اجتمع باحثون وعلماء وطلاب من الأزهر الشريف وجامعته مع رجال دين بوزارة الأوقاف، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية وممثلي “بيت العيلة” في إطار الحوار الأول ضمن سلسلة حوارات تتناول قضية إنهاء العنف الموجه ضد الأطفال من المنظور الديني، وذلك بمشاركة أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة – يونيسيف مصر.

ويأتي هذا اللقاء إعلانًا عن مرحلة جديدة من الشراكة بعد نجاح الجهود المشتركة بين المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية مع منظمة يونيسيف العام الماضي لإصدار الدليل المشترك تحت عنوان “السلام والمحبة والتسامح: رسائل أساسية من الإسلام والمسيحية لحماية الأطفال من العنف والممارسات الضارة”.

من جانبه يقول الدكتور جمال أبو السرور، مدير المركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، إن العنف ضد الأطفال بكل أشكاله والتمييز والتفرقة في المعاملة مرفوض دينيًا، ويتصدى الأزهر وجامعته للفتاوى المغلوطة الصادرة ممن هم ليسوا ذوي علم أو مؤهلين للفتوى، وأضاف “إن تعاوننا مع منظمة يونيسيف والكنيسة القبطية مبادرة هامة لنشر المفاهيم الصحيحة وإتاحة مرجع يظهر رأي الدين في كل ما يتعلق بالأطفال.”

ويعد إصدار “السلام والمحبة والتسامح” هو الوثيقة الأولى من نوعها التي تطرح المنظور الإسلامي والمسيحي المشترك لحماية الأطفال من كافة أشكال العنف والممارسات الضارة، وتوفر التوجيه للآباء والأمهات ومقدمي الرعاية والمعلمين والقادة الدينيين حول الخطاب الديني في كل ما يتعلق بجودة حياة الأطفال، وتناول الإصدار رسائل أساسية من الإسلام والمسيحية لحماية الأطفال من 11 نوعًا من أنواع العنف والممارسات الضارة التي يواجهونها، مثل؛ زواج الأطفال والزواج القسري، تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث)، التمييز بين الأطفال، تشغيل الأطفال، الاعتداء الجنسي على الأطفال، وغياب الرعاية الأسرية، العنف المنزلي ضد الأطفال، العنف في المدارس والمؤسسات التعليمية، والأطفال في الصراعات المسلحة، والإتجار بالأطفال، والعنف ضد الأطفال على شاشات التلفزيون والإنترنت.

فيما يقول الدكتور هاني رياض، مدير أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بالكنيسة القبطية، إن الكنيسة القبطية تنادي دائمًا بالحفاظ على الطفل والاهتمام به، ولذلك نفخر بتعاوننا مع يونيسف والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف منذ أكثر من 4 سنوات لحماية الأطفال من العنف، ويستمر هذا الجهد المتميز من خلال حوار اليوم الذي يتناول الزواج القسري والعنف المنزلي، معربًا عن أمله في استمرار هذه الحوارات المشتركة بين الأديان لتناول المزيد من القضايا التي تمس الطفل.”

ويأتي هذا الحوار كنهج استراتيجي لنشر الرسائل المجمعة في الإصدار وطرح آراء رجال الدين بشأن الفرص لإحداث التغيير المجتمعي الإيجابي والتحديات القائمة على أرض الواقع، ومن ثم توسيع نطاق التعاون مع رجال الدين لدورهم الفعال في المجتمع.

“نؤمن في يونيسف بالدور المحوري والمؤثر الذي يقوم به القادة الدينيين في تعزيز الترابط الاجتماعي وبناء السلام والتسامح” يقول برونو مايس، ممثل يونيسف في مصر، ويضيف “نعتز بعلاقتنا المثمرة منذ سنوات مع كل من الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كما يسرنا أن نكون جزءًا من هذه الجهود الضخمة لتصحيح المفاهيم المغلوطة والتصدي للموروثات الاجتماعية ذات الآثار السلبية وبالأخص على الطفل.”

في سياق متصل، تعمل مبادرة القادة الدينيين من خلال دعم الكفاءة والتأهيل لعدد 1000 من رجال الدين -كمرحلة أولى -لتطوير وسائل تناولهم للأشكال المختلفة من العنف ضد الأطفال، ومعالجة المفاهيم والتفسيرات الخاطئة وتأكيد واجبات الرعاية فيما بين الأسر والمجتمعات المحلية والخدمات الاجتماعية. هذا بالإضافة إلى التصدي لقضايا العنف ضد الأطفال عبر وسائل الإعلام المختلفة.