محمد أبو الشباب

ناشط في مجال الدفاع عن حقوق النساء

وعضو لجنة خبراء بمؤسسة خريطة التحرش الجنسي

 

هل سلوكيات الرجال والنساء داخل المجتمع نتيجة كونهم ذكور وإناث أم نتيجة الثقافة والتربية المكتسبة فى مجتمعهم؟

للإجابة عن هذا السؤال سأتعرض لنتائج دراسة أجريت في ثلاثينيات القرن الماضي. الباحثة الأنثروبولوجية الأمريكية “مارجريت ميد ” كانت قد أجرت دراسة فى الثلاثينات وخرجت بنتائج أهمها، أن معظم الخصائص السلوكية الحالية للرجال والنساء ليست في الواقع لاختلاف في الجنس، وإنما هي انعكاس لتأثير الثقافة والتربية على الأفراد.

لإثبات هذه النظرية، زارت “مارجريت ميد” غينيا الجديدة، واختارت ثلاث قبائل بدائية وعاشت بينها لبعض الوقت، وهذه القبائل هي؛ أرابيش ومندو جومور وطنشامبولى.

لاحظت “مارجريت” أنه لا وجود لفروق جوهرية بين سلوك الرجال والنساء في قبيلة أرابيش، فكانوا يتصرفون جميعًا بنفس الأساليب التي تتبعها “النساء” فى ثقافتنا السائدة الآن، ووجدت في قبيلة مندو جومور، على عكس قبيلة أرابيش، أن سلوك الرجال عنيف وخشن، كسلوك الرجال في ثقافتنا السائدة في الوقت الحالي، أما قبيلة طنشامبولى، فوجدت “مارجريت” أن رجالها يتصرفون وفق ما نتوقعه نحن من النساء في ثقافتنا الحالية، بمعنى أن الرجال يقضون وقتًا طويلًا في التزين وفي تصفيف الشعر ويتدربون على المشي بالطريقة التي تسير بها النساء فى ثقافتنا الحديثة، أما النساء فهن من يخرج للعمل وجمع الطعام وفي علاقاتهن الجنسية مع الرجال هن من يأخذ المبادرة، وهذا يثبت أن ما نسميه بطبائع الرجال وطبائع النساء غير صحيح، وما هو إلا نموذج ثقافي غير ثابت ويمكن تغييره.

×