في عتمة الليل، صعدت إلى سطح البناية التي تسكنها، تتحسس خطواتها باتجاه السور، ورغم ضاَلة حجمها، تمكنت من اعتلائه.

وقفت على حافته تتأمل السماء، وأخفضت رأسها تنظر إلى قريتها الصغيرة، تودعها قبل الرحيل. ها هي مدرستها تظهر في الأفق، تودعها والدموع تترقرق في عينيها، تغمضها سريعًا وتلقي بنفسها دون تردد، تهتز الأرض وتسيل الدماء، لتروي الأرض التي جدبت بسبب عقول متحجرة تعيش عليها.

لقد اختارت التحرر من العالم البائس الذي انتزع حقها في التعليم وزج بها إلى تهلكة الزواج المبكر، وجعلت من الموت ثورة على الجهل الضارب بجذوره في هذه الأرض القحطاء التي تتعطش إلى دماء حرة تعيد إليها الحياة.

قصة واقعية