هالة عبد الفتاح

 

ناشطة نسوية

 

«تاريخك يعرف الناس بك»

قالتها المناضلة الشيوعية “وداد متري” التي ولدت عام1927 بشبرا، والتحقت بمدرسة الأمريكان ودرست بجامعة القاهرة كلية الاَداب قسم فلسفة، كان من أحلامها العمل بالاذاعة، لكن فى ذلك الوقت كان التعيين بيد الدولة، فتم تعيينها مدرسة بمدرسة سوهاج، ورغم معارضة أهلها عملت هناك وعلى حد وصفها كانت فترة من أجمل ما يكون بسبب ما اكتسبته من خبرات، وعملت بالتدريس لمدة 7 سنوات.

تعرفت “وداد” على الفكر الماركسي فى أوائل الخمسينات عن طريق عدلى برسوم وهو أول من عرفها بالشيوعية، وكانت أول امرأة منتخبة لإتحاد طلاب جامعة القاهرة في عام 1951، وكان هذا شئ جريئًا جدًا وقتها، فقد خاضت المعركة أمام الإخوان المسلمين، الذين كان شعارهم (خاب قوم ولى شؤونهم امرأة)، وفي عام 1951 أيضًا انضمت “وداد” للجنة المرأة فى المقاومة الشعبية، التى أسستها المناضلة النسوية سيزا نبراوى.

في عام 1954 كانت “وداد” من المعارضات لضرب سلطة الإخوان فقد كان رأيها أنه من حق كل القوى أن تعبر عن رأيها والجماهير لها الاختيار. وفي عام 1956 عندما أعطى “عبد الناصر” النساء حق الترشح والتصويت، بدأت حملة فى قرى المنوفية حتى تُسجل النساء أسماءهن فى الجداول الانتخابية، حتى وقع العدوان الثلاثى في نفس العام، وقامت بالانضمام إلى الهلال الأحمر، حيث كانت تطوف القرى للدعوة للتبرع بالدم للجرحى وقامت أيضًا بتعبئة نساء شبين الكوم لخياطة ملابس للجنود وتدريب الممرضات والتدريب على السلاح.

بعدها انضمت للحزب الشيوعى وكانت فى تنظيم مكتب شبرا حتى عام 1959، عام الشتات،  حيث سجنت بدون محاكمة لقرابة 5 شهور وكانت فى حالة انهيار لأنها كانت المسؤولة عن أهلها بعد وفاة أبيها وعلى حد قولها” لم يكن هناك ذكور في عائلتى فاعتبرنى أبى رجل المنزل”، أثناء السجن تم عزلها من عملها وعند خروجها فى بداية 1960 نقلت لوظيفة إدارية، ومع ذلك لم يهزموها، فقد كانت بداية انطلاقة جديدة لها في النضال، فقامت باصدار مجلة أسبوعية للموظفين توزع حتى أسوان، تناقش مشاكل المدرسين والعمال ونظمت محاضرات أسبوعية فى نقابة المعلمين وحشدت للتبرع للجزائر وفلسطين وبالطبع تم وقف نشاطها هذا، وحشدت مظاهرة من النساء وطالباتها للمطالبة بوقف إعدام جميلة بو حريد وساروا بالمظاهرة حتى مبنى الامم المتحدة حتى تم الافراج عنها فعليًا.

انضمت فى هذه الفترة للجنة المرأة  ومكتب المعلمين بالحزب وكانت تطالب بتوفير دور حضانة للعاملات وأوقات إلزامية للرضاعة وضمان كل حقوق العاملات.

خاضت وداد انتخابات نقابة المعلمين عام 1970 وفازت بالمنصب، وفازت فى كل مرة خاضت فيها الانتخابات بسبب ارتباط الناس بها وشعبيتها، وأسست الجمعية الفلسفية ومن خلالها أحضرت تصريح للطالبات بزيارة سجن النساء وكانت الطالبات يزورن السجينات السياسيات وقالت عنهن وداد “هؤلاء النساء سجنوا من أجل التمسك برأيهن و مبادئهن”

كُرمت وداد مترى بجامعة القاهرة بمناسبة على مرور 90 عام على إنشائها وكرمت أيضًا فى كلية إعلام بمناسبة مرور 60 على إنشائها.

تم عمل فيلم وثائقي كندى مصر في عام 1997 عن 4 نساء مصريات ذات وجهات نظر تعارض العصر الحديث و هن “صافيناز كاظم و شاهندة مقلد وأمينة راشد ووداد متري”، وقد ظلت المناضلة النسوية والسياسية الشيوعية تناضل حتى توفت عام 2007.

صدق قولها تاريخك يعرف الناس بك.