في إطار حملة «مباشر من الماضي» – هالة عبد الفتاح تكتب: سيزا نبراوي.. ملهمتي
ناشطة نسوية
«إذا كان صوت سيزا نبراوى يشرف وطنها أمام العالم فإن وطنها يتشرف باسمها أمام المصريين» الزعيم جمال عبدالناصر
إنها “زينب محمد مراد” ابنة مدينة الغربية، ولدت عام 1897، وعاشت فيها حتى سن العاشرة عندما انفصل والديها، ومن بعدها انتقلت إلى الإسكندرية لتعيش في كنف قريباتها، ومن هنا أصبح اسمها “سيزا نبراوي”، تعلمت في مدرسة الليسية فرنسية، وحدثت نقطة التحول في حياتها عند انتحار قريبتها، بسبب مشاكل مع الزوج، الذي كان لها أبًا واكتشفت بعد وفاة أمها البديلة، أنه ليس أبيها، وقد فرض عليها تغطية وجهها بالبرقع، ومع توالي هذه الأزمات انعزلت بمفردها عن المجتمع، حتى أخرجتها صديقتها المقربة “هدى شعراوي” من هذه الحالة القاسية على نفسها، ومن بعد هذه الأزمات المتتالية القاسية خرجت “سيزا” من عزلتها وسارت على خطى صديقتها “هدى شعراوى” وشاركتا سويًا في النضال النسوي السياسي.
شاركت “سيزا نبراوي” في تنظيم مظاهرات 16 مارس 1919 ضد الاحتلال الإنجليزى، ووقعت على احتجاج مشترك مع صفية زغلول وهدى شعراوي موجه للمعتمد البريطاني بمطالب وطنية شعبية، وكانت هذه أول خطوات بداية الوعي النسوي لدى السيدات المصريات، ثم جاءتها فرصة حضور مؤتمر للإتحاد النسائي الدولي في روما سنة 1923، ومعها رفيقة الدرب “هدى شعراوي”، وعند وصولهن مصر، في محطة القطار خلعت كلتاهما الحجاب، ليكونتا أول من خلع الحجاب، رافضتين طمس هوية النساء في مصر. خلع الحجاب في هذه الفترة ليس بالشيء الهين، فأصبحتا رمزًا لجسارة المرأة، ومن بعد مشاركتها في مؤتمر روما شاركت “سيزا نبراوي” في تأسيس الإتحاد النسائي المصري، وتم إشهاره فى مارس 1923، وحتى عندما جرى تعديله بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1966 تحت اسم جمعية “هدى شعراوي”، كانت “سيزا” عضوة نشطة به ونجحت من مشاركتها تلك في تحقيق بعض المطالب:
*رفع سن زواج الفتيات إلى 16 سنة
*حق الفتاة فى التعليم، فقد أقر البرلمان أن التعليم الابتدائى إلزامي للجنسين في عام 1925 والتحقت أول دفعه فتيات بالجامعة في عام 1928
*السماح للنساء بالترشح في البرلمان
كما ترأست سيزا نبراوى مجلة المرأة المصرية التي كانت تصدر باللغة الفرسية “لا إيجيبسيان” عن الإتحاد النسائي المصري.
عقب هذه النجاحات، أصبحت “سيزا نبراوي” عضوة الإتحاد النسائي الديمقراطي الدولي ببرلين، حتى استقالت منه بعد ذلك، تضامنًا مع القضية الفلسطينية.
ظلت “سيزا” في الكفاح والعمل النسوي السياسي حتى توفيت في عام 1985 عن عمر يناهز 87
بعد كل هذة السيرة المليئة بالكفاح والنجاح أحدثكم عن ملهمتي التى عرفتها من خلال مشاركتي فى مدرسة الكادر مع نظرة للدراسات النسوية، عرفت من هي وتاريخها وكفاحها ونشاطها السياسي والنسوي، تأكدت أن المنظمات النسوية برزت من خلال مشاركتها في الاحتجاج ضد سياسات الدولة والدفاع عن حقوق المرأة ومن خلال مشاركتهن في الاحتجاجات على مر العصور، ذلك ما وضعهن على الخريطة السياسية للدولة و أيضًا اعتبارهن جهة معارضة للنظام.
عرفت من خلال “سيزا نبراوي” أنه حتى مع مرور كل هذه السنوات، مازال النضال واحد، وكلنا كنسويات نطالب كما طالبت ونسعى كما سعت، ولذلك أصريت على المشاركة سياسيًا، وأن أدافع بكل ما أوتيت عن النساء، وألا اعتبر نفسي ضحيةً في أزمة ولكن مدافعة عن نفسي وعن كل النساء المعنفات والمضطهدات في ظل النظام الأبوي المسيطر حاليًا، وحتى مع ما نواجهه كنساء مدافعات من تضييق ومنع وتهديد، سأظل مستمرة في المشاركة السياسية وفي الدفاع عن النساء بكل السبل ولو كتوعية ودعم نفسي كبداية.
المجتمع لايصبح حرًا إلا بوجود فاعلية ومواطنين أحرار ولا يوجد عدل إلا بتساوي الحقوق بين الجنسين.