في الـ12 من مارس، تتعدد الوقائع التي تندرج تحت قوائم “حدث في مثل هذا اليوم” التي تنشرها الصحافة عبر مختلف وسائطها، أبرزها؛ إعلان موسكو عاصمة لروسيا في 1918  أن كانت سانت بطرس برغ لمدة 218 سنةً، والحكم بالسجن ثلاث سنوات بحق الصحافي العراقي منتظر الزيدي في عام 2009، بعد اتهامه بإهانة رئيس دولة أجنبي، إثر  إلقائه فردتي حذائه على الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش خلال آخر زيارة له للعراق؛ لكن قليل من هذه القوائم يتذكر حدثًا جللًا، غير الكثير في مضمار الحقوق السياسية للنساء في مصر، فقد شهد هذا اليوم في عام 1954، إعلان الدكتورة “درية شفيق” إحدى رائدات حركة الدفاع عن حقوق النساء في مصر، الاعتصام داخل نقابة الصحافيين  احتجاجًا على إقصاء النساء عن اللجنة التي جرى تشكيلها لإعداد دستور البلاد عقب ثورة 1952.

لم يكن الاعتصام هو الخطوة الأولى لتسجيل موقف الاعتراض، لكن “شفيق” أرسلت برقية إلى المسؤولين، تؤكد فيها عدم اعتراف المرأة المصرية بالجمعية التأسيسية التي لا تمثل الرجال والنساء على قدم المساواة، ومن ثم نشرتها عبر عدد من الصحف، لكنها رأت أن هذا لا يكفي وأنه إجراء لا يعبر عن إصرار النساء على حقهن في صنع دستور بلادهن.

فقادت مظاهرات ووزعت منشورات، ولم يتبق أمامها سوى الاعتصام والإضراب عن الطعام، وقد قررت أن تتوجه إلى مقر نقابة الصحافيين ظهيرة الجمعة الموافق 12 مارس 1954، وتعلن الإضراب عن الطعام حتى يتحقق للنساء حقوقهن.

خلال وقت قصير، ذاع الخبر، وانضم إلى “شفيق” ثمانية نسويات وهن؛ منيرة ثابت، وبهيجة بكري، وراجية حمزة، ومنيرة حسني وفتحية الفلكي وإلهام عبد العزيز، وسعاد فهمي، وأماني فريد.

بعد أيام قليلة، ساءت حالتهن الصحية، فنٌقِلَ الاعتصام إلى مستشفى قصر العيني، وبعد 8 أيام من الإضراب، أرسل رئيس الجمهورية اَنذاك “محمد نجيب” موفدًا عنه ببرقية يؤكد فيها أن حقوق النساء سيشملها الدستور الجاري الإعداد له “كاملة غير منقوصة”.

وبعد سنتين صدر الدستور الذي عرف بــ”دستور 1956″، يتضمن مادةً تكفل حق النساء في الترشح والانتخاب، ومن ثم صدر قانون مباشرة الحقوق السياسية في 3 مارس من ذلك العام، لينص على حق النساء في هذا الصدد، وشاركت النساء في انتخابات مجلس الأمة التي أجريت في يوليو من عام 1957، وأسفرت عن انتخاب امرأتين هما راوية عطية وأمينة شكري.