دراسة استقصائية دولية: المصريون يتسمون بسلوكيات «أبويـــة» تجاه حقوق وعلاقات الإناث والذكور
«ما يقرب من ثلث الرجال المصريين تعرضوا للضرب في طفولتهم في المنزل، وأكثر من 80 في المئة تعرضوا لعقاب بدني من معلميهم، كانت الفتيات أقل عرضة للعنف الجسدي في المدرسة، ولكنهن أكثر عرضة له في المنزل»
هذه إحدى النتائج التي توصلت إليها الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن الرجال والمساواة بين الجنسين التي أجريت أبحاثها في أربع دول في منطقة الشرق الأوسط وهي؛ مصر، ولبنان، والمغرب، وفلسطين، في الفترة ما بين إبريل 2016 ومارس 2017، وجاءت تحت عنوان “فهم هويات الرجال الجندرية”.
الدراسة التي أجرتها مؤسسة بروموندو بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (UN Women) شملت رجالًا ونساءً تتراوح أعمارهم من 18 إلى 59 عامًا، وقد عمدت إلى تقديم الرؤى المتعلقة بوجهة نظر الرجال فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتفحص سلوكيات الرجال والنساء وممارساتهم المتعلقة بنطاق من القضايا الرئيسة، بما في ذلك دعم المساواة بين الجنسين، ودعم سياسات حقوق المرأة، واستخدام مختلف صور العنف القائم على النوع الاجتماعي، ومشاركة الرجال في تقديم الرعاية والمهام المنزلية.
الدراسة التي تعد أولى من نوعها في المنطقة، استهدفت 10,000 رجل وامرأة، بواقع 9767 رجلًا، و4937 امرأة، وأبرز النتائج التي أظهرتها:
- يدعم ما بين ثلثي إلى أكثر من ثلاثة أرباع الرجال مفهوم أن أهم دور للمرأة هو العناية بالأسرة المعيشية
- عشر إلى ثلث الرجال فقط قاموا مؤخرًا بمهمة واحدة تقوم بها الإناث من الناحية التقليدية في منازلهم، مثل إعداد الطعام أو التنظيف أو استحمام الأطفال
- نصف الرجال أو أكثر، عملهم يقتطع وقتًا يحول دون بقائهم مع أطفالهم
- تعرضت نسبة 40 في المئة إلى 51 في المئة من النساء إلى أعراض اكتئاب، بالمقارنة بنسبة 20 في المئة إلى 28 في المئة للرجال.
- ما بين 7 إلى 26 في المئة من الرجال في البلدان الأربع سبق لهم الهجرة، سواء في بلدهم أو خارجها، للعمل أو للدراسة أو للعيش لمدة ستة أشهر على الأقل
أما فيما يتعلق بمصر؛ تكشف الدراسة أن المصريين نساءً ورجالًا يتسمون بسلوكيات أبوية تجاه حقوق وعلاقات الإناث والذكور، بنتيجة 0.9 للرجال و1.3 للنساء على مقياس الرجال المهتمين بالمساواة بين الجنسين، وتؤكد الدراسة أن الرجال الأكثر ثراءً والحاصلون على تعليم عالٍ، والمقيمون في المناطق الحضرية يميلون إلى تبني وجهات نظر أكثر إنصافًا، وكذلك الحال بالنسبة للنساء الأكثر تعليمًا والأصغر سنًا والعازبات والمقيمات في الحضر.
من ناحية أخرى، دعم ثلثا الرجال المصريين الذين شملتهم الدراسة، المساواة في التعليم للفتيان والفتيات والأجر المتساوي عن العمل المتساوي وذكروا أنهم مستعدون للعمل مع زميلات من النساء.
في سياق تقديم الرعاية للأطفال داخل الأسرة، أوضح 60 في المئة من الرجال أنهم يقضون وقتًا أقل من اللازم مع أطفالهم نتيجة العمل، إلا أن ما يقرب من النصف شاركوا أيضًا في بعض جوانب رعاية الطفل، وما يقرب من نصف الرجال والنساء أكدوا موافقتهم على إجازة أبوية مدفوعة الأجر.
وما يقرب من 80 في المئة من الرجال هم العائلون الرئيسون لأسرهم، وأكثر من نصف الرجال أبلغوا أنهم كثير بالضغط نتيجة قلة العمل، والقلق بشأن عدم القدرة على الوفاء باحتياجات أسرتهم اليومية.
ثلاثة أرباع المستطلعين أعربوا عن قلقهم بشأن مستقبل أسرتهم، وما يقرب من 40 في المئة من النساء من أعراض اكتئاب في مقابل 20 في المئة من الرجال.
النتيجة الأكثر سلبية يسجلها استطلاع اَراء العينة بشأن دعم تشويه الأعضاء التناسلية أو ما يسمى بـ”ختان الإناث”، فقد أيد الممارسة ما يقرب من 70 في المئة من الرجال وأكثر من نصف النساء، وأكثر من ثلثي المُستطلَعين قالوا أن قرار ختان بناتهم يتخذ بصورة مشتركة بين الزوجين.
الرجال يدعمون العنف ضد النساء، هذا ما تثبته الدراسة، إذ أبلغ أكثر من نصف الرجال أنهم استخدموا العنف الجسدي ضد زوجاتهم، وأكثر من 70 في المئة من الجنسين قالوا إنهم يعتقدون أن الزوجات ينبغي أن يتحملن العنف حفاظًا على وحدة الأسرة.
فيما يتعلق بظاهرة التحرش الجنسي، فقد ذكر أكثر من 60 في المئة من الرجال أنهم تحرشوا من قبل بامرأة أو فتاة، ونسبة مماثلة من النساء كشفت تعرضهنا للتحرش، ما يسترعي الانتباه أن النساء يلمن الناجيات أكثر من الرجال.
وبحسب الدراسة فإن ما بين ربع وثلث الرجال المصريين قالوا إنهم يدعمون بعض عناصر المساواة للمرأة.