الصورة من فيلم The Divine Order

في الثامن من نوفمبر الجاري، تبدأ عروض «بانوراما الفيلم الأوروبي»، في نسختها العاشرة، واحتفاءً بهذا الإنجاز، تُعرَض الأفلام المشاركة وعددها خمسة وخمسين فيلمًا، في عشر مدن مصرية.

وقد نجحت «بانوراما الفيلم الأوروبي» في أن تصبح واحدةً من أهم الأحداث الفنية في مصر، متفوقةً على مهرجانات أكبر منها عمرًا، وتستمر فعاليات هذه النسخة حتى الثامن عشر من الشهر الجاري، في كل من؛ القاهرة، والإسكندرية والإسماعيلية وبورسعيد والمنصورة والزقازيق ودمياط والمنيا وقنا وأسيوط.

تأتي الأفلام من ست وعشرين دولة، في مقدمتها بريطانيا، التي تسلط البانوراما الضوء على عاصمتها “لندن”،وتضم القائمة كذلك؛ النمسا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا، والسويد وسويسرا.

ومن بين هذه المجموعة المتميزة من الأفلام، هناك فيلم نوصي بمشاهدته بقوة وهو “The Divine Order” للمخرجة السويسرية بترا فولب، وتدور أحداثه في سويسرا في العام 1971، حيث تعيش زوجة وأم تدعى “نورا” مع زوجها وابنيهما في قرية صغيرة، حيث لا يشعرون بآثار الانتفاضة الاجتماعية التي نتجت عن أحداث مايو في العام ١٩٦٨، إلا أن الأمر يتغير حين تتحول حياتها الراكدة إلى حياة مفعمة بالنشاط، وتشترك في حملات نسائية، تطالب بحق المرأة في التصويت والترشح في الانتخابات؛ وهو الأمر الذي سيتصدى له الرجال، مما سيصعد من مقاومة النساء المطالبات بحقوقهن السياسية.

الفيلم الثاني الذي نوصي بمشاهدته، ويتناول الصراع النفسي الذي تعيشه امرأة، ما بين حياتها الأسرية وشغفها بالكتابة الذي تحاول أسرتها إخماده، هو فيلم «The Scary Mother»، للمخرجة الجورجية “آنا أوروشادزي”، ويدور حول (مانانا) ربة منزل في الخمسين من عمرها، بعد سنوات من كبت طموحاتها الأدبية، تقرر التمرد والمقاومة من أجل تحقيق حلمها، والتفاني في الكتابة، اَملًا في نشر روايتها.

أما فيلم  A GENTLE CREATURE، للمخرج الأوكراني “سيرجي لوزنيتسا”، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا، وألمانيا، وهولندا، وليتوانيا، فينقل رحلة امرأة وحيدة بحثًا عن العدالة، من خلال محاولات الوصول إلى زوجها السجين، الذي لم تعد تعرف مكانه، وتنطلق الرحلة بعد أن عاد إليها طرد أرسلته إليه في محبسه، ولم يصلها معه سبب ذلك، مما يضطرها إلى خوض غمار البحث عن الزوج وحدها، في مواجهة العنف الشرطي والمجتمعي، فضلًا عن معوقات وعثرات تعترض طريقها، ليتبين في نهاية الرحلة حجم القوة الذي تملكه هذه المرأة.

عُرِضَ الفيلم في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي الدولي، ضمن عروض المسابقة الرسمية.

في القائمة أيضًا، يأتي فيلم Félicité، للمخرج الفرنسي “اَلان جوميز”، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا والسنغال وبلجيكا وألمانيا ولبنان، ويدور  حول “فيليسيتيه”، وهي أم لابن مراهق، تتحمل مسؤوليته وحيدةً، وفي الوقت الذي تعاني فيه، من متاعب القيام بهذا الدور، هي نجمة غناء في أحد البارات في العاصمة الكنغولية، كنشاسا.

تزداد هذه الحياة شقاءً، عندما يتعرض ابنها لحادث، ويستقر في المستشفى، في انتظار أن تجمع له المال الكافي، لإجراء عملية جراحية ضرورية، فتجد نفسها بلا عونٍ، سواء من الأب أو من المجتمع المحيط، لتمضي في طريق وعِر، تواجه فيه منظومة اقتصادية فاسدة، وتصطدم بسياسات تمييزية ضد النساء.

الفيلم حاصل على جائزة الدب الفضي الكبرى للجنة التحكيم في الدورة الأخيرة من مهرجان برلين السينمائي الدولي، وحاصل على جائزة الحصان الذهبي في مهرجان السينما الأفريقية بواجادوجو (فسباكو).

واحد من الأفلام المُنتَظرة بشغف هو فيلم Manifesto، للمخرج جوليان روزفيلدت، وفيه تقدم الممثلة الأسترالية الحاصلة على جائزتي أوسكار، “كيت بلانشت” 13 شخصية، من بينها؛ معلمة في المدرسة، ومقدمة نشرات إخبارية، وعالمة، وأرملة، وعاملة في أحد المصانع، ورجل بلا مأوى، ومن خلال هذه الشخصيات، يدمج الفيلم عددًا من البيانات الصحافية والخطابات الرسمية الأكثر تأثيرًا في التاريخ.

عُرِضَ الفيلم ضمن المختارات الرسمية، في النسخة الأخيرة من مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي، وعُرِضَ ضمن المختارات الرسمية في مهرجان ساندانس السينمائى الدولي، وأخيرًا كان ضمن عروض مهرجان الجونة السينمائي فى دورته الأولي.

«كيف تغير فينا التجارب وكيف نغير نحن نهاياتها؟»، الفيلم الفرنسي “Jeune Femme”، يتناول قصة شابة فرنسية، تشعر بالصدمة وانغلاق الأبواب في وجهها، بعد علاقة عاطفية فاشلة، فتعود أدراجها إلى العاصمة، باريس، حيث تبدأ رحلة استعادة الذات، وشق الطريق لبدء مرحلة جديدة في حياتها، تتمتع فيها بقوة وثقة في النفس أكثر من أي وقت مضى.

حصدت مؤلفة ومخرجة الفيلم “ليونور سيرايل”، جائزة الكاميرا الذهبية في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي الدولي، التي انعقدت في مايو الماضي.