والإهمال دومًا.
فى النهاية نحن نعانى من تأنيث أزمات لا حصر لها، وأبرزها: الفقر، الأمية، البطالة، العنف.
وتتصل كل واحدة فيهن بالأخرى في سلسلة واحدة ، فتأنيث الأمية ناتج عن تأنيث الفقر وتأنيث البطالة نتيجة لتأنيث الأمية، والعنف العمدي ضد الأنثى هو نتيجة لكل ذلك.
تأنيث الأمية وهو أحد أهم المنغصات فى حياة النساء، إذا أننا نعيش في بلد و بيننا 16 مليون أمي (بحسب الإحصاءات الرسمية) وثلثي هذا العدد من النساء، أي أن هناك نحو 10 مليون مصرية لا تعرف القراءة أو الكتابة .
كما أن معدل عدم التحاق بين الفتيات بالمدارس يبلغ ثلاثة أضعاف مثيله بين الذكور، وتشير تقديرات إلى أنه معدل عدم التحاق الذكور بالمدارس يصل إلى 5 في المئة، فيما يصل بين الإناث إلى 15 في المئة، وعن التسرب من التعليم، فحسب أرقام أوردها تقرير لهيئة يونسيف الدولية ، فإن 76 في المئة من الأطفال الذين تسربوا من التعليم الابتدائى خلال العام الدراسي (2010-2012) كانوا من البنات
وراء هذه الأرقام الكبيرة دوافع ظالمة فى بعضها وواقعية فى بعضها الاَخر، وتظل فى كل الأحوال الفجوة بين الجنسين واسعة فى التعليم.
تلك الحقائق تعيد إلى الأذهان قول هدى شعراوى المأثور، الملقبة برائدة الحركة النسوية، والتى كان من بين أبرز الحقوق التي دافعت عنها ونضالت طويلًا من أجلها “تعليم الإناث”
” وكيف تنتظم حال بيت تنيره امرأة جاهلة لا رأي لها في الحياة؟” .. هدى شعراوى”
1- الحرمان والتسرب من التعليم يضاعف فرصة الزواج المبكر
استمرار الفتاة في التعليم يحميها بدرجة أكبر من خطر الزواج المبكر، مما يحميها بالتبعية من مضار تزويج القاصرات الجسدية والنفسية
2- انعدام التعليم يخلق سلوكًا انجابيًا يتسم بالجهل
من يحرمون الفتاة من التعليم من أجل الزواج، لا ينظرون إلى ما سيتبع ذلك من اَثار جسيمة، في مقدمتها سلوكها الإنجابي، فإن حرمان الفتاة من التعليم يقلق من إدراكها لاَثار الحمل المبكر والإنجاب المتكرر، وهو ما يجلعها تخضع للابتزاز الذي يلاحق الفتيات في هذا السن بشأن الإنجاب المبكر.
3- التعليم والمرض علاقة طردية
الفتاة الأمية كأم عادةً ما تتعرض للمرض ولا تدرك غالبًا معالمه الأولى، بينما تزيد قدرة المتعلمة على مواجهة المرض من خلال النظافة العامة في البيت والملبس والمأكل والالتزام بضوابط الصحة .
4- التعليم يرفع درجة الثقة بالنفس والقدرة على تحديد الخيارات
التعليم يسهم في إثقال شخصية الفتاة، و تدعيم ثقتها بنفسها ويجعلها أكثر وعيًا وإدراكًا للأمور وأكثر قدرة علي التعامل مع الآخرين والتفاعل مع المجتمع، وكلما زادت درجة التعليم، زادت قدرتها على تحديد وجهتها وأولوياتها
5- الأمية تساهم فى تقليل فرصها فى العمل
الأسر التى تمنع بناتها من إتمام دراستهن نتيجة الفقر، يتجاهلون قدرة هذه الفتاة على مساعدة الأسرة ومعالجة الفقر – ولو جزئيًا- مع تعليمها، إذ أن فرص الفتاة المتعلمة في العمل تفوق بالتأكيد فرصة عمل الفتاة غير المتعلمة أو المتسربة من التعليم.
6- الخروج من شرنقة “الأب” و”الزوج” و التفاعل مع المجتمع
تعليم المرأة يحميها من العزلة التى يفرضها عليها البقاء فى المنزل غائبة عن العالم الخارجي، فضلًا عن أن التعليم يدفعها لتكوين رأي شخصي مستقل عن ذويها وتحديدًا الأب أو الزوج.
7- الاستقلال المادى
النساء اللاتي لم يحصلن علي قدر كاف من التعليم يكون استقلالهن المالي والاقتصادي في غاية الصعوبة، لذلك فإن تعليم الفتيات هو أحد أهم السبل حتى تعتمد المرأة على نفسها، وتحقق غايتها في الحياة دون اضطرار إلى التنازل والقبول بالعنف والتعنيف.
8- المشاركة السياسية
لتعليم الفتاة أثر بالغ في رفع مستوي الوعي السياسي لها، مما يجعلها أكثر إقبالًا على المشاركة في الحياة السياسية، بداية من متابعة الأوضاع السياسية والتعرف إلى المستجدات، مرورًا بتكوين الرؤى وتحديد التوجه، ثم المشاركة في الحِراك والتصويت في الاستحقاقات وصولًا إلى الترشح والمنافسة.
9- تقدم البلدان النامية
ليس إدعاءً أن أفضل الطرق لإزدهار الدول النامية هو زيادة نسبة التحاق الفتيات بالتعليم وإبقائهن في المدارس لفترة أطول، لأن الأرقام والحقائق تؤكد ذلك، وكلما زادت نسبة التعليم فيه ولا تفريق فى ذلك بين ذكر أو أنثى.