هادية عبد الفتاح

عن الكاتبة: ناشطة نسوية، أسست عددًا من المبادرات لمناهضة العنف ضد المرأة، وهي:

ست بــ100 ست، وحواء المصنع، ومش هنسكت على التحرش.

سبق وشغلت منصب “منسق محلي” لمبادرة أصوات النساء المنبثقة عن المركز المصري لحقوق المرأة، التي عملت على تدريب وتأهيل شابات تحت سن 35 لخوض انتخابات محلية.

 

ما أشبه اليوم بالبارحة وهل يعيد الماضي نفسه؟

خرجت النساء في احتجاجات منظمة في عام 1976، فيما عُرِف بمسيرات Take Back the Night للمطالبة بأمن النساء ليلًا، وللتنديد بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.

احتجت هذه المسيرات على العنف والخوف اللذين تواجههما السيدات أثناء سيرهن في الشوارع ليلًا.

وبمرور الوقت، تحولت هذه الفعاليات إلى حركة انتشرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا. وبفضل هذه الحركة، بدأ ظهور أنشطة أوسع نطاقًا تهدف إلى رفع الوعي بالعنف ضد المرأة، وفي أواخر الثمانينيات، أجرى التحالف الوطني ضد الاعتداء الجنسي

(NCASA) استفتاءً غير رسمي للتحالفات الحكومية المناهضة للاعتداء الجنسي لتحديد التاريخ الذي تفضله هذه التحالفات ليكون أسبوعًا وطنيًا للوعي بهذا النوع من الاعتداء، واُختير أسبوع في شهر أبريل.

ثم بحلول نهاية التسعينيات، بدأ العديد من مناصري الفكرة تنسيق أنشطة وفعاليات طوال شهر إبريل، طارحين فكرة تخصيص شهر مُعترَف به وطنيًا لأنشطة الوعي بالعنف الجنسي والوقاية منه، وجرى العمل بشهر الوعي بالاعتداء الجنسي (SAAMM) للمرة الأولى على المستوى الوطني في إبريل من العام 2001.

وها نحن فى إبريل من العام 2017 وبعد مرور 41 عامًا يظهر هاشتاج #نساء_مصر_غير_اَمنات كمظاهرة إلكترونية احتجاجية، وكمسيرة إلكترونية نسائية تندد بكل ما يحدث للنساء فى مصر من اعتداء جنسي فى أبشع صوره من تحرش جماعي بفتاة الزقازيق، ومحاولات اغتصاب لسيدة مسنة في البساتين، والاعتداء الجنسي على  طالبة في الصف الثاني الابتدائي، وأب يعتدي جنسيًا على ابنته.

فى حقيقة الأمر لم يعد هناك أمان لأي أنثى في مصر من طفلة البامبرز إلى العجوز المسنة، جميع الأعمار وجميع الفئات، وحتى إناث الحيوانات من كلاب وجاموس تم اغتصابهم.

إنها الحقيقة المؤلمة، إن إناث مصر غير اَمنات!

إنه إبريل المؤلم الذي يدفعنا إلى أن نتساءل «إلى متى يستمر سلسال الاعتداءات الجنسية فى مصر؟»