قبل انطلاق موسمه الثالث.. مديـر التواصل الاجتماعي لـ«بــ100 راجـل»: الجمهور أكثر تقبلًا للكرتون والقصص المصورة في طرح ومعالجة الإشكاليات
منذ سنتين أذيع في مصر وثمانٍ من الدول العربية، الموسم الأول من مسلسل “بــ100 راجل”، من بطولة منى زكي، ومحمود عبد المغني، وبيومي فؤاد، وسيد رجب وعدد كبير من النجوم، ومن تأليف وليد الروبي، وأدت أغنية التتر، المطربة اللبنانية “نانسي عجرم”، وحقق المسلسل اَنذاك نجاحًا لافتًا وانتشارًا واسعًا.
ولم يكن الأمر بالنسبة لصناع العمل مجرد نجاح على المستوى الفني أو الجماهيري، فقد نجح “بــ100 راجل” في استغلال قوة موجات الأثير في إثارة القضايا المتعلقة بوضع المرأة المصرية والعربية، والتهميش والتمييز ضدها، وقضية التحرش الجنسي خاصة في نطاق العمل، وتناول عبر أحداثه كيف تتغلب على كل هذه العوائق بقدرتها ومثابرتها، لتؤكد أنها ليست تابعًا أو في درجة أدنى من الرجل.
“بـــ100 راجل” هو عنوان مشروع أطلقته مؤسسة (Womanity) في إطار سعيها، لتحجيم التحديات التي تواجهها المرأة العربية؛ فيما يتعلق بالتمييز ضدها والعنف الممارس بحقها، ولا يقتصر على المسلسل فحسب، إذ يجوب المسؤولون عن المشروع عددًا من الدول العربية، يعقدون حلقات نقاشية مع حضور من أعمار وجنسيات وخلفيات مختلفة، تطرح موضوعات مثل غياب المساواة، والتحرش الجنسي، والتمكين السياسي.
بعد أن حقق “بــ100 راجل” في موسمه الأول الذي أذيع في مصر عبر إذاعة Mega Fm وعدد من الإذاعات الإلكترونية نجاحًا لافتًا، أطلقت مؤسسة womanity، الموسم الثاني، بنفس الشخصية الرئيسة وهي الصحافية الإذاعية “نهى”، لكن في إطار مختلف وعبر وسيط مغاير، فجاء في هيئة سلسلة كرتونية تتكون من 10 حلقات، عرضت عبر القنوات الإلكترونية shahid.net وKharabeesh والصفحة الرسمية لمشروع “بــ100 راجل” على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وأدى أغنية السلسلة المطرب الإيراني المقيم بالسعودية “علاء وردي”.
وقد تناول المسلسل في موسمه الثاني الذي تقوم ببطولته الممثلة “صبا مبارك”، وتؤدي فيه دور الشخصية الرئيسة “نهى” التي تنتقل من مصر إلى الإمارات لتقدم برنامجًا إذاعيًا متخصصًا في طرح التحديات التي تواجهها المرأة العربية، وفي كل حلقة تطرح مشكلة أو تحدٍ تصطدم به النساء في حيواتهن؛ ولعل أبرزها «زواج القاصرات، التحرش الجنسي، العنف ضد المرأة، وعمل المرأة، ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة، وحقوق المرأة السياسية، وتعامل الأسرة مع رأي البنت في مقابل رأي الصبي، والقيادات النسائية العربية، وسفر الفتيات للدراسة بالخارج»
لاقى هذا الموسم أيضًا نجاحًا كبيرًا وحقق تفاعلًا ملحوظًا من قبل متابعين ومتابعات من أنحاء مختلفة في الوطن العربي، لم يكتفوا فقط بالمشاهدة وإنما شاركوا بالتعليق على الحلقات وموضوعاتها.
تستعد مؤسسة womanity بالتعاون مع شبكة خرابيش kharabeesh الإعلامية لإطلاق الموسم الثالث من سلسلة “بـــ100 راجل” في احتفالية كبرى تحضتنها العاصمة اللبنانية بيروت يوم 24 مايو الجاري.
وبعد نجاح الموسمين السابقين وفي ظل ترقب لما سيحمله الموسم الثالث من أفكار وقضايا، يكشف “نادر أمير” مدير الإتصال والتواصل الاجتماعي لمشروع “بـ100 راجل” لــ”ولها وجوه أخرى” تفاصيلًا أكثر تخص المواسم الثلاثة، ويقول في مستهل حديثه “بدأ مشروع بــ100 راجل، كسلسلة تحكي قصة خيالية بهدف فتح نقاش بناء يشارك فيه الأفراد في المجتمع العربي، فيما يتعلق بحقوق المرأة ودورها، وذلك عبر كسر القوالب النمطية وتقديم وجهات نظر متباينة حول القضايا النسائية المختلفة، وبالتالي يمكننا خلق مواقف إيجابية ثم سلوكيات تدفع نحو النهوض بالمرأة، كل ذلك من خلال وسائل الترفيه سواء كانت الإذاعة أو القصص المصورة عبر الإنترنت.”
وعن التحول من تقديم سلسلة إذاعية ناجحة في الموسم الأول إلى تقديم الموسم الثاني في هيئة قصص مصورة يوضح “أمير” أن الموسم الأول بالفعل حقق نجاحًا كبيرًا بعد أن أذاعته 10 محطات إذاعية عربية، في 9 دول وهي؛ مصر، والمغرب، وفلسطين، واليمن، والعراق، والأردن، وسوريا، والبحرين والسعودية، ويقدر عدد متابعيه بمليون متابع، إلا أن القائمين على المشروع وجدوا أن عرض السلسلة عبر منصات الإذاعة المختلفة على الإنترنت والشبكات الاجتماعية، يجذب مزيدًا من التفاعل والتعليقات ويفتح اَفاقًا أرحب للنقاشات، وتتضاعف حيويتها عندما تتطرق إلى التفسيرات الليبرالية لدور المرأة في المجتمع في مواجهة التفسيرات الدينية المتحفظة ويضيف “عمومًا يبقى الجمهور أكثر تقبلًا لسلاسل الكرتون أو القصص المصورة لطرح ومعالجة الإشكاليات والقضايا الملحة باعتبارها وسيلة غير مقعدة.”
الأرقام تُظهر أن تفاعلًا كبيرًا حققه الموسم الثاني، فبحسب “أمير” الموسم الذي انطلق في 3 سبتمبر من العام 2016 واستمر حتى 5 نوفمبر من العام نفسه، نال أكثر من 915 ألف مشاهدة، من خلال شبكة خرابيش “Kharabeesh” إما عبر قناتها على موقع المقاطع المصورة الأشهر YOUTUBE أو من خلال صفحتها على موقع فيسبوك التي يقترب متابعوها من الـ5 ملايين.
“بــ100 راجل” مشروع أوسع من مجرد برنامج إذاعي، وهناك العديد من الفعاليات الموازية التي يقوم بها فريق العمل القائم عليه “لقد نظمنا 15 جلسة نقاشية وورشة عمل في 8 مدن في كل من مصر، والأردن، والمغرب ولبنان وتونس، والإمارات، وفرنسا، وقد مثلت جميعها مساحات اَمنة للمشاركات والمشاركين، وقد استقبلنا خلالها 22 متحدثة ومتحدث، و300 مشارك في المرحلة العمرية من 15 إلى 68 سن، ومثل الرجال 40 في المئة منهم، وناقشنا خلالها موضوعات مثل المساواة بين الجنسين، والنساء وريادة الأعمال، ومشاركتهن السياسية، وظواهر مثل التحرش الجنسي.” يقول “نادر أمير”
ويعتبر مدير التواصل الاجتماعي لمشروع “بـ100 راجل” أن مثل هذه الفعاليات تلعب دورًا مهمًا ومؤثرًا في المنطقة، حيث تندر النقاشات العامة المتعلقة بالنوع الاجتماعي، ويتابع “لقد حققت اللقاءات نجاحًا بالفعل، فعلى سبيل المثال في القاهرة، شاركنا في لقاء مع قناة بي بي سي العربية الإخبارية للتعريف بالمشروع، وفي الإسكندرية التقينا فنان يريد التعاون معنا لتنظيم ورش عمل لمناهضة التحرش الجنسي باستخدام الأوريجامي أو ما يسمى بفن طي الورق، وفي الأردن حرص عدد من المنظمات على المشاركة في اللقاءات بغية إيجاد سبل للتعاون للعمل على مكافحة غياب المساواة بين الجنسين.
أما الموسم الثالث والمزمع انطلاقه نهاية هذا الشهر، يكشف “نادر أمير” مدير التواصل الاجتماعي لـ”بـ100 راجل” أنه سلسلة قصص مصورة، وقد وقع الاختيار على فريق عمل هذا الموسم عبر مسابقة وورشة إبداعية نظمتها شبكة خرابيش kharabeesh بعمان في الأردن خلال شهر فبراير الماضي، وشارك فيها شباب من كتاب ومنتجين ومخرجين من مصر ولبنان والأردن والمغرب، وفاز في النهاية فريقان من مصر والمغرب، وجرى تطوير أطروحاتهما للموسم الثالث لتخرج للنور في حلقات ستذاع عبر شبكة خرابيش وموقع وصفحة “بـ100 راجل”.